بعد مرور أسبوع كامل على حلول شهر رمضان المبارك كان لجريدة الراية جولة إستطلاعية لمختلف الأسواق الشعبية للخير والفواكه ومحلات المواد الغدائية والقصابات وبائعي اللحوم البيضاء، حيث إشتكى التجار من كساد كبير في بضاعتهم لم يسبق لها مثيل على مستوى الولاية منذ أن قاموا بفتح محلاتهم لممارسة التجارة. حيث أنه وبعد أسبوع كامل عن حلول الشهر الفضيل، أكد لنا أغلبية التجار الذين كان لنا حديث معهم بأنهم يعانون من نقص المبيعات وكساد كبير قي تجاربهم وبضاعتهم مما يعرضها للتلف، خاصة أصحاب القصابات واللحوم البيضاء، والتي تعرف أسعارها إرتفاعا كبيرا، لم يسبق له مثيل في السوق الجزائرية إذ بلغت عتبات كبيرة، وهو ما أدى بهم إلى رمي بضاعتهم في كثير من المرات لأن الدجاج لن يصمد كثيرا ويصبح تالفا غير صالح للأكل، وهو الشأن نفسه لتجارة الخضر والفواكه، فالأسعار مرتفعة جدا، خاصة في المواد واسعة الإستهلاك كالبطاطا التي قفز سعرها من 40دج إلى 90 دج في أقل من يومين، وهو الحال نفسه مع بقية المواد الأخرى، من جهتهم عبر المواطنون عن استيائهم وامتعاضهم من سلوك بعض التجار ولجوئهم إلى رفع الأسعار عشية الشهر الفضيل غير مراعين وضعية الشعب الصعبة جدا منذ حلول وباء كورونا، وهو ما جعل الجميع في الأسواق يتفرج فقط على السلع المعروضة، دون أن يتمكن من الشراء بسبب غلاء الأسعار، بصفة فاحشة. من جهة أخرى، أكد ممثلون عن مصالح مديرية التجارة بأن مصالحهم واقفة على كل كبيرة وصغيرة وتراقب بشدة وضعية بعض الأسعار، لكن السوق يحكمه قانون العرض والطلب، وهنالك بعض التجار من يلجؤون إلى سياسة الاحتكار من أجل خلق الندرة في الأسواق حتى يتسنى لهم التحكم في الأسعار مثلما شاؤوا وأرادوا، كما أكدوا، لنا أيضا بأن للمواطن أيضا يد في هذا جراء مظاهر التبذير التي تصاحب هذا الشهر دائما دون مراعاة إخوانهم الفقراء والمحتاجين، وخير دليل على ذلك القمامات المنتشرة في كل مكان تجدها مملؤة بمختلف أنواع الخضر والفواكه والخبز والمواد الغذائية، حيث أن غياب ثقافة الإستهلاك عند الفرد الجزائري عموما يزيد من سهولة عمل المحاربين والمحتكرين في جميع المجالات، ويزيد من جشعهم اللامحدود في إستنزاف جيوب إخوانهم المستضعفين. عبدالله. ب