ذهبت تطمينات وزارتي التجارة والفلاحة أدراج الرياح، واللتان أكدتا اتخاذهما لجميع الإجراءات اللازمة من أجل عدم تكرار سيناريو التهاب الأسعار في السنوات الماضية، إلا أن الارتفاع الملحوظ والمحسوس في أسعار المواد الغذائية خاصة الخضر والفواكه واللحوم البيضاء والحمراء هذه الأيام وقبل خمسة عشر يوما من دخول شهر رمضان يؤكد حقيقة واحدة وهي سيطرة التجار على الأسواق في غياب كامل لدور الرقابة، حيث قفز سعر الكلغ من التمور إلى سقف 800 دج، بعدما كان لا يتجاوز سعر 200 دج قبل أسبوع فقط في الأسواق، وكذلك نفس الشيء بالنسبة لباقي المواد الواسعة الاستهلاك على غرار الخضر والفواكه واللحوم الحمراء والبيضاء. * تطمينات وزارتي التجارة والفلاحة لا أساس لها على أرض الواقع دعا محفوظ حرزلي رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك، وزارة التجارة للتكثيف من مراقبتها لعمل التجار الذين يملكون على حد قوله غرف تبريد عبارة عن مخازن غير مصرح بها تتسبب في الارتفاع الفاحش في أسعار المواد الغذائية مع اقتراب كل مناسبة من بينها شهر رمضان، مشيرا في السياق ذاته ان هناك عشرات من غرف التبريد والمخازن التي تحتوي على مواد غذائية محتكرة غير مصرح بها بحوزة هؤلاء التجار وجب على الوزارة المعنية محاربتها لأنها تعمل على التحكم في الأسعار حسب رغباتهم وليس حسبما يتطلبه السوق. وأكد المتحدث خلال اتصال ل«السياسي» أمس، أن تطمينات وزارتي التجارة والفلاحة لا أساس لها على ارض الواقع ما دامت الأسعار بدأت في الارتفاع قبيل خمسة عشر يوم من دخول شهر رمضان، موضحا أن هذا مؤشرا خطيرا على الارتفاع الفاحش للمواد الغذائية الواسعة الاستهلاك الذي سيواجه المواطن على الأقل الأسبوع الأول من رمضان، وهذا راجع حسبه إلى نقص العرض وكثرة الطلب، في ظل غياب الإجراءات التي أكدت وزارتا التجارة والفلاحة على اتخاذها خلال هذا الشهر، والتي على أساسها يمكن الحد من تكرار سينايوهات الأعوام السابقة، مما أتاح مرة أخرى الفرصة على حد قوله لمعاودة ارتفاع أسعار المواد الغذائية في كل مناسبة بما فيها شهر رمضان. * وزارة الفلاحة تطمئن وتبرر الارتفاع بسلوك المواطن من جهته طمأن رشيد بن عيسى وزير الفلاحة والتنمية الريفية المواطنين أمس، لدى تنشيطه رفقة وزير التجارة مصطفى بن بادة لحفل تقديم الجوائز لمسابقة أحسن خباز لسنة 2013، التي جرت فعالياتها بصالون المعارض، بعدم التخوف من ارتفاع أسعار مختلف المواد الاستهلاكية في الشهر الفضيل خاصة وان المنتجات متوفرة جودة وكمية، سواء الخضر والفواكه، أو اللحوم بمختلف أنواعها، مضيفا أن أسعار اللحوم الحمراء ستتراوح بين 540 دينار، و900 دينار، فيما ستتراوح أسعار اللحوم البيضاء بين 200 و250 دينار طيلة رمضان، لذا يضيف الوزير أنه لا داعي للتخوف فالكميات المتوفرة من اللحوم والخضر الموجودة وحتى المخزنة منها كفيلة بتلبية الطلب عليها في رمضان. وبرر المكلف بالإعلام على مستوى الوزارة جمال برشيش خلال اتصال ل«السياسي» أمس، الارتفاع المحسوس في الخضر والفواكه قبل خمسة عشر يوما من حلول شهر رمضان، إلى سلوك المواطن والتاجر على حد سواء في هذه المناسبة. * بن بادة يحمّل المسؤولية للمستهلك حمل وزير التجارة مصطفى بن بادة، أمس، المستهلك مسؤولية ارتفاع الأسعار خلال شهر رمضان، بقوله «المستهلك وحده من يحافظ على هذا الاستقرار طيلة الشهر الفضيل»، ودعا الوزير المستهلك الجزائري، إلى ضرورة ترشيد عملية الاستهلاك تفاديا للوقوع في فخّ المضاربة، موضحا أن العرض والطلب حاليا يتميز بالاستقرار. وحاول الوزير إبعاد وزارته عن المسؤولية، من خلال قوله الوزارة تعمل على تكثيف دور أعوان الرقابة، وهيم على قدم وساق، لمراقبة المخازن الخاصة بالتبريد، خشية من استغلال أصحابها من سماسرة المضاربة لرفع الأسعار بعد زيادة الطلب وتدني العرض في شهر رمضان.