كان لإعدام الطبيب المتفوق الدكتور بن عودة بن زرجب في 16 يناير 1956 الوقع الشديد على الطلبة الجزائريين خاصة الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين الذي تأسس سنة قبل ذلك و استشاط غضبا لمقتل و اعدام و اغتيال نخبة الجزائر الثورية الذين لم تسرقهم لا أضواء باريس و شعلة العلم المنبثقة من حواضر القاهرة و المدينةالمنورة و فضلوا العودة إلى الوطن من أجل التحرير. الدكتور بن عودة بن زرجب الطالب اللامع في تخصص الطب بجامعة باريس من مواليد 9 جانفي 1921 بمدينة تلمسان التي ترعرع و درس بها بثانوية ( دو سلان ، ابن خلدون حاليا ) و نال شهادة البكالوريا شعبة رياضيات بتفوق في 1941 و التحق ليدرس الطب بجامعتي مونبوليي و باريس و حصل على دكتوراه في الطب سنة 1948 و ناقش في مذكرة تخرجه موضوع سرطان الدم . و قد قاده حسة الوطني للانضمام في صفوف حزب حركة انتصار الحريات الديمقراطية الذي تأسس في 1946 خلفا لحزب الشعب الجزائري و قد قاده أب التيار الاستقلالي في الجزائر المرحوم مصالي الحاج .و قد تقلد بن زرجب مسؤوليات باسم الحركة الطلابية الجزائرية آنذاك حيث كان أمين خزينة جمعية الطلبة المسلمين الجزائريين . و قد وضع بن زرجب خبرته المهنية في خدمة الثورة الجزائرية حيث عالج المجاهدين خفية في منزله و أحيانا كان يصعد إلى الجبل من أجل المهمة نفسها بل و اصطحب معه من فرنسا آلة رقن (Ronéo)من أجل نسخ البيانات و المناشير لصالح الثورة التحريرية و التي كان يوزعها أيضا و كاستراتيجية من الثورة كان الدكتور بن زرجب يحرر وصفات طبية للمناضلين من أجل شراء الدواء و عند جمع كميات معتبرة يتم تحويلها إلى المجاهدين في الجبال و قد ظل الدكتور يعمل بهذه الاستراتيجية إلى أن تم توقيفه. في جانفي 1956 تم اكتشافه من طرف الدرك الفرنسي في سبدو و استجوبه رائد الدرك في يوم 16 جانفي ثم قاده عناصره في اليوم الموالي إلى دوار أولاد حليمة في سبدو جنوبتلمسان و اغتاله . و قالت الشرطة الفرنسية آنذاك أنه خلال التوجه إلى الدوار حاول بن زرجب الفرار فتم اطلاق النار عليه. و قد كان رد فعل سكان تلمسان يوم اعدامه ( 17 جانفي 1956) عنيفا و اندلعت مظاهرات استمرت عدة أيام . و لا يقل رضا حوحو شأنا عن الذين أججوا مشاعر الطلبة الجزائريين فحملوهم على هجرة مقاعد الدراسة نحو الجبال و تلبية نداء الثورة التحريرية لقد كان رضا حوحو من رواد الكلمة الشجاعة فكان كاتبا و صحفيا و ناشرا و مؤسسا لصحف أخذت على عاتقها الدفاع على الجزائريين المستعمرين و فضح أساليب المستعمر و وحشيته. أحمد رضا حوحو المولود في 15 ديسمبر 1910 بسيدي عقبة في بسكرة متخرج من كلية الشريعة بالمدينةالمنورة سنة 1938 .
في 15 ديسمبر 1949 أسس مع جماعة من أصدقائه جريدة الشعلة (الصفحة غير موجودة)" جريدة الشعلة وتولى رئاسة تحريرها، وأصدر خمسين عدداً منها، وكانت قاسية في مخاطبة المناوئين لجمعية العلماء. وقد جاء في افتتاحية العدد الأول منها أنها «ستكون سهاماً في صدور أعدائك وقنبلة متفجرة في حشد المتكالبين عليك». كما كانت له ترجمات للأدب الفرنسي، دون أن نغفل جانباً مهماً في نشاطه الفكري ويتمثل في القصص القصيرة حيث يعتبر أحمد رضا حوحو رائد القصة القصيرة الجزائرية ، فله بعض القصص، منها: «يأفل نجم الأدب»، و«ابن الوادي»، و«الأديب الأخير»، و«غادة أم القرى»، و«مع حمار الحكيم».. في 29 مارس 1956 تم اغتيال محافظ الشرطة بقسنطينة واعتقل حوحو من منزله على الساعة السادسة مساء ذلك اليوم ليعتقل بسجن الكدية ، ومنه حُوِّل إلى جبل الوحش المشرف على مدينة قسنطينة وتم إعدامه هناك. وبعد استقلال الجزائر وجد جثمانه برفقة ثمان جثث أخرى مدفونة بشكل جماعي في حفرة واحدة بوادي حميمين ليعاد دفن رفاته بمقبرة الشهداء بالخروب. كان أحمد رضا حوحو شهيد النضال ، نضال الكلمة و الوطن ، حين حمل أمانة الثورة بنوعيها الاجتماعي و السياسي ، وخط لأدب جزائري خاص. و من وهران يحضر في هذه الملحمة الشهيد بدون قبر زدور ابراهيم بلقاسم و هو أول طالب مناضل يستشهد في الثورة الجزائرية" الثورة الجزائرية. و هو ابن الشيخ العالم سي الطيب المهاجي. تخرج من كلية الآداب بالجامعة القاهرة حيث نال شهادة الليسانس أواخر و زاول كثيرا من الأنشطة النضالية في مصر باسم حزب الشعب و حركة انتصار الحريات الديمقراطية و التقى بهواري بومدين و عبد الحميد مهري و آيت احمد . و قد رفض الجنسية المصرية التي تم اقتراحها عليه في القاهرة لكي يدرس في مصر كما رفض الجنسية الكويتية و استجاب لنداء والده الإمام الجليل سي الطيب المهاجي الذي دعاه إلى العودة و ولم يمض على عودته إلى وهران الكثير حتى تم اعتقاله بعد 24 ساعة من اندلاع شرارة الثورة نظرا لنشاطاته النضالية التي بدءها في وقت مبكر من حياته. تعرض سي قاسم للتعذيب على يد مديرية حماية الإقليم حتى لفظ أنفاسه الأخيرة. ويبقى تاريخ وفاته غير معروف بالضبط حيث أن سلطات الفرنسية ادعت أنه فر من سجنه غير أن بعض التقارير الصحفية تحدثت عن العثور على جثة في "الجزائر العاصمة" الجزائر. ويبقى زدور محمد إبراهيم رمزا للطلبة الجزائريين في كل الأوقات ومثلا عن مشاركتهم الفعالة في تحرير وبناء البلاد.