يشتكي أهالي "عقبة بوشريط"، التابعة لبلدية "القلتة الزرقاء"، ولاية سطيف، من الوضعية السيئة لتمدرس أبنائهم وبناتهم، لاسيما أن مشكلة النقل المدرسي تطرح نفسها بحدة، ولم يجد لها المعنيون أية حلول بديلة، ما أدى إلى تسرب عشرات التلاميذ وتوقفهم عن الدراسة في سن مبكرة. يحدث هذا رغم سعي المصالح المعنية لتوفير النقل، باللجوء إلى أصحاب الحافلات الخواص، لكن هذا الأمر لم يفي بالغرض، ما تسبب بشكل خاص في توقف العديد من التلاميذ المتمدرسين، لاسيما في الطورين المتوسط و الثانوي " ببومالك" و ما جاورها، بالنظر إلى عجز أوليائهم عن ضمان تكاليف و أعباء النقل، و هو ما ساهم إلى حد بعيد في التسرب المدرسي المبكر لزهاء أكثر من 20 تلميذا معوزا، قاطعوا الدراسة للأسباب ذاتها، لتبقى الحاجة و الأولوية في الوقت الراهن إلى وسيلة نقل في إطار التضامن المدرسي، لمواجهة هذه الظاهرة السلبية، والتي مست التلاميذ من كلا الجنسين، وهذا مرتبط بعدد من العوامل إلى جانب العامل المادي، الذي يضطر بعض الأطفال للعمل لمساعدة أسرهم وعدم تمكنهم من الجمع بين العمل والدراسة، وبصرف النظر عن هذه المعضلة التي يعاني منها تلاميذ الجهة، هناك مشكلة أخرى، ما زالت تشكل الشغل الشاغل لقاطني مشتة "بومالك"، وتتعلق بنقص المياه الصالحة للشرب، بالنظر لصعوبة المنطقة الجبلية وانتشار السكان عبر مناطق عديدة متفرقة بأعالي الهضبة، حيث توجد عين وحيدة يتزود منها جل السكان بحاجتهم من هذه المادة الحيوية، والتي تقع في أسفل الوادي، مما يلزم استعمال الأحمرة و هي طريقة مستخدمة من قبل عائلات عديدة، كما يتم تزويد المدرسة بالماء الصالح للشرب بواسطة صهريج أسبوعيا، في ظل توفر جرار وحيد بالبلدية مخصص لهذا الأمر، وعند حدوث عطب بالجرار، تتأزم الوضعية أكثر وتزداد معاناة القاطنين. ومع تفاقم هذه المعضلة، صار حتى التزود بالماء الشروب أمرا صعبا ومستحيلا، إذ تعلق الأمر باقتناء الماء بواسطة الأحمرة، مع العلم أن هذه المنطقة تابعة لدائرة العلمة، ولا تبعد عنها إلا ب 10 كلم، ولتحسين أوضاع أهالي مشتة بومالك وما جاورها من المناطق المحرومة، يعلق السكان أمالا كبيرة على المنتخبين الجدد، آملين أن يتكفلوا مستقبلا بأوضاعهم و مشاكلهم العويصة، التي ظلت لفترة طويلة تراوح مكانها دون حلول ملموسة، لواقع تعب منه سكان "عقبة بوشريط" كثير،ا مع تقديم الدعم للنشاط الفلاحي والرعوي المميز للجهة، و كذا فيها يتعلق بخدمات الصحة العمومية، و تحسين ظروف التمدرس للتلاميذ المعوزين، وفتح فرص عمل جديدة لفائدة الفئة الشبانية.