تحيي المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء اليوم الوطني للشهيد والمصادف ل18 فيفري 1989 وهو اليوم الذي قرر فيه أبناء الشهداء جعله يوما وطنيا للشهيد انطلاقا من القناعة بأن مقام الشهيد أعلى مقامات التبجيل والتذكير والاحتفاء، مقارنة بالأحداث والأيام الوطنية والعالمية التي تعود شعبنا أن يحتفي بها. وتخليدا لهذا الحدث العظيم تم وضع برنامجا يتميز بالتنوع والثراء والشمولية على مستوى جميع بلديات ولاية الجزائر، يتضمن نشاطات رياضية وثقافية وتاريخية تحضرها وتنشطها مؤسسات مختلفة وجمعيات المجتمع المدني ومنظمات الأسرة الثورية. وينتظر أن تحتضن بلدية السحاولة فعاليات الاحتفال الرسمي بالحدث والمصادف ليوم الجمعة المقبل والذي يشمل كل من تدشين نصب تذكاري مخلدا للشهداء بساحة الشهداء، وتدشين حي 325 مسكن بإسم المجاهد الراحل زياد لخضر وكذا تدشين نصب تذكاري مخلد للشهيد بوبكر بوعلام بحي بوبكر بوعلام، كما سيتم بالمناسبة ذاتها تسمية روضة الأطفال بإسم الشهيد مصطفي سعيدون. ويرتقب من خلال هذا اليوم التاريخي الوقوف على تاريخ كفاح هذا الشعب الطويل المتلاحق المراحل حتى الاستقلال حتى يقف الجيل الحالي على معاني التضحية من اجل الوطن، ليستخلص بنفسه انه لا تاريخ لشعب ينسي رموز كفاحه، كما يقرأ من خلاله معنى الوطنية والنضال والجهاد وحب الوطن. وتهدف المبادرة إلى ترسيخ قيم الشهيد وعظمة التضحيات من اجل الحرية في نفس وأذهان الأجيال الحاضرة وليعود إلى ذاكرتهم أن أولئك الشهداء لم تلههم عن الوطن والحرية كما أن اعتماد هذا اليوم وطنيا للشهيد فيه رجوع بهذا الشعب وذاكرته إلى البطولات والمقاومات والثورات الشعبية التي كانت البدايات الجهادية لثورة التحرير. ولعل البعد الذي يرمي إليه تخليد هذا اليوم هو الرجوع بذاكرة الشعب إلى أيام الثورة وما قدمته من تضحيات وأرواح من اجل انتزاع حرية هذا الشعب من قبضة العدو الفرنسي ولكي يعيش سيدا كريما مترحما فيما بينه. وبالنظر إلى تلك الاعتبارات وغيرها مما لا يتسع لحصرها، دفعت بأبناء الشهداء من خلال منظمتهم الوطنية إلى اعتبار يوم 18 فيفري من كل عام يوما وطنيا للشهيد اعتبارا من عام 1989 وهذا ليستعيد الشعب الجزائري إلى ذاكرته العملاقة بهذه المناسبة شريط التضحيات والدم والنار والعذاب وجثث الشهداء اللذين أشعلوا لهيب الحرية وكانوا المصباح الذي أنار درب السيادة والاستقلال، وجروح أيام الاستعمار الفرنسي، حتى يربط بين الماضي والمستقبل، ليتذكر أن هؤلاء الشهداء ماتوا في خندق واحد من اجل حرية الشعب الجزائري.