أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أن إحياء اليوم الوطني للشهيد دليل على إرادة التواصل والوفاء، بالرغم من صعوبة المفاضلة بين أيام تاريخها الحافل بالأحداث والعبر. ففي رسالة وجهها عشية إحياء اليوم الوطني للشهيد المصادف ل 18 فيفري، قال رئيس الجمهورية " إن إحياءنا هذا ليوم للشهيد، هو دليل على قوة إرادة التواصل والوفاء، كما هو رمز لتمجيد التضحية والفدى في سبيل الوطن، بالرغم من صعوبة المفاضلة بين أيام تاريخنا، لما شهدته من تزاحم في الأحداث والعبر". وأضاف رئيس الجمهورية أن هذا اليوم ليس كغيره من الأيام " لأنه يذكرنا و يحيلنا إلى تلك المواكب من الرجال والنساء، من أبناء الوطن الذين دفعوا المهج والأرواح، فداء لحرية بلدهم و شعبهم". وأضاف رئيس الدولة أن شهر فيفري شهد أحداثا هامة في تاريخ الجزائر، حيث شهدت تأسيس المنظمة الخاصة، التي هيأت للكفاح المسلح ضد الاستعمار، بداية بتناول القضية الجزائرية من طرف الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى مفاوضات ايفيان، ثم ما وقع من حوادث أليمة وقعت في ذات الشهر، كتنفيذ الإعدام أمام المواطنين لمجموعة كبيرة من أبناء البلاد البررة، وتنفيذ التجارب النووية البشعة يوم 13 فيفري 1960 في حمودية بمنطقة رقان، وكذا إنشاء المناطق المحرمة، وإقامة الأسلاك الشائكة المكهربة، وزراعة ملايين الألغام المضادة للأفراد". وأضاف رئيس الدولة أن الجيش الاستعماري و بذريعة مطاردة الثوار، قام في هذا الشهر باعتداء سافر على ساقية سيدي يوسف الآمنة بوابل من القنابل جعلها بمن فيها أثرا بعد عين إلى غير ذلك من الأحداث التي مرت بها أمتنا في هذا الشهر". واستطرد رئيس الدولة إن الشعب الجزائري الذي خاض الكفاح المستميت، وأفتك حريته من براثن الغزو "بحاجة إلى استحضار شهدائه ليظلوا في كيانه، كما كانوا سيوف الحق ونبراس السلام ينيرون بأرواحهم الطاهرة المسالك الآمنة والخيارات المجدية". وأضاف أن الأجيال تتوالى وترحل الجيل تلو الآخر، ولكن أرواح الشهداء تملأ الزمان والمكان، وتحيطنا برباط نفيس قوامه الوفاء والعرفان بتضحياتهم، لاعتبارهم نماذج تتمثلها الأجيال في سلوكها وحياتها وينابيع، لا ينضب معينها في إرواء بساتين الإثمار والإعمار". ويقول أيضا "مواكب من الشهداء بلغوا أعلى المراتب وأرفع المنازل، بما قدموا من تضحيات وبما خلفوا من أثر وملأوا الدنيا بآيات البطولة والبذل، وأخلصوا النية والعمل فلم يتراجعوا ولم ينكصوا على الأعقاب، حتى أتاهم اليقين ورحلوا إلى حيث هم أحياء عند ربهم يرزقون، بعد أن جعلوا اسم الجزائر لا تذكره الألسن، إلا مقرونا بمليون ونصف مليون من شهداء الحرية والاستقلال". واستطرد رئيس الجمهورية قائلا " إذا كانت تضحيات الشهداء قد أثمرت الحرية التي ذاق طعمها جميع الجزائريين والجزائريات، فإن الإصلاح العميق الذي نتطلع إليه، يهدف إلى تمكين كل المواطنين من أن يستظلوا بأفيائه في حدود الموازنة الواجبة، التي أصبحت تفرض نفسها أكثر من أي وقت مضى بين الحقوق والواجبات". وفي هذا السياق أكد الرئيس بوتفليقة أن الإصلاحات "بالتالي لن تكون اندفاعا غير محسوب، بل تهدف إلى الحسم في المسلمات التي تكرس الطريق الديمقراطي، و تقوي أداء سلطات المؤسسات الدستورية و تعيد بسط سلطان القانون، و تحمي الحريات الجماعية و الفردية و غير ذلك من الأهداف الرفيعة التي حلم بها شهداؤنا". الجزائر- النهار اونلاين