كثيرا ما اشتكى أطفالنا تلامذة التعليم الابتدائي من الإرهاق والتعب المصاحب لهم من جراء حملهم لرزمة من الكتب المقررة طوال اليوم ،حتى كادت أن تتقوس ظهورهم لتكرار ذلك مع بداية السنة وإلى نهايتها ، وهذا بالرغم من مطالبة الأولياء وجمعياتهم ، التي كانت تنادي مع كل موسم دراسي بضرورة تقليص المواد الدراسية المقررة وتخفيف ساعات الدراسة واقتصارها على دوام واحد ،وهذا ليتناسب مع مع قدرة تحمل الأطفال المحدودة جسميا ونفسيا خاصة أطفال السنة الأولى والثانية ابتدائي الذين هم في عمر الزهور وغير متعودين على المكوث في مكان واحد لمدة طويلة أو تحمل الإرهاق نتيجة إخضاعهم لنظام الثنائي الدوام أي الدراسة صباحا ومساء ..؟ أثبت التجربة الميدانية أنه غير ذي فائدة تربوية ،يتعب فيه الأطفال ويصابون بتعب وملل ويقل تركيزهم وحتى المعلم يناله هو الآخر نفس الشيء ،وأن نظام الدوام الواحد يعتبر أفضل طريقة للتعليم في الابتدائي خاصة إذا أقترن ذلك بمراجعة البرامج الدراسة التي تتميز بالكثافة ،ستكون هناك بإذن الله وحسب الخبراء والتربويين نتائج أحسن بكثير مما كانت عليه قبل تفشي جائحة كورونا ،حيث أن هناك عدة اقتراحات قدمتها وزارة التربية بالتشاور مع النقابات المعنية،منها الدراسة بالتناوب وتقليص المدة الزمنية للحصة،و هذه كلها فرصة لإعادة النظر في المنظومة التربوية التي تتقاذفها الآراء ولم يستقر لها على برنامج منذ التسعينيات من القرن الماضي ،فغدت المنظومة التربوية حقل تجارب غير ناجحة ..؟ هذا وإذا اتبع هذا الإصلاح الذي جاءت وفقا لدعوات ومطالب الكثير من الشركاء الاجتماعيين بتحسين ظروف المعلم والإطعام المدرسي والنقل وكذا البرامج الدراسية ،فإن منظومتنا التربوية ستحقق أفضل النتائج وسوف تخرج التلاميذ النجباء وسيكون كل من ينتمي إليه من أسعد الناس ، إما وأن نقوم بدهن الجدران الخارجية للأقسام الدراسية وننسى من بداخلها فذلك لن يؤدي إلى نتيجة تذكر،وإن التلاميذ في شوق للعودة إلى المدارس .. ؟!