بضع عشرات فقط من أهالي قرية مجدل شمس بمرتفعات الجولان السورية المحتلة يعلنون صراحة عن ضرورة إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد. و يقيم هؤلاء أنشطتهم بشكل دوري ، اجتمعوا في مسرح القرية للتباحث حول ما يجري في سوريا و اشترك معهم جورج صبرا عضو المجلس الوطني السوري عبر الانترنت من باريس ، يقول سلمان فخر الدين هو ناشط سياسي و من المطالبين بإسقاط النظام : " هناك سعي دائم لإبقاء الخلافات بشكلها الحضاري فالسياسية جزء من حياتنا و لكن ليست كل حياتنا ، في النهاية نحن جيران و أبناء بلد و إخوة ، فأخي يؤيد النظام و أنا أعارضه و لكن أنا وهو في أحسن علاقة . فالأسد يستطيع أن يبقى أو يرحل والمهم أن نبقى نعيش كإخوة أو كجيران ونحن بصدد تثبيت ميثاق شرف للعمل السياسي الذي له أيضا أخلاق ".في الجولان ، زارت بي بي سي منزل بشر المقت وهو معتقل جولاني محرر أمضى في السجون الإسرائيلية أكثر من 25 عاما بتهمة المشاركة بعمليات عسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي ، يخشى بشر و آخرون من أن حالة الفوضى في الوطن الأم قد يحول قضية الجولان من قضية مركزية إلى قضية هامشية خاصة إذا تكرر المشهد الليبي في سوريا يقول بشر " سوريا تدفع من دمائها و من اقتصادها و من استقرارها و أمنها ثمن المواقف السياسية و القومية و الوطنية على مدار السنوات الماضية ، هذا عدوان سافر و غير مسبوق في العلاقات الدولية و مدعّم بمجموعة من الخونة و المرتزقة الذين تسللوا عبر الحدود و مدعم بالإعلام الموبوء و المضلل وسط قرية مجدل شمس تقام اجتماعات من نوع آخر و بأعداد غفيرة من الأهالي . فقد أقيم احتفال كبير بمناسبة إضراب الأشهر الستة ضد الاحتلال الإسرائيلي قبل 30 عاما ، و لكن المجتمعين أكدوا على وقوف الجولان إلى جانب ما يعتبرونه القيادة الشرعية في دمشق.و اتهم العديد من الخطباء إسرائيل و الولاياتالمتحدة و الغرب بالوقوف وراء ما يقولون إنها فوضى تدمر سوريا من الداخل ، لأنهم لم ينجحوا بتدميرها من الخارج ، على حد تعبيرهم ، احتشد آلالاف كعادتهم كل عام في قرى الجولان السوري بمناسبة الإضراب . و هنا في مجدل الشمس كانت الرسالة واضحة و هي التأكيد على عروبة الجولان و التنديد بأي تدخل أجنبي أو عربي في شؤون سوريا و رفض الفوضى و أهمية المضي قدما في مسيرة الإصلاح ، و على غير العادة ، بدا واضحا أن الأحداث داخل سوريا انعكست على الجولان فالخلافات بين مؤيدي و معارضي النظام السوري واضحة ، و انعكست على جو القرى الصغيرة في الجولان حيث أن معظمهم إما أقرباء أو أنسباء ، و بدا أن هناك اتفاقا بين الجميع هنا في الآونة الأخيرة على نبذ العنف و على ألا تأخذ الخلافات السياسية طابعا شخصيا أو عائليا. الجزائر - النهار أولاين