رغم تطمينات وزير التجارة باستقرار الأسعار في رمضان، والوفرة في المنتجات الخاصة بالشهر الفضيل، إلا أنه سجل التهاب محسوس في أسعار الخضر والفواكه والمواد ذات الاستهلاك الواسع أمس بمختلف الأسواق، بزيادة قدرتها الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين ب 50 بالمائة، حيث بررها الحاج بولنوار بتفضيل الكثير من الجزائريين الانتظار يوم قبل حلول رمضان لاقتناء متطلباتهم من الخضر والفواكه والمواد الغذائية وهو الأمر الذي ألهب السوق وأعطى الفرصة للتجار من أجل الرفع في الأسعار. باستغراب شديد استقبل المواطنون الأسعار الجديدة للخضر نهاية أمس، فالبعض منهم لم يصدق الأرقام التي كان يرددها على مسامعهم التجار، فيما راح آخرون يقسمون أنهم اشتروها منذ أقل من أسبوع بأثمان أقل فكيف ومتى ارتفعت؟، هي العبارات التي ظل يرددها المواطنون في سوق الخضر بحسين داي و"مارشي 12" ببلكور وسوق الرويبة ومختلف أسواق العاصمة وما جاروها، فالأسعار نار مثلما وصفها بعض الزبائن الذين التقيناهم بسوق حسين داي. جولة قادتنا إلى بعض الأسواق يوم أمس وقفنا على زيادة محسوسة في أسعار بعض المواد كالبطاطا التي يتم بيعها ب 75 دج للكلغ في حين كانت بداية الأسبوع الجاري لا يتعدى سعرها 55 دج للكلغ، أمام الطماطم فقد قفزت إلى السقف، باستنثاء أسعارها على مستوى الأسواق الفوضوية التي استقرت في حدود 60 دج للكلغ، حيث تراوح سعرها بمختلف الأسواق النظامية ما بين 100 و120 دج للكلغ، أما المواد الأخرى فمعظمها مسها الإرتفاع بما في ذلك البصل الذي كان سعره قبل أيام في حدود 50 دج للكلغ وبلغ سعره أمس 80 دج للكلغ. أما السلطة فقد تجاوز سعرها السقف رغم اختلاف طفيف من سوق إلى آخر إلا أن الزبائن اشتكوا من لهيب أسعارها التي فاقت أمس 120 دج للكلغ.
الليمون يصنع الحدث ب300 دج ما لفت انتباهنا يوم أمس بعدد من الأسواق ارتفاع أسعار الليمون الكثيرة الاستهلاك في هذا الشهر الفضيل والتي عادة ما تدخل في تزيين الكثير من الأطباق الرمضانية، حيث قفز سعرها من 180 دج للكلغ إلى 300 دج للكلغ الواحد وهي مرشحة للارتفاع في الأيام القليلة القادمة حسب توقعات بائع مختص في بيع الحمضيات. ورغم هذه الزيادة المحسوسة إلا أن الكثير من المواطنين قاموا بشرائها حسبما أكده لنا عدة باعة بمختلف الأسواق، مشيرا إلى أن معظمهم قاموا بشراء الليمون ب"الحبة".
اللحوم قافت ال 1000 دج للكلغ عكس التصريحات التي أدلى بها منذ أسابيع إطار بوزارة الفلاحة والذي طمأن المستهلك الجزائري أن أسعار اللحوم في رمضان لن تتعدى ال 1000 دج، إلا أن جولة قادتنا إلى عدد من القصابات وجدناها فاقت ال 1300 دج بالنسبة للحم الخروف، أمام اللحوم البيضاء بأنواعها قفد عرفت زيادة محسوسة بين عشية وضحاها، ووصل سعر الدجاج أمس إلى 380 دج للكلغ الواحد.
السردين ... لمن استطاع إليه سبيلا الكثير من محبي استهلاك السردين في رمضان كانوا ينتظرون فرصة حلول الشهر لتراجع الأسعار كون استهلاكه يقل إلا أن كل المؤشرات لا تدل على ذلك، حيث بلغ سعر السردين أمس نحو 500 دج للكلغ، فيما فاقت أسعار أنواع السمك الأخرى ال 1000 دج للكلغ. وتساءل المواطنون عن سبب التهاب أسعار السردين خلال الفترة الأخيرة رغم الوفرة في الإنتاج والتي تحدث عنها الصيادون في مناسبات أخيرة.
تجار التجزئة يتبرأون من الزيادة ولدى استفسارنا عن أسباب ارتفاع الأسعار المفاجئة عشية حلول الشهر الفضيل، بررها تجار التجزئة بسوق حسين داي بكثرة الطلب الذي فاق العرض، مؤكدين أن هامش ربح التجار لم يتعدى 30 دج بالنسبة للمواد الواسعة الاستهلاك في الشهر الفضيل. من جهته، تاجر تجزئة بسوق الرويبة شرق العاصمة اتهم تجار الجملة برفع الأسعار مما يؤدي حتما إلى رفع الأسعار على مستوى أسواق التجزئة. وفي السياق ذي قال تاجر تجزئة بسوق كلوزيل بالعاصمة أن سعر البطاطا وصل صبيحة أمس بسوق الجملة للخضر والفواكه بالكاليتوس إلى 45 دج للكلغ مما أدى إلى بيعها ب 75 دج للكلغ معتبرا 30 دج هامش ربح التاجر والذي يدخل فيه تكاليف النقل وغيرها.
بولنوار ...الأسعار ستنخفض في اليوم الرابع من رمضان طمأن الحاج الطاهر بولنوار رئيس الجمعية الوطنية لاتحاد التجار والحرفيين أن أسعار الخضر والفواكه والمواد الإستهلاكية الأخرى ستشهد انخفاضا محسوسا في الأسعار بداية من اليوم الرابع من الشهر الفضيل. واعترف بولنوار في تصريح له ل "السلام" أن الأسعار ارتفعت بنسبة 50 بالمائة بالنسبة لبعض المواد الاستهلاكية، لاسيما الأجبان والبطاطا والطماطم والحمص إلا أنها ستنهار لتعرف انخفاضا بنفس النسبة (50 بالمائة). وحمل الحاج بولنوار، المستهلك الجزائري مسؤولية رفع الأسعار نظرا لعدم امتلاكه ثقافة استهلاكية تعكس قيمنا الإسلامية، موضحا أن أغلب الأسواق عرفت في اليومين الأخيرين حركة غير عادية ما أدى إلى نفاذ العديد من المواد الإستهلاكية. وفي السياق ذاته، أوضح بولنوار أن كثرة الطلب تؤدي حتما إلى ارتفاع الأسعار، مشيرا إلى أن الجزائريين يرمون في المزابل كميات كبيرة من المواد الغذائية تقدر قيمتها بنحو 500 مليار سنتيم.