لا يزال سكان قرى بلدية سي مصطفى الواقعة شرق ولاية بومرداس. يعانون العزلة والتهميش المسلطين عليهم من قبل السلطات التي تجاهلت المنطقة ليصبح الفقر والحرمان من أبرز سماتها، ضف إلى ذلك معاناة سكانها من ويلات العشرية الحمراء التي جعلت المواطنين يعيشون تحت رحمة الجماعات الإرهابية بالنظر إلى التضاريس الصعبة التي تمتاز بها المنطقة مع كثرة الغابات فيها، مما جعل العناصر الإرهابية تتخذها معقلا لها. وتعاني جل القرى على غرار قرية بوظهر من العزلة إلى جانب افتقارها لأدنى ضروريات الحياة الكريمة، بدليل كل المرافق الضرورية مثل الصحة، التعليم، النقل، الغاز، وغياب المرافق العمومية ما جعل المواطنين يعيشون حياة بدائية جد صعبة، حيث يقومون باقتناء المياه الصالحة للشرب أو لاستعمالها لطهي الطعام، بالاضافة إلى استعمالهم للحطب كبديل عن الغاز للتدفئة. 'السلام اليوم' اقتربت من بعض شباب المنطقة الذين تبدو عليهم وجوههم سمات اليأس، فعبروا لنا عن سخطهم تجاه الظروف الصعبة التي يحيونها في هذه القرى، والتي وصفوها بأسوأ من المزرية، حيث أصبحت البطالة شبحا رهيبا يطارد أغلب الشباب، جراء غياب فرص العمل في مختلف برامج التشغيل، وهو الأمر الذي دفع بالكثيرين إلى الإنغماس في كل أنواع الآفات الاجتماعية هربا من الواقع المر الذي لا مفر منه، إلى جانب غياب المرافق العمومية الشبانية التي من شأنها أن تخفف معاناتهم حسب شهادة الشاب "ياسين" 20 سنة الذي يقطن في إحدى قرى بلدية سي مصطفى. من جانب أخر جل السكان يعتمدون في عيشهم على خدمة الأرض وجني الزيتون، وهو المصدر الوحيد لاسترزاقهم بالرغم من أن مشاريع الدعم الفلاحي منعدمة. إلى جانب ذالك لا يزال العديد منهم يقومون باستخراج المياه الصالحة للشرب بواسطة الوسائل التقليدية من الآبار أو المنابع المتواجدة في الطبيعة، إذ يفتقر السكان إلى هذه المادة الحيوية التي لها أهمية كبيرة خاصة في فصل الصيف بالنظر إلى الاستعمال الكبير لها. عدم برمجة مشاريع تنموية زاد من معاناة المواطنين وما زاد من معاناة السكان عدم برمجة في جل قرى بلدية سي مصطفى شرق بومرداس. أية مشاريع تنموية والتي من شأنها أن تحسن حياتهم اليومية في ظل المشاكل الكثيرة التي يواجهونها منذ سنوات عديدة. وبالرغم من أن هذه القرى لم تستفد من مشاريع التنمية ماعدا بعض المشاريع في السنوات الماضية قضت عليها سنوات العشرية الحمراء، حيث أقدمت المجموعات الإرهابية على تجريد السكان من كل مظاهر الحياة الكريمة بالحرق والتخريب، إلى جانب تجريد المواطنين من أموالهم وممتلكاتهم تحت طائلة التهديد، فلم يعد لهذه القرى عنوان غير الإرهاب الذي عمق معاناة السكان في كل المجالات. وأمام جملة المشاكل الكثيرة التي تواجه قرى بلدية سي مصطفى شرق بومرداس، يطالب السكان من السلطات المعنية وعلى رأسها البلدية التدخل العاجل من أجل برمجة مشاريع تنموية بها لانتشالهم من طوفان التهميس والفقر والحرمان. متاعب الحياة اليومية.