دعا الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين يوم الثلاثاء بسوق أهراس إلى ضرورة إنجاز متحف جهوي للقاعدة الشرقية لاحتضان ذاكرة الثورة بهذه المنطقة. وفي كلمة ألقاها لدى إشرافه على الاحتفالات المخلدة للذكرى ال53 لمعركة سوق أهراس الكبرى بحضور الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، طيب الهواري، وسلطات الولاية المدنية والعسكرية ومجاهدي المنطقة والولايات المجاورة أوضح السيد عبادو أن تجسيد هذا المتحف سيكون بمثابة "قلعة من قلاع الجزائر المستقلة ويحتضن في ذات الوقت ذاكرة القاعدة الشرقية". وأكد في هذا الصدد، على "أهمية المتاحف في نقل رسالة نوفمبر للأجيال والحفاظ على الذاكرة الجماعية" داعيا المجاهدين إلى تسليم ما بحوزتهم مما تعلق بتاريخ ثورة التحرير لتمكين الأجيال الصاعدة من الإطلاع عليها "خاصة وأنهم (المجاهدون) يملكون الشهادة الحقيقية لثمن الحرية". وبعدما ثمن جهود إحياء ذكريات بطولات وأمجاد الشهداء على غرار أبطال معركة سوق أهراس الكبرى "التي ضربت أحسن أمثلة الفداء وتمثل ضريبة دم أخرى"، دعا السيد عبادو القائمين على الوسائل السمعية البصرية الى إعداد أفلام وأشرطة حول هذه المعركة "ليتمكن شباب اليوم من استلهام عبر الثورة الصمود والتحدي ليتطلعوا بعزيمة أكبر نحو المستقبل". كما أشار الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين أن القاعدة الشرقية "ضربت أروع الأمثلة في التضحية والفداء" وأبطالها كانوا كما قال "مثالا للكفاح والنضال". واعتبر أن الإنجازات التي ستتحقق بهذه الولاية "ستكون في مستوى تضحيات شهدائها ومجاهديها".كما حث السيد عبادو على ضرورة "بناء الجزائر بنفس الروح والإرادة التي تحلى بها الشهداء" مضيفا أن "معركة البناء والتشييد لا تقل أهمية عن معركة التحرير" وأنه "لا معنى لثورة التحرير إذا لم يتبعها نجاحا تنمويا". وبعدما ركز على "أهمية الجانب التربوي والروح الوطنية" لدى الأجيال الصاعدة أشار الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهيدن أنه "لا يكفي أن يتخرج طلبة يحملون شهادات عليا في مختلف المجالات دون التشبع بالروح الوطنية" داعيا الإطارات والباحثين لتبليغ رسالة نوفمبر للأجيال القادمة. من جهته، اعتبر الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء السيد طيب الهواري أن معركة سوق أهراس تعتبر "جزءا لا يتجزأ من تاريخ الجزائر" داعيا إلى الوفاء لرسالة نوفمبر 1954. أما أستاذ التاريخ بالمركز الجامعي لسوق أهراس، جمال ورتي، فدعا إلى تفعيل التاريخ وتسجيل أحداث ثورة التحرير في كل منطقة من الجزائر معتبرا أن معركة سوق أهراس الكبرى "جسدت تلاحم أبناء الجزائر من كل المناطق شرقا وغربا وشمالا وجنوبا". وقبل ذلك، كان السيد عبادو قد اطلع بمدخل قاعة المحاضرات الجديدة للولاية على مجسم لإنجاز النصب التذكاري الذي سيقام بمنطقة وادي الشوك والذي سيحمل أسماء 639 شهيدا وصمم بارتفاع 17 مترا طولي. كما أشرف الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين على توزيع الجوائز والهدايا على المتفوقين في مختلف المسابقات والأنشطة المنظمة بالمناسبة واطلع على خريطة توضح حيثيات معركة سوق أهراس. وكان الوفد الوزاري قد استهل زيارته بحضور مراسم رفع العلم الوطني بمقبرة الشهداء ووضع إكليل من الزهور وتلاوة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء الطاهرة وإطلاق اسم الشهيد حسين بن جاب الله على مدرسة ابتدائية بمنطقة مخطط شغل الأراضي رقم 8 بجوار المركز الجامعي.