يوما بعد يوم بدأت أوراق لاعبي المنتخب الوطني تتساقط من القائمة، ليس إقصاء من الناخب الوطني ولكن بقرارات اعتزال بدأ يلوح في الأفق أنه قرار جماعي لفريق أم درمان من المنتخب الوطني ولأسباب تبقى مجهولة. كل يوم لاعب معتزل في وقت تنتظر الجماهير الكروية في الجزائر أنباء عن لاعبين جدد أو عروض جديدة للاعبي المنتخب الوطني، جاءت الأخبار عكس المتوقع، حيث بدأ لاعبو المنتخب القدامى في الانسحاب تدريجيا، وكان القائد عنتر يحيى أول المعتزلين تلاه نذير بلحاج، إلى حد هنا كان يبدو الأمر عاديا، ليأتي خبر آخر نزل كالصاعقة على متتبعي الخضر باعتزال كريم مطور في عمر السادس والعشرين، الأمر الذي جعل رائحة الخيانة تفوح من القضية وبدأ الأمر يترسم على أنه ربيع عربي جديد يضرب المنتخب. .. وأخيرا التكتلات تخرج إلى النور كثر الكلام في عديد المرات على وجود تكتلات داخل المنتخب الوطني، لكن الأمر لم يتعد اجتهادات صحفيين لم تصل إلى درجة الجزم بالدليل، رغم أن ما حدث عند إقالة كفالي بتهديد اللاعبين المحترفين ترك المنتخب وبعض المشاكل الأخرى، لكن القضية بقيت حبيسة أسوار الخضر، ليأتي اليوم ويفجر اللاعبون القضية ويضربون الشك باليقين ويؤكدون أن لا دخان من دون نار، وأن المنتخب كان حقا يعاني دوامة تكتلات كانت سببا في انتكاساته. عقلية حاليلوزيتش.. الشعرة التي قصمت ظهر الخضر لا يختلف إثنان أن المدرب الوطني حاليلوزيتش يملك شخصية قوية، وأنه من نوعية المدربين الذي يحبون السلطة التامة داخل المجموعة ولا تهمه الأسماء، فكان كريم زياني أول الضحايا والذي كان يعتبر في وقت غير بعيد شوشو المنتخب أن صح التعبير، تلاه إحالة كل من نذير بلحاج وكريم مطمور إلى الاحتياط وإبعاد جبور من التشكيلة، جعل الكل يعرف مكانه وأن عقلية الحشمة التي ميزت عهد سعدان المعروف عنه شخصيته الطيبة زيادة فوق اللزوم قد ولّت. عقلية حاليلوزيتش جعلت الجميع يدرك أن الأجواء داخل المنتخب لم تعد تسمح بالتكتلات، فلم يجد اللاعبون سوى الانسحاب لحفظ كرامتهم التي رأوا أنها قد ضربت عرض الحائط مادامت الشرعية "الأم درمانية" لم تعد تكفي للعب كأساسي. عدوة الاعتزال قد تطال لاعبين آخرين بعد كل من عنتر يحيى، نذير بلحاج وكريم مطمور، أصبح الشارع الرياضي في لحظة ترقب للاسم الجديد الذي سينضم إلى قائمة الثوريين المعتزلين، أسماء أخرى تتردد بقوة في قائمة المعتزلين وهم من كانوا يشكلون لبنة الخضر في عهد سعدان، فلم يتبق منهم سوى كريم زياني المهمش ورفيق جبور المبعد أو يبدة ومغني المصابين، إضافة إلى حليش البعيد عن الأضواء ولموشية. مؤامرة دنيئة تحاك في الخفاء ضد حاليلوزيتش لا يمكن بحال من الأحوال نكران ونسيان الأفراح التي قدمها هذا الجيل خاصة ملحمتي كابيندا وأم درمان، لكن هذا الجيل ارتبط اسمه بالمهازل، هزائم بالرباعيات والثلاثيات وانهزامات على أرض الوطن والإقصاء من تصفيات ثلاثة كؤوس إفريقية 6002، 8002 و2102، لم تحدث حتى في عهد العشرية السوداء. فإن صحت نظرية المؤامرة فإن الأمر يعتبر وصمة عار على جبين هؤلاء اللاعبين، وأنهم قد أداروا ظهرهم للمنتخب الذي صنع لهم أسماء، فمهما كان لن يصل هؤلاء اللاعبون إلى مستوى ما قدم لخضر بلومي للمنتخب لكن لا انسحاب ولا تكتل بعد إقصائه من كأس إفريقيا، لأن الأمر يتعلق بمنتخب مقدس اسمه المنتخب الوطني الجزائري.