فجّرت رئيسة حزب العدل والبيان والنائبة بالبرلمان الجزائري، نعيمة صالحي، جدلاً واسعاً، بعد أن هاجمت بشدّة اللغة الأمازيغية (اللهجة القبائلية) حيث انتقدت مساعي الدولة الجزائرية لتعميم تدريسها في المدارس، وذلك بعد حوالي شهرين من إقرار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة اعتماد الأمازيغية لغة رسمية في البلاد.. واعتبرت النائب نعيمة صالحي في مقطع فيديو نشرته على صفحتها على الفيسبوك وكذا صحيفة "الصوت الآخر"الجزائرية أن اللغة الأمازيغية الحالية "لا تصلح للعلم وأن اعتمادها في المدارس وفرض تعليمها للجيل القادم تعطيل مفتعل لمنع الأمة من التقدم". وأوضحت أن "الأمازيغية ليست لغة وإنما لهجة لا علاقة لها بالحضارة، حتّى إنه لم يفصل إلى حد اليوم في طريقة كتابتها"، مؤكدة أنها "لن تقبل بأن يدرس أبناؤها الأمازيغية، في حين يتعلم أبناء الذين ينادون بتعميم تعليمها اللغات الحية في الخارج". وتساءلت قائلة "ماذا سأفعل باللغة الأمازيغية عندما أسافر إلى الخارج؟ هل سأقرأ بها العلوم وهي لا تحمل أي علم؟ هل سأدرس بها التكنولوجيا وهي ليست حاملة لها؟ هل سأتحدث بها مع الناس وهم لا يعرفونها ولا يفهمونها؟ بالله عليكم ماذا ستفعلون بها؟". في المقابل دافعت النائب نعيمة صالحي عن اللغة العربية، التي قالت إنها "لغة العالم، يتحدثها أكثر من مليار شخص من المسلمين وغير المسلمين ولها قاعدة وخلفية حضارية وتملك ملايين الكتب والبحوث والمخططات وهي لغة الدين والحياة ، ومع ذلك لا يريدون دراستها ولا يعترفون بها، من أجل لغة ميتّة لا تملك لا الحروف ولا المعاني. وخلّف موقف هذه البرلمانية ردود فعل واسعة في الجزائر مستنكرة من جهة ومؤيدة من جهة أخرى، بين من دعم وجهة نظرها، ومن رفضها واتهمّها بالعنصرية والتعصّب والتشجيع على العنف والفتنة بين أبناء الشعب الواحد،وفي هذا السياق، أكد المدون "كمال بن الهاشمي"، أنه يوافقها الرأي، معتبراً أن الأمازيغية "ليست لغة عالمية بل تبقى لهجة محلية التعامل بها محدود"، ولهذا السبب قال إنّه "لا يجب فرض تدريسها على الطلاب وتحميلهم عبئا آخر، لأنها لن تضيف لهم شيئاً ولن تنفعهم في مستقبلهم، بل بالعكس ستأخذ منهم وقتاً كثيراً يمكن استغلاله في تعلم اللغات الحية الأخرى". هذا وانتقد النائب عن حزب المستقبل إبراهيم تازغارت في تدوينة على صفحته بالفيسبوك، موقفها واعتبره "تصريحاً غير مسؤول يتعارض وأخلاق العمل السياسي وخرقاً صريحا للدستور وقوانين الجمهورية"، مضيفاً أن مثل هذه الدعوات "تشجّع على الفتنة بين أبناء الشعب الواحد". بدوره، قال المؤرخ الجزائري "أرزقي فراد" في تصريح صحافي لموقع "النهار" إن تصريح نعيمة صالحي ضد اللغة الأمازيغية، "صادم ومروع ويفتح بابا للعنف والعنصرية، وخطير يفتح باب المجابهة بين الجزائريين"، خاصة أنه جاء على لسان رئيسة حزب ونائبة بالبرلمان، من "المفترض أن تمتلك خطابا سياسيا متزنا"،وتابع فراد أن "تصريحها فيه عنف لفظي ومفعم بالكراهية والبغضاء والشحناء في وقت تحتاج الجزائر إلى خطاب ضبط النفس والاتزان". وكان مطلب تعميم تدريس اللغة الأمازيغية، عرف سجالا كبيرا في الجزائر، بعد خروج احتجاجات واسعة تحولت أحيانا إلى أعمال عنف بمنطقة القبائل شرق الجزائر، وهو ما اضطر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للتدخل نهاية العام الماضي لطي هذا الملف، باعتماد ترسيم رأس السنة الأمازيغية وإدراج هذه اللغة في قطاعي التربية والتعليم العالي وتعميم تعليمها. وفي آخر رد فعل لها عن الموضوع كتبت زعيمة حزب العدل والبيان عبر صفحتها في الفايسبوك ردا على موضوع تناوله موقع "العربية نت""تحت عنوان(برلمانية تُنكر لسان 30 مليوناً..؟: "الأمازيغية ليست لغة")- العنوان مضلل والمضمون صحيح-. غير أن كل ذلك يبقى وجهة نظر حرة وبكل روح رياضية نقول أن أمام اللجهات الأمازيغية الرئيسية من ( شاوية ،ترقية ،مزابية وقبائلية) هذه الأخيرة التي فرضت نفسها لأسباب يعرفها الجميع هي المتداولة وهي من سيدرسها التلاميذ وقد يكون ذلك بالأحرف اللآتنية إلى حين إنشاء الأكاديمية الوطنية للغة الأمازيغية التي ستتكون من أكاديميين ومختصين ،والتي ستقوم بالتالي بإيجاد الأمازيغية الرسمية والوطنية وبأي حرف تكتب بعد ذلك ،وما الذي نسمعه إلا جعجعة بلاطحين،والمهم فيه أن ينتصر فيه العقل والحكمة والعلم وفق واقعية بعيدا عن التعصب والعناد وفرض الرأي. سليم معاش