اعتبر السعيد عبادو أن كتابة التاريخ مسؤولية المؤرخين والباحثين الجامعيين وليس مسؤولية المجاهدين، التي كانت الأغلبية منها لا تجيد الكتابة والقراءة، أي «أمية»، قال عنها عبادو أنهار تشكل نسبة 96 بالمائة، وعلى المؤرخين أضاف قائلا «عليهم أن ينتزعوا الشهادات الحية من المجاهدين، لأن كتابة التاريخ كما قال تحتاج إلى متخصصين في دراسة الوثائق التاريخية والمقارنة بين الشهادات، خاصة واليوم نجد تناقضات كثيرة في العالم تحاول النيل من الشعوب، وهذا يفرض علينا كجيل نوفمبر أن نبلغ رسالة الشهداء إلى الأجيال لحمايتها من الانحراف السياسي». قال السعيد عبادو الأمين الوطني لمنظمة المجاهدين أمس على هامش التنصيب الرسمي لمؤسسة ذاكرة الولاية التاريخية الثانية، التي جرت مراسيم تنصيبها بمتحف المجاهد بقسنطينة بحضور السلطات المدنية والعسكرية، أن عمل هذه المؤسسات يعتبر مكملا لمهام المنظمة الوطنية للمجاهدين، في الحفاظ على التاريخ والذاكرة الجماعية، وقال عبادو إن الأجيال في حاجة للإطلاع على التضحيات التي قدمها جيل نوفمبر، وعليه فمن واجب هذا الجيل الذي مازال على قيد الحياة أن يبلغ لها رسالة نوفمبر وتاريخ الحركة الوطنية. وحسب الأمين الوطني للمنظمة الوطنية للمجاهدين فإن معركة التحرير نجحت بفضل الروح الوطنية التي مكنت من تأسيس دولة قوية وفق ما جاء في بيان نوفمبر. السعيد عبادو أكد أن تنصيب هذه المؤسسة يأتي في ظروف حساسة جدا، مثمنا الدور الذي لعبته الولاية التاريخية الرابعة التي تمكنت من جمع شهادات حية للمجاهدين، وحسب رأيه فإن واجب المجاهدين الذين مازالوا على قيد الحياة لم ينته بعد، وكما واجهوا الإرهاب في العشرية السوداء، ففي عنقهم أمانة من أجل الحفاظ على مستقبل البلاد الذي تحاول أطراف من الداخل والخارج تشويهه أمام أبنائها والأجيال الصاعدة. وكشف السعيد عبادو أن منظمته بصدد إعداد قائمة خاصة بأسماء شهداء الواجب الوطني من الأسرة الثورية (مجاهدين وأبناء الشهداء وأبناء المجاهدين) الذين سقطوا ضحية الإرهاب الهمجي، وللإشارة فإنه تم تعيين المجاهد محمد رايس رئيسا للمؤسسة والسعيد بولقرون الأمين الوطني لمتقاعدي الجيش الوطني الشعبي نائبا له، كما تعهد والي قسنطينة نورالدين بدوي في كلمة له بفتح مقر خاص بالمؤسسة ودعمها بكل الوسائل الضرورية لتدوين تاريخ الجزائر. ورد السعيد عبادو بقوة على تصريح أحد رؤساء الأحزاب الوطنية الذي قال: «لا ينبغي أن نعتمد على الماضي»، بأنه لا يمكن لأي دولة أن تبني مستقبلها بدون ماضٍ، وعليه لابد من الحفاظ على الذاكرة الجماعية وتضحيات الشعب الجزائري، كما أنه لا يمكن القيام بأي عمل على حساب الذاكرة باعتبارها الأساس وبفضلها تحررت الجزائر، وقد جدد السعيد عبادو بالمناسبة موقف الأسرة الثورية وتمسكها بمبادئ وقيم نوفمبر، مشيرا بقوله أنه رغم الصعوبات والعراقيل التي عاشها المجاهدون في الثورة فلا تثنيهم في الاستمرار في المطالبة بتجريم الاستعمار والاعتذار للشعب الجزائر عن جرائمه وتعويضه عن الخسائر التي لحقت به.