هذه الصورة لمن لا يعرفه هي للشهيد "إبراهيم زدور القاسم المهاجي " الذي قام بصياغة وترجمة بيان أول نوفمبر 1954 ، بعد أن حرره باللغة الفرنسية " محمد العيشاوي" من منطقة القبائل ،إن بطلنا إبراهيم خريج الأزهر الشريف ينحدر من منطقة امهاجة بالغرب الجزائري ابن الشيخ الطيب المهاجي أحد أبرز علماء وهران وهو من أبناء المدينة الجديدة بوهران مات تحت التعذيب و ألقت قوات الاحتلال الفرنسي جثته بوادي الحميز بالعاصمة حتى أكلت منها الذئاب و الكلاب ولم يسمح بدفنه بعدما تعرض للتعذيب. كان شاعرا و صحفيا حيث كتب عدة مقالات بأسماء مستعارة من هذه الأسماء )عبد الرزاق الجزائري (،هو كما أسلفنا من صاغ البيان الحالي بأفكاره وأسلوبه باللغة العربية بعد فشل العيشاوي وجماعته في صياغته كما تم الاتفاق عليه نظرا لبلاغته وفصاحته . يعد البطل أول طالب يستشهد في الثورة التحريرية وهو عضو" ugema" وعنصر فاعل في الحركة الطلابية بالقاهرة آنذاك قبل 30 نوفمبر 1954 أين عثر عليه في شاطيء واد الحميز بعد رميه من مروحية بعد حوالي 24 ساعة من عودته إلى ارض الوطن ونظرا لصراع بين عائلة الشهيد وبعض الناس لم يتم ذكر جهده واجتهاده رحمه الله واسكنه فسيح جنانه . زدور محمد إبراهيم قاسم (2 فبراير 1923) بالقعدة تابعة لدائرة سيق ولاية معسكر استشهد (في نوفمبر 1954 ) أول طالب مناضل يستشهد في الثورة الجزائرية. سي قاسم كما يلقب ابن الشيخ العالم سي الطيب المهاجي هو خريج الآداب أيضا لجامعة القاهرة حيث نال شهادة الليسانس أواخر 1953 بداية 1954، ولم يمض على عودته إلى وهران الكثير حتى تم اعتقاله بعد 24 ساعة من اندلاع شرارة الثورة نظرا لنشاطاته النضالية التي بدءها في وقت مبكر من حياته. تعرض سي قاسم للتعذيب على يد مديرية حماية الإقليم حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، ويبقى تاريخ وفاته غير معروف بالضبط حيث أن سلطات الفرنسية ادعت أنه فر من سجنه غير أن بعض التقارير الصحفية تحدثت عن العثور على جثة في 30 نوفمبر 1954 ما بين برج الكيفان وشاطئ الجزائر. هذا ويبقى زدور محمد إبراهيم رمزا للطلبة الجزائريين في كل الأوقات ومثلا عن مشاركتهم الفعالة في تحرير وبناء البلاد. فرحم الله شهدائنا الأبرار،شهداء هذا الوطن المفدى الذي ذهب ضحية له ومن أجل استقلاله ما يقارب 8 ملايين من خير أبناءه منذ أن وطأت أقدام المحتل النجسة أرض الجزائر الطاهرة. سؤال وجيه طرحه الأستاذ الباحث جمال مسرحي وننتظر من يهمهم الأمر الإجابة عنه..؟ !