تمكنت قوات الأمن المشتركة في مكافحة الإرهاب خلال سنة 2011 وإلى غاية فيفري الفارط من سنة 2012، من القضاء على أكثر من 60 إرهابيا منهم 16 أميرا من قدامى تنظيم ما كان يسمى الجماعة السلفية المسلحة “الجيا”، في حين أوقفت خلال الفترة ذاتها أكثر من 130 شبكة لدعم وإسناد العناصر الإرهابية على مستوى ولاية بومرداس، هذا ما أدى إلى تراجع عمليات الاعتداء بعد أن كانت هذه الخلايا النائمة وراء كل هذه العمليات، خاصة منها باستعمال القنابل التقليدية الصنع أو المتحكم فيها عن بعد التي عرفت تصاعدا خلال الأشهر الماضية. هذا إلى جانب الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم لمصالح الأمن والذين تعدى عددهم ال 30 إرهابيا على رأسهم أميران ساهمت نداءاتهم في فتح أبواب التوبة في صفوف الإرهابيين الذين من جهة أخرى سئموا العيش في ظروف الجبال القاسية. ما ساعد قوات الجيش الشعبي الوطني على تدمير عشرات الآلاف من الكازمات التي كانت تحتمي فيها الجماعات الإرهابية. أهم الأمراء الذين سقطوا ببومرداس تعكس الإحصائيات الأمنية خلال الفترة المذكورة تحول مصالح الأمن من استراتيجية تقليدية في مكافحة الإرهاب إلى اعتماد استراتيجيات هجومية مبنية على المعلومات الدقيقة والخطط الميدانية في الجبال، وكذا إعادة الانتشار الجيد لقوات الأمن المشتركة خارج التجمعات السكنية حيث تنشط المجموعات الإرهابية، هذا ما ساعد عناصر قوات الجيش وخلال 12 الأشهر الماضية من سنة 2011 وإلى غاية فيفري من سنة 2012 من القضاء على 66 إرهابيا عبر تراب ولاية بومرداس على غرار بلديات دلس، بن شود، سي مصطفى، ميزرانة، تيمزريت، شعبة العامر، عمال، تيجلابين، بني عمران وعلى رأس هؤلاء الإرهابيين نجد 16 أميرا وهم: بن تيتراوي عمر المكنى يحيى أبو خثيمة، أمير كتيبة الفتح النشطة على محور قورصو، خميس الخشنة، بودواو وبومرداس. بلعيد أحمد المكنى أبو سليمان أمير اللجنة الطبية على مستوى منطقة الوسط وعمره 51 سنة. دليسي عيسى المكنى أبو هشام أمير سرية الشام النشطة تحت لواء كتيبة الأنصار على محور شعبة العامر، بني عمران ويسر. فتحي ابراهيم المكنى أبو الهمهام أمير سرية تيمزريت التابعة إلى كتيبة الأنصار. تازرورت عمر المكنى عبد الرحمن أمير سرية بن شود التابعة لكتيبة الأنصار. هجرس حسين المكنى بشاغا أمير سرية زموري التابعة لكتيبة الأرقم النشطة على محور زموري، سي مصطفى ولقاطة. خليفي أمين المكنى أبو المنذر وهو الأمير الثاني لسرية زموري التابعة لكتيبة الأرقم. قطيطيش رابح المكنى أبو العباس مسؤول التنسيق بين الكتائب والسريات بمنطقة الوسط. أكلي مازري المكنى أبو سفيان أمير سرية بوناب ومسؤول الاختطافات. أبو سرية أمير كتيبة الهدى أحد مهندسي مجزرة البرج التي استهدفت أفراد الدرك الوطني. نوح أبو قتادة السلفي مسؤول التنسيق والربط. النذير بلال أبو عدنان أمير الجهة الغربية.كما كانت للعمليات الناجحة التي كانت تقوم بها العناصر ذاتها من تفكيك عدة سرايا خطيرة وكتائب وقفت طويلا وراء العمليات الانتحارية، كما كان لها اليد في تجنيد عناصر إرهابية جديدة في صفوف التنظيم وكذا في دورها في عمليات الاختطاف، وعلى رأس هذه السريات سريتا بوناب وزموري. تفكيك 120 خلية دعم وإسناد ضمن ما يسمى بالخلايا النائمة تعتبر شبكات الدعم والإسناد للجماعات الإرهابية نبض الحياة لتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال بإمرة عبد المالك دروكدال المكنى مصعب أبو الودود، هذه الشبكات الإرهابية كان يعتمد عليها حتى في العمليات الإجرامية، باعتبارها عناصر غير معروفة لدى عناصر الأمن المشتركة، وهذا ما يسهل عليها حرية التنقل بين مختلف المدن والمناطق دون أي عوائق. وفي ذات السياق تمكنت قوات الأمن المشتركة خلال ذات الفترة من تفكيك أكثر من 130 شبكة لدعم وإسناد العناصر الإرهابية على مستوى مختلف مناطق ولاية بومرداس خاصة الجنوبية الشرقية منها، على امتداد منطقة تيجلابين، الثنية إلى زموري. وقد أفادت مصادر أمنية موثوقة أن أغلب هذه الشبكات تم تفكيكها بفضل معلومات أدلى بها تائبون سلموا أنفسهم لقوات الأمن وعددهم تعدى ال30 تائبا، على رأسهم طلحة أبو إبراهيم الذي كان ينشط ضمن سرية برج منايل التابعة لكتيبة الأنصار، هذا الأخير كشف عن أكبر شبكة تعتمد عليها مجموعته والمتكونة من 15 عنصرا، حيث كانت تمون الجماعات الإرهابية المسلحة بالأغذية والألبسة والأغطية، وكذا بمختلف المعلومات حول تحركات قوات الأمن بالمناطق التي تتخذها السرية معابرا وممرات لها لتسهيل مهمات تنقل الأمراء والعناصر الإرهابية، وتنحدر أغلب هذه الشبكة من المناطق الجبلية لقرى تيمزريت، يسر، الناصرية وبرج منايل، كما تم تفكيك أكبر شبكة تتكون من حوالي 17 عنصرا يتراوح سنهم ما بين 25 و40 سنة، وينحدرون من مختلف مناطق ومداشر بلدية تيمزريت وبرج منايل، حيث تورطت هذه الشبكة في العملية الإجرامية التي استهدفت دورية لقوات الأمن الوطني، وبمنطقة زموري تم تفكيك أكثر من 8 شبكات للدعم والإسناد أهمها تلك المتكونة من 11 عنصرا قاموا بسلسلة من الاعتداءات على أعوان الشرطة بالمنطقة، كما تم بنفس المنطقة تفكيك شبكة أخرى متكونة من 20 عنصرا تتراوح أعمارهم ما بين 18 و22 سنة تم القبض عليهم بعد عملية القضاء على الإرهابي هجرس حسين المكنى البشاغا، حيث كانوا يضمنون تنقل عناصر كتيبة الأرقم بين جبال بوظهر بسي مصطفى وغابة الشويشة بزموري البحري، وتعتبر هذه الشبكات الأربع من أكبر شبكات الخلايا النائمة الناشطة لصالح كتيبتي الأنصار والأرقم . وتضاف إليها شبكات الدعم والإسناد التي تتراوح بين فردين إلى 5 أفراد بكل من شعبة العامر، بغلية، بن شود، الناصرية ودلس، حيث تمد العناصر الإرهابية بمختلف المؤونة والأخبار عن عناصر الأمن بواسطة عمليات الاتصال باستعمال الهواتف النقالة. وفي سياق ذاته فإن أغلب الشبكات التي يتم تفكيكها هم مراهقون من المناطق النائية يتم استغلال وضعهم الاجتماعي المتواضع من طرف العناصر الإرهابية. وعليه فإن تمكن قوات الأمن في السيطرة على سبل الاتصالات التكنولوجية أدى إلى تراجع التجنيد في شبكات الدعم والإسناد، حيث ما تكونت جماعة إلا ويتم تفكيكها في فترة وجيزة. عشرات الآلاف من مخابئ الإرهاب دمرت في فترات وجيزة ساعد الإرهابيون الموقوفون وكذا الذين سلموا أنفسهم لمصالح الأمن والذين كانوا ينضوون عبر مختلف السرايا والكتائب الناشطون عبر تراب ولاية بومرداس وبالتنسيق مع قوات الأمن المشتركة، في مكافحة الإرهاب وخلال عمليات التمشيط واسعة النطاق التي كانت قد شنتها يوميا وكذا عمليات القصف المروحي باستعمال آليات حربية ثقيلة، من تدمير عشرات الآلاف من المخابئ والكازمات التي كانت تحتمي فيها الجماعات الإرهابية على غرار تلك التي تم تدميرها في كل من دلس، بن شود، ميزرانة، بني عمران، تيمزريت وشعبة العامر، حيث اتخذت تضاريس هذه المناطق الكثيفة معقلا لها،غير أن يقضة مصالح الأمن بعد المعلومات الهامة التي كانت تورد إليها من تطويق المنافذ حول الجماعات الإرهابية التي لم تجد لها مخرجا. هي أزمة حقيقية يعيشها تنظيم دروكدال في ظل توالي الضربات العسكرية عليه فهو تنظيم على شك الزوال من خلال سلسلة من عمليات التمشيط التي تعرفها غابات قرى بومرداس طيلة الأسبوع بكامله.