عاد هذه الأيام، ملف المناطق الصناعية المهملة بعنابة إلى الواجهة، بناء على تعليمة الوالي، والذي يتابع ملف الاستثمار في هذه المناطق من أجل انجاحها وتحويل ولاية عنابة إلى قطب صناعي بامتياز مع تحفيز الشباب وحاملي المشاريع الناشئة الذين يسعون لإنجاز مؤسسات مصغرة على تطوير نشاطهم من خلال توفير المناخ الحقيقي لتحريك عجلة التنمية المحلية بالإضافة إلى فتح مناصب عمل موسمية للبطالين للحد من الفوضى . ومن أجل الاهتمام بقطاع الصناعة بالولاية أعطى الوالي عيد القادر جلاوي تعليمة لكل المسؤولين عن المناطق الصناعية التي هي قيد النشاط خاصة منها مناطق مبعوجة وبرحال ومنطقة ما قبل الميناء التي تستحوذ على 371 هكتار وقد تم استغلال منها 50 بالمائة فيما بقيت 25 بالمائة قطع غير مبنية وأخرى مهملة، وهو المشكل الذي أثار استياء المصالح الولائية وسيتم توسيع الاستغلال العقلاني لهذه المناطق المهملة لأنها تحتاج إلى مستثمرين مع مرافقتهم لاستحداث مرافق ضرورية تخدم النسيج الصناعي وقد انطلقت الأشغال ببعض الأماكن منها مبعوجة وبرحال وسيتم تسليم الأماكن الشاغرة نهاية السنة الجارية. وعلى صعيد آخر، تعرف مناطق التوسع الصناعي الجديدة انتعاشا كبيرا خلال الآونة الأخيرة بعد تحريك ملف المرافقة وتدعيم حاملي هذه المشاريع. علما أن المنطقة الصناعية ببرحال والتي تستحوذ على 376 هكتار سيحول جزأ منها إلى ميناء جاف لتحويل الحاويات تليها، القرية الصناعية بعين الصيد بعين الباردة والتي انتهت بها الأشغال مؤخرا، ستوفر نحو 700منصب شغل مباشر وآخر غير مباشر. كما سيتم انجاز منطقة ذراع الريش الصناعية وتوسيعها وتهيئة كل المرافق التابعة لها وبالنسبة لمناطق ذات الطابع الصناعي والتجاري والتي تتربع على مساحة إجمالية تقدر ب152 هكتار موزعة على مناطق سيدي سالم ب11 هكتار ما يعادل 81 قطعة أرضية، ذراع الريش 10 هكتار تقابلها 44 قطعة ومجاز الغسول بعين الباردة تتربع على 13 هكتار بمعدل 171 قطعة أرضية مهيئة، إلى جانب الحجار ب2 هكتار وبلديات التريعات ب17هكتار والعلمة 30 هكتار أي بمعدل 8 قطع أرضية إلى جانب مناطق أخرى مازالت قيد التسوية. وبالنسبة لوضعية منح الامتيازات لملفات الاستثمار المعتمدة من طرف لجنة كالبيراف بعنابة فإن أغلبها في الترقية العقارية تم تأجيلها إلى غاية تحضير مخططات التهيئة وأخذ بآراء المنتخبين ورؤساء البلديات، إلى جانب مدير التعمير والهندسة المعمارية والذين تمت الموافقة عليهم وهي عبارة عن نشاطات فلاحية تم تأجيلها إلى غاية إنشاء مناطق ملائمة لهذه النشاطات. ولرقمنة المؤسسات الناشطة بولاية عنابة سترافق هذه الأيام الوكالة الوطنية لتدعيم تشغيل الشباب بعنابة أونساج، أصحاب المؤسسات الصناعية المتعثرة بعد اعلانها عن فتح منصة رقمية لمساعدة هذه الفئة المتضررة، وعليه سيتم تقديم شروحات مفصلة عن وضعية كل مؤسسة مصغرة، مع الاستماع لانشغالات مسيريها ،تدخل هذه العملية في إطار الاستراتيجية الجديدة التي وضعتها مؤخرا وكالة التشغيل والتي تهدف إلى تعزيز نشاط مثل هذه المؤسسات مع ترقيتها وتدعيمها معنويا، مع التركيز على آلية التوجيه. علما أن المنصة الرقمية التي وضعتها الوكالة، ستسمح للمؤسسات المصغرة والمتعثرة التي كانت تنشط بولاية عنابة بالتسجيل من أجل اعادة ادماجهم من جديد ومرافقتهم إلى سوق الشغل، مع عقد جلسات لتباحث الأسباب الرئيسية التي وقفت وراء تعثر هذه المؤسسات، وكذلك جدولة ديونها عند الضرورة القصوى. من جهته، والي عنابة أكد على ضرورة مرافقة مثل هذه المؤسسات المتعثرة والتي تحتاج إلى دعم وتوجيه لتعود محدد لسوق الشغل وهذا من شأنه توفير مناصب شغل جديدة مع تحسين مستوى الاستثمار المحلي في مختلف القطاعات التي تعتمد عليها المصالح الولائية لرفع القيمة المضافة، وعليه فإن ما تقوم به الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب "أنساج" عنابة يعتبر مؤشر حقيقي لتعزيز الاقتصاد المحلي وخلق مناصب عمل سواء كانت موسمية أو دائمة، وفي انتظار تحرك جهات أخرى لتعطي دعما إضافيا لمثل هذه المؤسسات الصناعية الجديدة والتي تعثرت في بدايتها .