أكدت الجزائر ومصر عن إرادتهما «القوية» في مواصلة دعم مختلف مجالات التعاون المشترك بما يعود بالفائدة على البلدين و ذلك كما ابرز البيان المشترك الذي توج زيارة رئيس مجلس الوزراء المصري السيد هشام قنديل للجزائر أيام 22 و 23 و 24 أكتوبر الجاري. و جاء في البيان أن الجزائر ومصر أكدتا على ضرورة تعزيز العلاقات الاقتصادية والمالية والتجارية وتشجيع الاستثمار والشراكة لاسيما في مجالات الصناعة و الطاقة والمناجم و الفلاحة والزراعة و السكن و العمران والبيئة و غيرها. و أشار البيان إلى أن البلدين اتفقا على عقد الدورة السابعة للجنة العليا المشتركة بالقاهرة خلال النصف الأول من سنة 2013 على أن تسبق باجتماع لجنة المتابعة برئاسة وزيري خارجية البلدين. و سجل البيان أن وزيري خارجية البلدين السيدان مراد مدلسي و محمد كامل عمرو أكدا خلال اللقاء الذي جمعهما «تطابق وجهات نظرهما حيال جل القضايا العربية و الإقليمية والدولية بما يتلاءم و المبادئ و الشرعية الدولية». و أضافت الوثيقة أن الوزراء المصريين الذين رافقوا رئيس مجلس الوزراء المصري في زيارته للجزائر قد عقدوا لقاءات ثنائية مع نظرائهم في الجزائر «لتقييم التعاون الثنائي القطاعي بين البلدين و دراسة السبل الكفيلة لضمان انطلاقة جديدة و نقلة نوعية للتعاون الثنائي بما يتماشى و إمكانيات و قدرات البلدين». أما بخصوص القضايا العربية و الإقليمية فسجل البيان أن الجزائر و مصر استعرضا كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك و أكدا على أهمية تدعيم العلاقات العربية-العربية و تعزيزها و على ضرورة «إزالة ما يعترض صفاءها». و أكد الجانبان في هذا الصدد التزامهما ب»مواصلة العمل الجاد من أجل دعم مسيرة العمل العربي المشترك و حرصهما على تكثيف أوجه التعاون و التشاور و التنسيق على المستوى العربي لتحقيق الأهداف المرجوة و مواجهة التحديات الماثلة و تحقيق طموحات الشعوب العربية في التقدم و الرقي». ففيما يخص القضية الفلسطينية شدد الجانبان على «أهمية إيجاد حل عادل و شامل و دائم للصراع العربي-الإسرائيلي يقوم على أساس قرارات الشرعية الدولية و مرجعيات السلام و المبادرة العربية للسلام». و في هذا الصدد أكدت الجزائر و مصر أن أي حل للصراع العربي-الإسرائيلي يجب أن «يمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الفلسطينية المستقلة و عاصمتها القدس الشريف على حدود 1967 و بما يضمن استعادة كافة الأراضي العربية الأخرى المحتلة بما فيها الجولان السوري و مزارع شبعا و كفر شوبا في جنوب لبنان». و أشاد الجانب الجزائري كما جاء في البيان ب»الدور المصري الهام في تحقيق المصالحة الفلسطينية و رعايته للاتفاق الأخير مما يساهم في رص الصف الفلسطيني وتوحيد جهوده لاسترجاع حقوقه المشروعة».( أما بالنسبة لليبيا فأشار البيان أن الجزائر و مصر رحبتا بانتخاب المؤتمر الوطني السيد علي زيدان محمد رئيسا للحكومة المؤقتة مجددين وقوفهما «الدائم» إلى جانب ليبيا و دعمهما للجهود المبذولة من طرف السلطات الليبية من أجل استعادة الأمن و الاستقرار. و عن سوريا «جدد الطرفان دعوتهما لإيقاف أعمال العنف والقتل وشددا على ضرورة حل الأزمة السورية سياسيا وعن طريق التفاوض والحوار وأكدا على رفض التدخل العسكري الأجنبي و التوصل إلى حل سياسي يضمن استقلال سوريا و وحدتها الترابية». و عبرت الجزائر ومصر أيضا عن «التزامهما بالوقوف إلى جانب الشعب السوري من اجل تحقيق مطالبه المشروعة و مؤازرته لتجاوز محنته» قبل إن يؤكدا دعمهما للمبعوث الخاص المشترك لجامعة الدول العربية و الاممالمتحدة السيد الأخضر الإبراهيمي. و أشادا في هذا الموضوع بجهود السيد الإبراهيمي»الرامية الى حقن دماء الشعب السوري و تمكين سوريا من إيجاد الآليات الضرورية للخروج من أزمتها و يقي المنطقة من تداعياتها السلبية». و أعربا بهذه المناسبة عن «دعمهما الكامل» لنداء السيد الأخضر الإبراهيمي لهدنة في سوريا بمناسبة عيد الاضحي داعيان «الأشقاء في سوريا لاستلهام القيم العليا للرحمة و التضامن التي تمثلها هذه الأيام لإسكات لغة السلاح و إعلاء معاني الأخوة و التسامح». كما دعا البيان إلى أن تكون أيام العيد «مناسبة لفتح صفحة جديدة لمسار يقوم على حوار وطني شامل و يكون نبراسه المصلحة العليا لسوريا و يستجيب للمطالب العادلة للشعب السوري». و فيما يخص الوضع في السودان «رحب الجانبان بالاتفاق الأخير الموقع بأديس أبابا بين الجمهورية السودانية و جمهورية جنوب السودان كما جددا دعمهما الكامل للجهود التي تبذلها حكومتي البلدين لتجاوز خلافاتهما و حل كل المسائل العالقة بينهما على أساس الحوار و التفاوض و التوافق». و قد قام رئيس مجلس الوزراء المصري بزيارة للجزائر تلبية لدعوة من الوزير الأول السيد عبد المالك سلال و كان قد استقبل من طرف رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة و من طرف رئيس مجلس الأمة السيد عبد القادر بن صالح و رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد محمد العربي ولد خليفة. و قد أجرى السيد سلال مع نظيره المصري محادثات «معمقة أكدا خلالها على إرادتهما المشتركة في إعطاء العلاقات الثنائية انطلاقة جديدة و المضي قدما في بناءها على أساس الاحترام المتبادل و المنافع المشتركة و على تكريس سنة التنسيق و التشاور السياسي بينهما حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك» كما جاء في البيان المشترك.