أشرف والي ولاية تبسّة سعيد خليل يوم أول أمس، بمرافقة الاسرة الثورية على تنصيب، اللّجنة الولائيّة المكلّفة بالمعاينة والتّحقّق، من هويّة رفات 47 شهيدا، لشهداء الثّورة التّحريريّة المظفّرة ارتقوا خلال معارك كبرى في فترة من فترات تاريخها، وتمّ العثور عليهم مؤخّرا، ضمن مواقع استشهادهم بمناطق متفرّقة من إقليم بلديّة ثليجان اقصى الجنوب الغربي لولاية تبسة، تحضيرا لإعادة دفن رفاتهم بروضة الشّهداء، بما يليق بمقامهم عند ربّهم في علّيّين، وبحجم تضحيّاتهم الجسام، في سبيل جزائر حرّة مستقلّة. هذا وحسب إفادات رسميّة لعدد من مجاهدي المنطقة والعارفين بخبايا المعارك الطّاحنة التي دارت رحاها بإقليم تراب ولاية تبسّة المجاهدة فإنّ "42" شهيدا يرجّح أنّهم أرتقوا خلال معركة "القرعة" بتاريخ "25 / 07 / 1955″، بمنطقة "جبلّ العنق"، فيما أستشهد ثلاث آخرون إثر مجزرة جماعيّة، نفّذها المستعمر ضدّ أهالي منطقة الحرشة وشهيد يرجّح أنّه ارتقى خلال معركة منطقة تازربونت بتاريخ 29 مارس1957 ذات الإفادات، ترجّح تعرفها على رفات الشّهيد "مباركة العربي المدعو "الغول" الذي أستشهد سنة " 1956 والي الولاية وبالمناسبة، ترحّم على أرواح الشّهداء الذّين عثر على رفاتهم بإقليم بلديّة " ثليجان ". موصيا بتسخير الإمكانات البشريّة واللّوجستكيّة المطلوبة لضمان تسريع العمليّة، واستخراج الرّفات ومعاينتها وجمعها، ثمّ نقلها لإعادة دفنها ضمن مراسم رسميّة بروضة الشّهداء ببلديّة "ثليجان"، تبجيلا لها وتعظيما لشأن شهداء الثّورة التّحريريّة المجيدة، موصيا بالاهتمام بالأمكنة التي تمّ العثور فيها على الرّفات، والحرص على تهيئتها لتكون معلما تاريخيّا يليق بحجم تضحيّات الشّهداء الأطهار، وإقامة نصبّ تذكاريّة بعين المكان، للدّلالة على أهميّته التّاريخيّة، كشاهد عيان على المجازر الوحشيّة التي اقترفتها فرنسا الاستعمارية ضدّ المجاهدين الأشاوس، وضدّ الأبرياء العزّل.