أشرفت السلطات الولائية بسكيكدة على عملية ترحيل 104 عائلة تقطن بشقق مصنفة في الخانة الحمراء والمتواجدة في البنايات الهشة بقلب المدينة القديمة بوسط عاصمة الولاية وتحديدا على مستوى حي الطليان وبالقرب من السوق القديم الشهير ب "المرشي"، العائلات حولت إلى سكنات جديدة تتواجد بعدة أحياء وهي على التوالي 500 مسكن بالزفزاف، حي 1500 مسكن مسيون 2 ببلدية سكيكدة وحي 1500 مسكن بالمدينة الجديدة بوزعرورة ببلدبة فلفلة الواقعة حوالي 18 كلم شرقي عاصمة ولاية سكيكدة. هذا وقد تم تسخير إمكانيات معتبرة للمساهمة في عملية ترحيل العائلات المنكوبة من زمن بسبب عيشها في شقق كانت معرضة فيها للموت في أي لحظة بسبب تآكلها واهترائها بالكامل، حيث تزيد مخاوف هذه العائلات ومثيلاتها مع حلول فصل الشتاء، أين تتعرض لتساقط الأمطار المستمر وهبوب الرياح القوية، الأمر الذي يتسبب في ازدياد التشققات والتصدعات على مستوى الأسقف، الجدران والسلالم. هذه الأخيرة التي كانت قد خضعت في فترات سابقة للترميم المؤقت، ولم يعد ينفع الأمر معها مع مرور الأيام باعتبار أن عمارات وسط مدينة سكيكدة قديمة جدا ويعود تاريخ انشائها للحقبة الاستعمارية الفرنسية، عملية الترحيل تميزت بوضع طوق امني ضم مصالح كل من أمن ولاية سكيكدة ومصالح الحماية المدنية من أجل ضمان الحماية الأمنية على مستوى السكنات التي تم ترحيل العائلات منها. وكانت المسؤولة الأولى بالولاية حورية مداحي قد رافقت عملية الترحيل من خلال الوقوف شخصيا عليها بتنقلها إلى قلب المدينة القديمة، حيث استمعت لانشغالات العائلات المعنية والتي ضمت عجزة طاعنين في السن وتفقدت الأوضاع المزرية التي تتواجد بها السكنات الآيلة للسقوط في أي لحظة، ونفس الأمر بالنسبة للأحياء الجديدة، حيث وقفت أيضا على مدى الاستعداد لاستقبال الوافدين الجدد عليها من حيث توفير كافة الخدمات المطلوبة. للإشارة فإن والي سكيكدة حورية مداحي كانت من بين الولاة الأوائل التي تعاقبوا على تسيير ولاية سكيكدة ممن تطرقوا لموضوع المدينة القديمة من جانب ملف السكن، وهو الموضوع الحساس جدا لدى الرأي العام المحلي والذي بقي يشكل أزمة بالنسبة لمسؤولي الولاية والسكان على حد السواء، حيث قامت بتفقده شخصيا أيام قلائل بعد تسلمها مقاليد تسيير الولاية