يعتبر سد «بني هارون» أكبر سد أنجز في الجزائر والثاني إفريقيا بعد سد «أسوان « بمصر، وبدأ في ضخ المياه نحو ستة مناطق كبرى في الشرق الجزائري منذ أكثر من 3 سنوات. تقدّر طاقة تخزين السد للمياه بحوالي مليار متر مكعب (960 مليون متر مكعب) ويضمن تزويدا بالمياه يقدر ب 425 مليون متر مكعب في السنة، وأنجز السد من الاسمنت المتماسك الملفوف، أي بحجم يقدر بحوالي 1.5 مليون متر مكعب من الاسمنت. وأوضح سلال أن هذا السد يبقى أهم الانجازات التي أنجزتها الجزائر منذ استقلالها في سنة 1962 حيث استغرق إنجازه ثلاثون سنة، حيث قامت بإنجازه الشركة الاسبانية «دراغادوس». ويمثل هذا السد الحلقة الأساسية لمشروع التحويل الكبير الذي يعد نقطة وصل لإيصال 310 مليون متر مكعب سنويا أي 150 لتر لكل مواطن يوميا على أدنى تقدير للمناطق المجاورة لولاية قسنطينة والأوراس أي 6 ولايات (باتنة، خنشلة، ميلة، أم البواقي، قسنطينة، جيجل ومنطقة الميلية). ويستفيد من مياه السد أزيد من خمسة ملاين مواطن، فيما استهلك 4 ملايير دولار من خزينة الدولة، حيث سيزود الولايات المذكورة بمياه السد عن طريق الضخ بحيث ستنجز هذا الغرض محطة بطاقة 180 ميغا وات، كما ستخصص مياه السد لتلبية احتياجات الري (194 مليون متر مكعب في السنة) في المناطق الزراعية والتي تقدر مساحتها بحوالي 30 ألف هكتار.ومن المنتظر أن يرفع سد «بني هارون» طاقة التخزين من المياه السطحية في الجزائر من 5 مليار متر مكعب إلى 6 مليار متر مكعب. وفي سياق آخر تقوم السلطات بعلميات تنقية مستمرة للمساحات المحاذاية لسد بني هارون، حيث ما تزال الأشغال مستمرة على المدى القريب والمتوسط وذلك من أجل ربط أغلب البلديات المحيطة بالسد، حيث هناك عمليتين مسجلتين في إطار البرنامج القطاعي لسنة 2012 خاصة بدراسة حماية مدينة ميلة من مياه الفيضانات وتشخيص شبكة تطهير لبلدية ميلة وهذا لجمع كمية كبيرة لهذه المصبات في قنوات رئيسية وتحويلها مباشرة إلى محطة التصفية لجعل المحطة تعمل بحجم أكثر لحمايته من خطر التلوث. ومن جهة أخرى أعطت السلطات أولوية للطابع الجمالي للمنطقة التي شيد فيها سد «بني هارون»، حيث تجاوره عدة منحدرات ووديان صغيرة محاطة بغابات كثيفة يتوسطه جسر هو نموذج مصغر لجسر «سان فرانسيسكو « في الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث يتحول في فصل الصيف إلى قبلة للعرسان يلتقطون فيه الصور التذكارية. وفي هذا السياق شدد الوزير على أن السد سيتحول في المستقبل إلى منطقة سياحية تعد الأولى من نوعها في الجزائر تقتات من مياه طبيعية وتعيش على ما يسر الناظر بمياه وخضرة وهواء نقي. كما تحرص السلطات المحلية على إعطاء وجه سياحي للمنطقة على غرار الحمامات المعدنية المتوفرة فيها، فضلا عن تحويل المساحات المحيطة بسد «بني هارون» إلى منطقة سياحية تجلب السياح والزوار من ولاية ميلة وغيرها من الولايات المجاورة.