الرابطة الأولى: شباب بلوزداد ينهزم أمام شباب قسنطينة (0-2), مولودية الجزائر بطل شتوي    وزير الثقافة والفنون يبرز جهود الدولة في دعم الكتاب وترقية النشر في الجزائر    تنوع بيولوجي: برنامج لمكافحة الأنواع الغريبة الغازية    تلمسان: خطيب المسجد الأقصى المبارك يشيد بدور الجزائر في دعم القضية الفلسطينية    اللجنة الحكومية المشتركة الجزائرية-الروسية: التوقيع على 9 اتفاقيات ومذكرات تفاهم في عدة مجالات    رياضة: الطبعة الاولى للبطولة العربية لسباق التوجيه من 1 الى 5 فبراير بالجزائر    جمعية اللجان الاولمبية الافريقية: مصطفى براف المرشح الوحيد لخلافة نفسه على راس الهيئة الافريقية    إنشاء شبكة موضوعاتية جديدة حول الصحة والطب الدقيقين سنة 2025    رياح قوية على عدة ولايات من جنوب الوطن بداية من الجمعة    بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية, وزير الاتصال يستقبل من قبل رئيس جمهورية بوتسوانا    وزير الصحة يشرف على لقاء حول القوانين الأساسية والأنظمة التعويضية للأسلاك الخاصة بالقطاع    وزير الصحة يجتمع بالنقابة الوطنية للأطباء العامين للصحة العمومية    فلسطين... الأبارتيد وخطر التهجير من غزة والضفة    توقيف 9 عناصر دعم للجماعات الإرهابية    لصوص الكوابل في قبضة الشرطة    تعليمات جديدة لتطوير العاصمة    عندما تتحوّل الأمهات إلى مصدر للتنمّر!    رسالة من تبّون إلى رئيسة تنزانيا    فتح باب الترشح لجائزة أشبال الثقافة    التلفزيون الجزائري يُنتج مسلسلاً بالمزابية لأوّل مرّة    الشعب الفلسطيني مثبت للأركان وقائدها    بوغالي في أكرا    محرز يتصدّر قائمة اللاعبين الأفارقة الأعلى أجراً    صالون الشوكولاتة و القهوة: أربع مسابقات لحرفيي الشوكولاتة و الحلويات    شركة "نشاط الغذائي والزراعي": الاستثمار في الزراعات الإستراتيجية بأربع ولايات    تحديد تكلفة الحج لهذا العام ب 840 ألف دج    السيد عرقاب يجدد التزام الجزائر بتعزيز علاقاتها مع موريتانيا في قطاع الطاقة لتحقيق المصالح المشتركة    حوادث المرور: وفاة 7 أشخاص وإصابة 393 آخرين بجروح في المناطق الحضرية خلال أسبوع    الرئاسة الفلسطينية: الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه رغم التدمير والإبادة    تحذير أممي من مخاطر الذخائر المتفجرة في غزة والضفة الغربية    مجموعة "أ3+" بمجلس الأمن تدعو إلى وقف التصعيد بالكونغو    رئيس الجمهورية يستقبل نائب رئيس الوزراء الروسي    إبراز جهود الجزائر في تعزيز المشاركة السياسية والاقتصادية للمرأة    غرة شعبان يوم الجمعة وليلة ترقب هلال شهر رمضان يوم 29 شعبان المقبل    اتفاقية تعاون بين وكالة تسيير القرض المصغّر و"جيبلي"    لجنة لدراسة اختلالات القوانين الأساسية لمستخدمي الصحة    مدرب منتخب السودان يتحدى "الخضر" في "الكان"    السلطات العمومية تطالب بتقرير مفصل    توجّه قطاع التأمينات لإنشاء بنوك خاصة دعم صريح للاستثمار    4 مطاعم مدرسية جديدة و4 أخرى في طور الإنجاز    سكان البنايات الهشة يطالبون بالترحيل    الرقمنة رفعت مداخيل الضرائب ب51 ٪    رياض محرز ينال جائزتين في السعودية    شهادات تتقاطر حزنا على فقدان بوداود عميّر    العنف ضدّ المرأة في لوحات هدى وابري    "الداي" تطلق ألبومها الثاني بعد رمضان    وهران.. افتتاح الصالون الدولي للشوكولاتة والقهوة بمشاركة 70 عارضا    هل تكون إفريقيا هي مستقبل العالم؟    الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان    أدعية شهر شعبان المأثورة    حشيشي يلتقي مدير دي أن أو    صحف تندّد بسوء معاملة الجزائريين في مطارات فرنسا    المجلس الإسلامي الأعلى ينظم ندوة علمية    العاب القوى لأقل من 18 و20 سنة    الجزائر تدعو الى تحقيق مستقل في ادعاءات الكيان الصهيوني بحق الوكالة    قِطاف من بساتين الشعر العربي    عبادات مستحبة في شهر شعبان    تدشين وحدة لإنتاج أدوية السرطان بالجزائر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمازيغية تحتاج مرحلة انتقالية.. والحرف العربي هو الحلّ
أكاديميون ومختصّون يجمعون في ندوة "الشروق":

أجمع الأكاديميون والمختصون الذين حضروا في ندوة الشروق أن اللغة الأمازيغية اليوم بحاجة إلى مرحلة انتقالية قبل الحسم في اعتماد الحرف الذي ستكتب به، حيث رافع الحاضرون لصالح فتح المجال أمام الحروف الثلاث "التيفناغ والعربية واللاتينية" للإنتاج بها على أساس نتائج الميدان هي التي ستحسم مستقبلا في إقرار الحرف.
وقد أقر الحاضرون في الندوة أن الأمازيغية تشترك مع العربية، كونها تنتمي إلى نفس الوعاء الحضاري والعائلة اللغوية، الأمر الذي يجعل كتابة الأمازيغية بالحرف العربي أسهل وأقرب إلى الحقيقة التاريخية والمرجعية الاجتماعية، مؤكدين على وجوب إبعاد الأمازيغية عن الصراعات السياسية والتطاحن الإيديولوجي وفسح المجال أمام الباحثين والأكاديميين للحسم في الموضوع.

الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية الهاشمي عصاد:
الحديث عن إشكالية الحرف "طرح مفخخ" تروجه أطراف منزعجة
قال الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية الهاشمي عصاد أن الظرف الحالي يقتضي كتابة الأمازيغية بثلاث "خطوط للتدوين" وهي التفيناغ و اللاتينية إضافة إلى العربية، يقول المتحدث أن خطي التفيناغ واللاتينية مقننة، فيما تعتبر المبادرات بالحرف العربي المقنن قليلة جدا وتكاد تكون مقعدة.
واعتبر المتحدث أن مسألة الحرف ليست إشكالية أبدا، خاصة مع التطورات التكنولوجية العصرية التي تتيح مجالا واسعا للاختيارات والمرور بكبسة زر من خط إلى آخر، لكن هناك "زمرة من الأشخاص يروجون لأفكار ملوثة". وأرجع عصاد اختيار المحافظة للخط اللاتيني المقنن منذ 1990 تاريخ دخول الأمازيعية إلى الجامعات جاء اعتمادا على خلفية ومرجعية من المعارف الأكاديمية والعلمية التي وفرت الظروف الملائمة للتعامل بهذا الخط. ولكن تبقى المحافظة متفتحة تجاه الاجتهادات بالخط العربي. واعتبر عصاد الظرف الذي نتحدث فيه عن تعميم استعمال الأمازيغية في المدارس يفرض التعامل بثلاث خطوط مقننة لكتابة هذه اللغة "التيفيناغ، العربية، اللاتينية" وهذا يندرج في صميم توجه الدولة، مجسدا في المقررات المدرسية لوزارة التربية الوطنية اعتمادا على معطيات الميدان.
واعتبر عصاد "أن عودة الحديث عن إشكالية الحرف في هذا الوقت بالذات هو "طرح مفخخ" تروجه الأطراف التي يزعجها أن ترى مكاسب تحققت منذ 27 سنة من النضال والعمل التي أفضت إلى تراكم المكتسبات المحققة في الميدان وينبغي اليوم الحفاظ عليها والعمل على تعزيزها". ودعا عصاد إلى إبعاد النقاش حول الأمازيغية عن المنابر السياسية وترك المجال لأهل الاختصاص ليشتغلوا في هدوء، لأن "الأمازيغية اليوم بين أياد آمنة". ورفض المتحدث ما أسماه بالحلول التي يروج لها من "يتسترون وراء أطروحات إيديولوجية"، دعاهم في المقابل إلى تقديم براهينهم في الميدان عوض الاكتفاء بتوجيه نقد للآخرين. وأكد عصاد أن إشكالية الحرف ستحسم فيها الأكاديمية التي يجري إطلاقها، وأكد بالمناسبة "أن إنشاء الأكاديمية لن يكون على حساب المحافظة وأنها باقية، لأنها مكسب له قوة ايجابية كان طيلة 22 سنة في خدمة مقومات الشخصية الوطنية"، وأكد المتحدث أن المحافظة طرف في صياغة القانون العضوي الذي يحدد إنشاء أكاديمية اللغة وستكون العلاقة بين الاثنين علاقة تكامل وتبادل، حيث تتكفل الأكاديمية بإشكالية الكتابة والترجمة والبحث الأكاديمي، فيما تنحصر مهمة المحافظة في العمل على ترقية اللغة الأمايزيغة في محيطها "مزغنة المحيط"، والعمل على ترقيتها والحفاظ عليها من الزوال.
وقال عصاد "أن المحافظة والقائمين عليها "لا وقت لديهم للدخول في نقاش بيزنطي"، خاصة مع أناس يتغذي وجودهم من النقد الهدام". وقال الأمين العام للمحافظة أنه "يلاحظ باندهاش أن الكثير من الذين كانوا في سبات عميق استيقظوا اليوم ويريدون ركوب القطار واختاروا لذلك آخر منعرج للاصطفاف أمام المحطة".

الشيخ الحاج محند الطيب:
المرافعون عن الحرف اللاتيني يواصلون عمل الإستعمار
اعتبر الشيخ الحاج محند الطيب الذي سبق وأن قدم ترجمة لمعاني القرآن الكريم إلى الأمازيغية أن اعتماد الحرف العربي لكتابة الأمازيغية هو الأنسب لها وهذا لعدة اعتبارات حصرها الشيخ في اعتبارات بعضها علمي وأخرى وطنية اجتماعية، حيث أكد المتحدث أن كتابة الأمازيغية بالحرف العربي سيجعلها عامل وحدة وطنية وسيحتضنها الجزائريون الذي يستأنسون بالحرف العربي هذا من جهة. ومن جهة أخرى، سيجعل الأمازيغية أكثر انتشارا وامتدادا سواء كان داخل الجزائر أو خارجها. فيما اعتبر المتحدث اعتمادها بالحرف اللاتيني سيجعلها محصورة فقط في منطقة أو في زمرة. فضلا عن كون الحرف اللاتيني يقرب الأمازيعية من الغرب حسب المتحدث الذي اعتبر هذا الأمر خطر على وحدة الأمة. من جهة أخرى، اعتبر الشيخ الحاج محند الطيب أن اعتماد الأمازيغية بالحرف العربي لا يحتاج إلى إضافة حروف جديدة، إذ تعتبر الأبجدية العربية كافية لاستيعاب الأصوات الأمازيغية مع بعض التعديلات في خمسة أصوات فقط، وحل هذه المشكلة قال المتحدث أنها في غاية من اليسر والسهولة، لأن هذه الحروف كانت في الأصل عربية وتم تليينها وتكييفها لتناسب مخارج الأصوات في الأمازيغية مثل كلمة البحر التي تنطق" لفحر" وكلمة "اقزار" التي يعتبر أصلها "أجزار" مع مراعاة أداوت التذكير والتأنيث في اللغة الامازيغية، حرف "أ" للمذكر و"ث" للمؤنث، وأعطى المتحدث أمثلة عن ذلك كون الشاوية احتفظوا باستعمال حرف الجيم الذي يقلبه القبائل إلى "غا" مثل "غارانغ" التي تعني بيننا وينطقها الشاوية "جارانغ".
كما اعتبر مترجم القرآن إلى الأمازيغية أن اعتماد الأمازيغية بثلاث أبجديات خطر بمثابة قنبلة موقوتة قد تنفجر مستقبلا وقد يكون ثمنها الوحدة الوطنية، وأكد المتحدث على ضرورة الفصل لصالح الحرف العربي في كتابة الأمازيغية، معتبرا أن الذين يرافعون لصالح الحرف اللاتيني يواصلون عمل الاستعمار الفرنسي سواء كان بوعي منهم أو بغير وعي.

علي ذراع:
لبناء جديد للأمازيغية وجب إبعاد الإيديولوجية عنها
أوضح المستشار الإعلامي لمجمع "الشروق" علي ذراع بعد ترحيبه بضيوف "الشروق" أنّ فرنسا هيئاّت اللغة الأمازيغية قبل الجزائر، فخلقت مؤسسات ومدارس للغة الأمازيغية منها الأكاديمية البربرية وهدفها في ذلك هو خلق التفرقة وزرع الفتنة في المجتمع الجزائري وليس بهدف توحيد أفراده.
وأشار علي ذراع "في منتدى الشروق" حول "اللغة الأمازيغية وبأي حرف تكتب وسبل تطويرها" أنّ دور الجزائر فيما يتعلق بمسألة الأمازيغية على مستوى ترسيم ينّاير يوما وطنيا وترسيم الأمازيغية كلغة وطنية مثمن ولكنّه تأخر ومشكل الهوية بدأ من 1962 وقبله افترق المجاهدون دون الفصل في مسألة الهوية ولا يتعلق باللغة والدين وإنّما هناك العامل التاريخي المشترك والتعايش وعامل الخبز وكثيرا من القضايا المرتبطة بالهوية.
وأكدّ ذراع في الصدد أنّ عديد القضايا وقتها لم يتم طرحها على طاولة النقاش مع بدايات الاستقلال لكون القضايا المختلفة التي كانت موجودة آنذاك أثرت على مسألة الهوية وكذلك على الأمازيغية، كما لم تطرح مستقبل الجزائر على صعيد عدّة جوانب.
ولفت المتحدث أنّ مفهوم بناء الجزائر الفتية والبحث عن سبل التضامن بين أبناء الشعب الواحد لم يتم تناوله ولم يناقش باعتبار أنّ مختلف الزمر والتيارات التي دخلت الجزائر واستولت على الحكم كان لكل واحد منها لديه برنامج خاص يقوم على إيديولوجيتها ونظرتها وتشبعها بثقافة معينة. وحسب علي ذراع فإنّ كل هذه الأمور والقضايا المتعددة أخرّت طرح الهوية، كما أنّ الهوية لا تزال غير مطروحة بشكل جيد ووجب تقديمها وطرحها على نقاش واسع.
وشدد علي ذراع أنّ الأمازيغية يجب أن تبنى في سياق سليم شريطة أن نجنبّها الإيديولوجية والطرح الفلسفي الجديد الذي تخلقه بعض التيارات الدولية التي تريد إدخاله وإقحامه في هذه الموضوع. ولم يخف علي ذراع أنّ استعمال الدين أسهم في هذا التراجع وهذا الإختلاف بناءا على الفهم الخاطئ له ومن منطلق ما يعيشه الوطن العربي اليوم من تطرف وفتن وحروب.
ولفت المتحدث أنّ العامل الثاني المؤثر سلبا يتعلق بالتفريق في التاريخ، وقال: "لدينا تاريخ واحد". وطالب في السياق ذاته المختصين والأكاديميين وخبراء اللغة واللسانيات إلى كتابة الحرف الذي سيكون الأنسب لكتابة الأمازيغية. وعبرّ: "هي ليست لغة بل هي لهجات، شاوية، ميزابية وتارقية.. وبالتالي نريد توحيد هذه اللهجات من خلال إيجاد حرف أقرب ومناسب وهذا يجتهد فيه المختصون لأنه يعني ويمس جيل الغد". وأوضح المتحدث في السياق ذاته أنّ وجود توجه إيديولوجي سياسي من بعض التيارات يجعل الشباب الجزائري يستعمل اللغة السوقية المتداولة اليوم.

عبد الرزاق دوراري:
الحرف اللاتيني ليس الأنسب لكتابة اللغة الأمازيغية
قال عبد الرزاق دواري، الباحث والمترجم ومدير المركز الوطني البيداغوجي واللغوي لتدريس الأمازيغية إنّ "الدولة ارتدت البذلة الرسمية واعترفت رسميا بالأمازيغية وينّاير وهذا ما اعتبره نوعا من الذكاء السياسي الذي جعل الدولة تأخذ كل الرموز الموجودة في المجتمع وتعتبرها رموزها حتى يعترف المجتمع بأنّ هذه دولته".
وأشار دوراري في ندوة "الشروق" التي نظمت حول اللغة الأمازيغية وسبل تطويرها وبأي حرف تكتب "أنّه انتهي تقريبا في الجانب الأول من التنميط على مستوى القانون وبقي فقط تنصيب الأكاديمية".
ولفت المتحدث أنّ الجانب الثاني يتعلق بالتهيئة اللغوية في المدونة واعتبرها إشكالية كبيرة جدا وبعضها علمي من خلال ما حدث.
وبخصوص قضية الحروف عند اللسانيين، أوضح أنّها هامشية، فمثلا الحاسوب يكتب بالصفر والواحد وبالتالي -حسبه- حروف الكتابة ليس لها أهمية كبيرة. وثانيا اللاتينية يجب أن يعرف الجميع أنها مثل العربية والتيفيناغ، أصلها فينيقي، بمعنى أنّ أصلها واحد وأمّها واحدة.
وتابع المتحدث قوله: "ثم اختلفت، لأنّ اللاتينية أخذتها عن اليونانية واليونانية أخذتها عن الفينيقية، بمعنى وجود تكييف، فالحروف الفينيقية حتى كتبت اليونانية، ثم كيفت اليونانية حتى كتبت اللاتينية".. إلخ".
وأردف: "كما يوجد تكييف حتى خرجت النبطية ومن النبطية انبثقت العربية.. أي لا يوجد مشكل بهذا الهول الملاحظ في المجتمع، لأنّ الجانب الثاني في الحرف هو كتابة البنية أي الصوتية.. هناك الجانب الرمزي وهنا يوجد مشكل، لأنّ المجتمع سواء أردنا أو لا، المجتمع الجزائري يعرف اللغة العربية وتمرّس عليها.
وأكدّ أنّ الأمازيغية كتبت بأنواعها في القرن الثامن ميلادي بالحرف العربي وكتبت قبل ذلك بالحرف العبري، (مثال عند الشلوح بالمغرب). ولفت أنّه "لو نبقى نتشبث بالأمور الرمزية لا نتقدم كثيرا، فالجانب البنيوي ليس له معنى كبير (الأصوات)، فاللغة العربية أقرب طبعا إلى الأمازيغية، لأنها تحتوي فصيلتها تضم العبرية والأمازيغية والقبطية والفينيقية.. إلخ". وعليه أكدّ أنّ كل اللغات التي تنتمي إلى نفس الفصيلة لديها نقاط مشتركة بنيوية، في الجانب الصوتي الوظيفي والصوتي المتعلق بالنطق. واعتبر أنّه يمكن من الناحية البنيوية لكون الحرف العربي أقرب، لكن من ناحية اللساني الاجتماعي، هناك مشكل، لأنّ العلاقة بين اللغة والمجتمع قياسا إلى تصورات المجتمع وانتماءات وايديولوجيات وغيرها.
وشدد في الصدد أنّ المعرّب لم يهتم إطلاقا باللغة ولا يزال يعتبرها أقلّ من اللغة ويحتقرها، عكس المعرّبين في المغرب الذين اهتموا بالأمازيغية بصورة كبيرة. بينما في الجزائر أيضا المفرنسون اهتموا بالأمازيغية رغم الضغوطات السياسية فقاموا بدراستها وهيأوا بيئتها اللغوية وبالتالي –حسبه - كتبت بالحرف اللاتيني ليس لأنه الأنسب ولكنّه كان متوفرا.
وذكر أنّ منطقة القبائل هي أكثر المناطق اهتماما باللغة الأمازيغية وكتابتها بالحرف اللاتيني. وعبرّ عن رأيه بقوله: "بالنسبة لي أحسن شيء هو أن يكتب كل واحد الأمازيغية كما يريد، فيما يبقى الإنتاج هو من يرجح حرفا على حرف أو تصورا على تصور، بل حتى لهجة على لجهة وهذا ما اعتبره مشكلا مطروحا".

الباحث صالح لغرور:
إقناع الجزائريين باللغة الأمازيغية لا يكون بقرار سياسي
قال صالح لغرور شقيق الشهيد عباس لغرور إنّ السؤال الجوهري الذي يطرح اليوم فيما يتعلق بمسألة اللغة الأمازيغية هو كيف نقنع الجزائريين بالأمازيغية؟ وأكدّ لغرور أنّ سبل تطوير الأمازيغية هي هذه الخطوة التي تعدّ أول مرحلة وتتمثل في كون هذه اللغة لابد من تعلّمها وتعليمها لمن كان سواء كانوا عربا أو من يدعون العربية أو أمازيغي وهو عربي.. إلخ.
ولفت صالح لغرور الذي شارك في ندوة "الشروق" حول "اللغة الأمازيغية.. وإشكالية كتابتها" أنّ منطقة القبائل متطورة ومتقدمة وتعمل على تطوير اللغة الأمازيغية منذ أكثر من قرن من أجل الحفاظ عليها من منطلق الموقع الجغرافي والنشاطات والفعاليات الثقافية والفنية التي كانت تنظم بها، إلى جانب السرعة التي يسير بها أهل القبائل لم يستطع مواكبتها أهل مناطق أخرى كالشاوية والمزابية نوعا ما.
وأكدّ في الصدد أنّ إقناع الجزائريين بالأمازيغية لا يكون بقرار سياسي، بل ما يتصوره أنّ هذا الجدل القائم حاليا بشأن الهوية والأمازيغية هو قنبلة. وقال: "لأنّ الأمازيغية التي كان يفترض أن توحدنا أصبحت تفرقنا وهذا ما يلاحظ في مواقع التواصل الإجتماعي، فضلا على أنّ بلادنا محاصرة من جميع الجهات ووجب الانتباه إلى هذه الوضعية لنتوحد عبر الأمازيغية".
وفي نظرته على المستوى البيداغوجي، اعتبر لغرور أنّ اللغة العربية الأقرب والأنسب لكتابة الأمازيغية من منطلق ما يلاحظ في المجتمع عندما تعرض على شخص كتابة الأمازيغية باللاتينية يتردد، وعلى عكس ذلك يقبل على قراءتها عند كتابتها بالعربية.
وشدد في معرض حديثه أنّه يجب طرح ماهية أو مسألة الهوية التي تحولت إلى عنصرية ووجب معرفتها. وتساءل هل هي فولكلور، أم علم، أم تصرفات يومية. وذكر في السياق أن 90 بالمائة من سكان العالم لديهم نفس الهوية على صعيد المظاهر سواء على مستوى اللباس أو الأكل أو غيرها، وعبرّ بقوله: "الهوية صحيح تكمن أيضا في الدين، لأنّ بعض الأمور الدينية يتم التصرف فيها ،ولكن الدين ليس العقيدة فقط، بل هو تصرف يومي أيضا، ويمكن أنّ اللغة تلعب دورا في الحفاظ على الهوية كما يمكن الحفاظ عليها بلغات أخرى حسب لغرور الذي قدم مثالا "المصري يقول لك مثلا أنا لست عربيا ولا يُناقش قوله لكون لديه عوامل نبرز ثقافته (الهرم، فرعون مثلا). وأشار أنّ تمسكنا باللغة لنقص عوامل تاريخية أمازيغية.

محند أرزقي فراد
المعربون أداروا ظهورهم للغة الأمازيغية
أكد محند أرزقي فراد انه مقتنع بالأبجدية العربية في كتابة الأمازيعية، لكنه اعتبر الظرف الحالي يقتضي المنافسة العلمية بين الأبجديات الثلاث "العربية، التيفناغ، اللاتينية" على أن يتم الحسم النهائي في اختيار الحرف بعد تقييم نتائجها في الميدان.
ودافع أرزقي فراد عن قناعاته في كتابة الأمازيعية بالحرف العربي، مستندا إلى حجج تاريخية منها أن أجدادنا كتبوا لغتهم الأمازيعية بالحرف العربي على الأقل منذ زمن ابن تومرت في القرن 12 الميلادي. وهذا أدى إلى اقتراض الأمازيغية من العربية الكثير من المصطلحات والكلمات ووجود الكثير من المخطوطات الأمازيغية المكتوبة بالحرف العربي وكذا انتماء الامازيغية إلى وعاء الحضارات المشرقية بشهادة عدة باحثين منهم قابريل كامب. وخارج استئناس الجزائريين بالحرف العربي، فإن الاستعمار الفرنسي اعترف بأنهم وجدوا أجدادنا يكتبون لسانهم الزواوي الأمازيغي بالحرف العربي. وحذر ارزقي فراد إثناء حديثه في فوروم الشروق اليومي من انحصار الأمازيغية في منطقة القبائل في حال إصرار البعض على فرض الحرف اللاتيني مما قد ينحدر بها من لغة امازيغية إلى "لغة قبائلية" خاصة يضيف المتحدث من وجود بعض المفكرين والمثقفين الذين ينظرون للغة القبائلية والشعب القبائلي وهذا مناف للوحدة الوطنية. ونفي ارزقي فراد وجود أي رابط بين دواعي تطوير اللغة وانتشارها بالأبجدية، مؤكدا أن التطور والتقدم لا تفرضه الأبجدية ولكن المستعملين للغة هم الذي يرتقون بها عن طريق ما ينتجونه، مؤكد أن الحرف اللاتيني لم ينقذ الدول الإفريقية من التخلف والركود.
واعتبر ارزقي فراد اعتماد الحرف اللاتيني مبني على وجود إنتاج واهتمام بهذا الحرف يعود إلى قرن من الزمان وقد كتب الاستعمار الفرنسي الأمازيغية بالحرف اللاتيني لأغراض استعمارية سيستثمرها لاحقا في التنظير للتفريق بين أبناء الشعب الواحد، مدعيا وجود شعب قبائلي، وقد استند فراد إلى عدة أمثلة من كتب ومؤلفات قديمة وحديثة.
من جهة أخرى، قال ارزقي فراد أن المعربين تخلوا عن القضية الأمازيغية التي احتضنها المفرنسون الذين ناضلوا ودافعوا ودخلوا السجون من أجلها، لكن هذا لا يصوغ حسب المتحدث الانحياز للحرف اللاتيني دون الأخذ بعين الاعتبار معطيات الواقع الاجتماعي وحقيقة الميدان والخلفية التاريخية، داعيا إلى النقاش الهادئ البعيد عن التشنج الأيديولوجي.
ودعا ارزقي فراد إلى التأني في موضوع بحث أكاديمية اللغة الامازيغية وإعطائها بعد وطني عن طريق تشجيع ودعم مخابر البحث للأبجديات الثلاث ووضعها على قدم المساواة سواء تعلق الأمر بتخصيص ميزانية مالية أو وسائل البحث، وأضاف فراد على هامش تدخله في ندوة الشروق أن تطوير عمل هذه الأكاديمية يقتضي إنشاء مخبر لنحت المصطلحات وإنشاء مخبر للترجمة من وإلى الامازيغية وكذا تشجيع إيجاد مكتبة ورقية والكترونية تجمع فيما كل الكتب والإنتاج الذي تطرق للثقافة الامازيغية بطريقة أو بأخرى بجميع لغات العالم بما فيها كتب الرحالة.

بوجمعة عزيري مدير التعليم والبحث بالمحافظة السامية للأمازيغية:
التركيز على الحرف زوبعة في فنجان والإيديولوجية عائق
ثمن بوجمعة عزيري، مدير التعليم والبحث بالمحافظة السامية للأمازيغية المكتسبات التي تحققت للغة الأمازيغية بما في ذلك إنشاء مركز للبحث وتطوير اللغة الأمازيعية الذي أطلق مؤخرا في بجاية، والذي يضاف إلى عمل مخابر البحوث المتواجدة عبر جامعات الوطن بكل من بجاية وتيزي وزو وباتنة والبويرة وكذا الأكاديمية التي سينطلق علمها قريبا.
واعتبر المتحدث أن هذا العمل يدخل في إطار تهيئة اللغة الأمازيغية الذي قال إنه لم يتوقف يوما، حيث تحاول اللغة في كل مرة تقليص الفجوة بينها وبين الواقع المرجعي الذي يتطور بسرعة فائقة قد يتجاوز اللغة في أحيان كثيرة والتي عليها في كل مرة ابتكار الوسائل والمصطلحات للتكيف مع الجديد. وفي فترة من الفترات الأمازيغية لم تكن في دائرة الاهتمام وبالتالي لجأت إلى الاقتراض من اللغة العربية، مثلا في القرن الثامن كانت كل المصطلحات ذات الطابع الديني أخذتها الأمازيغية من العربية وقد بدأت الأمازيغية تتطور وتسير بخطوات لا بأس بها منذ الثمانيات. واعتبر بوجهة عزيري أن إبعاد الأمازيغية عن الصراعات السياسية والجدل الإديولوجي ضروري جدا وترك المختصين يشتغلون بهدوء وأخذ كل وقتهم لبلورة لغة مشتركة وعدم التقيد بالآجال الزمنية أو أجندات معينة.
وقال مدير التعليم بالمحافظة السامية للأمازيغية إن الظرف الحالي يقتضي وجود مرحلة انتقالية تترك فيها المتغيرات اللغوية الموجودة في الجزائر تهيئ نفسها داخليا والتي تشترك في النهاية في المصطلحات الجديدة التي استحثت بمقتضى الواقع الإداري والسياسي والعلمي الذي لم تعتد الأمازيغية في الماضي التعامل معه أو التعبير عنه مثل كلمة "انغلاف" التي تعني الوزير أو "اكفار" التي تعني الحزب السياسي وغيرها من المصطلحات المماثلة.
من جهة أخرى، اعتبر عزيري الاهتمام بالحرف والتركيز عليه فقط لدرجة الهوس زوبعة في فنجان لأنها مسألة هامشية في عرف المختصين الذين يرونها "مسألة خارج اللغة" وفضل المتحدث الاهتمام بالإنتاج لأنه هو الذي سيفصل مستقبلا في الحرف الذي ستكتب به الأمازيغية. وقال عزيري إنه من غير المعقول أن نطلب من جيل كامل من الباحثين والجامعيين أن يتوقفوا عن الإنتاج لأنهم فقط يكتبون باللاتينية حتى نتفق على الحرف الذي سنكتب به لأن الاستعمال ومدى الفعالية في الميدان هو الذي سيفرض نفسه في المستقبل وهذا بشرط حسبه عدم إقحام الإيديولوجية. كما أوضح عزيري أن الأكاديمية البربرية في باريس لم تكن من طرف فرسنا بل بمبادرة من جزائريين تم إقصائهم في فترة من الفترات من الحديث أو الإبداع بلغتهم، وأضاف المتحدث أن الأكاديمية البربرية هي التي اعتمدت بداية التاريخ للسنة الأمازيغية بتاريخ اعتلاء شيشناق لعرش مصر والذي رسمته اليوم الدولة الجزائرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.