لا شك أن الحراك الشعبي السياسي الذي انطلق رسميا في 22 فيفري الماضي،لم يكن وليد تلك اللحظة وإنما تعود جذوره وخلفياته وأسبابه إلى سياسات اقتصادية واجتماعية وممارسات خلت ،كانت مظاهره هذا الذي نعيشه اليوم من خلال الشارع .. ! وباعتبار أن الإنسان هو المحور الرئيسي وأصل التنمية ،فإنه لابد أن تكون هذه السياسات والوسائل والأهداف في خدمته هو نفسه ،وذلك حتى يستطيع هذا الكائن البشري من أن يقدم على تقديم أحسن ماعنده من الأفكار والرؤى خدمة للتنمية والاستقرار والتخطيط للمستقبل..؟ ولجعل هذا الموضوع أكثر قربا للأذهان وقابلا للتطبيق ميدانيا ،هناك ثلاث محاور رئيسية هي، السياسات ،الأهداف الإستراتيجية ،ووسائل التنفيذ..! فالسياسات تتلخص في،إجراء العمليات حول تقييم أثر الرسالة الإعلامية على الفئات المستهدفة ومعرفة اتجاهاتهم وممارساتهم ، بالإضافة إلى تعزيز دور الإعلام ليقوم بترجمة الالتزام السياسي من جانب الدولة في تنفيذ برامج السياسة السكانية، كما ولابد من إيلاء المرأة والشباب اهتماما أكبر في مجالات الإعلام والاستفادة منهم كوسائل إيصال مباشرة وفعالة ،لدعم جهود التنمية الشاملة..؟ أما الأهداف الإستراتيجية ،فيمكن إجمالها في ، رفع مستوى الوعي لدى المواطنين بالقضايا الإنمائية والوحدة الوطنية والمصالحة، إلى جانب تعزيز دور المجتمع في أوجه نشاطات التنمية المختلفة..! وأما وسائل التنفيذ ،فهي التنسيق والتكامل بين الأجهزة الإعلامية المختلفة وبين الجهات الرسمية والشعبية التي تعنى بالتنمية الشاملة،مع ضرورة تخلص كل مسؤول من ذهنية من ليس معنا فهو ضدنا..؟ لكن السؤال الذي يطرح نفسه بنفسه ،هل إعلامنا المحلي في مستوى ما يخطط أو ما نرجو من تنمية مستدامة ،والجواب يعرفه كل عام وخاص .. ! وحتى لا تكون التنمية في واد والإعلام في واد آخر ،والحراك بعيدا عن كل هؤلاء، يستدعي أن يكون هناك ميثاق شرف يلتزم من خلاله الإعلام الوطني بمواكبة جهود التنمية مهما كانت درجتها ،حيث يعد ذلك واجبا وطنيا يسأل عنه كل إعلامي..؟!