عرفت نسبة المياه بسد بني هارون بولاية ميلة ارتفاعا محسوسا في الأيام الأخيرة، لتبلغ 550 مليون متر مكعب، بزيادة ثلاثة أمتار في الآونة الأخيرة أي ب192.3 متر على مستوى سطح البحر قالت مصادر مطلعة أمس في تصريح ل”الفجر”، إن هذا الارتفاع المحسوس راجع إلى نسبة التساقط الكبيرة التي عرفتها المناطق الشمالية للوطن في الآونة الأخيرة، إضافة إلى التساقط الكثيف للثلوج على المرتفعات. وأضافت نفس المصادر أن عملية الضخ الروتينية التي يقوم بها القائمون على سد بني هارون لتزويد سد العثمانية توقفت هذه الأيام، بعد امتلاء هذا الأخير أيضا بسبب نسبة التساقط الكبيرة. ومن جهة أخرى تفاءل سكان ولاية ميلة وحتى المناطق المجاورة لها التي تتزود من مياه الشرب من هذا السد بصفة دائمة وطيلة الأربع والعشرين ساعة بهذه الأخبار، خاصة بعد الانقطاع المتكرر للمياه والتي أصبحت هاجسا يطارد السكان في الأسابيع الأخيرة، ما خلف استياء كبيرا لديهم، لانعدام وسائل التخزين لدى معظم السكان. ويزود السد عدة مناطق مجاورة لولاية ميلة تتمثل في ست ولايات هي باتنة، خنشلة، ميلة، أم البواقي، قسنطينة، جيجل ومنطقة الميلية، كما يمثل هذا السد الحلقة الأساسية لمشروع التحويل الكبير الذي يعد نقطة وصل لإيصال 310 مليون متر مكعب سنويا، أي 150 لتر لكل مواطن يوميا على أدنى تقدير للمناطق المجاورة. يشار إلى أن مشكلة التذبذب في التزود بالمياه الشرب بميلة وما جاورها يعود إلى أكثر من خمسة أشهر، بعد العطب الذي أصاب المضخة الأولى لسد بني هارون، ما حتم اللجوء إلى المضخة الاحتياطية. كما تجدر الإشارة أيضا إلى أن سعة سد بني هارون تقدر ب960 مليون متر مكعب، ويعتبر من أكبر السدود على المستوى الوطني، وتزود مختلف الولايات المعنية بمياه السد عن طريق الضخ بحيث ستنجز لهذا الغرض محطة بطاقة 180 ميغاواط، كما ستخصص مياه السد لتلبية احتياجات الري (194 مليون متر مكعب في السنة) في المناطق الزراعية والتي تقدر مساحتها بحوالي 30 ألف هكتار.