ناشدت العشرات من العائلات القاطنة بحي ال 8 ماي 1945 بوسط مدينة برج بوعريريج والي الولاية، التدخل العاجل والنظر في وضعيتهم الحرجة والمزرية جراء انعدام أبسط ضروريات الحياة الكريمة عندهم. حيث أن بعض العائلات تعيش تحت خط الفقر ولا تجد حتى ما تأكله سوى بعض الخبز اليابس جراء الفقر المدقع الذي ألم بها. كما أن بعضها الآخر يعيش في العراء إذ تفترش الأرض وتلتحف السماء جراء انعدام مأوى يحميهم من حر الشمس وبرودة الجو. غير أن الكثيرين ممن يمتلكون منازل تجد جدرانها متشققة تكاد أن تنهار عليهم إضافة إلى كميات الأمطار التي تتسرب عبرها نتيجة فقدان البيوت لأسقف متينة. وفي حديث ل “السلام” مع إحدى الأرامل أكدت بأنه عند حلول فصل الشتاء ونزول الأمطار بكميات كبيرة، فإن ما في داخل البيت من ماء هو نفسه في الخارج إذ يضطرون إلى إخراجه، كما أنهم في بعض الأحيان يخرجون إلى الشارع خوفا من الفيضان أو انهيار أسقف وجدران البيوت فوق رؤوسهم. وأضافت بأنهم في فصل الصيف لا يستطيعون إبقاء ولو للحظة واحدة في تلك الأكواخ نتيجة الحرارة المرتفعة التي لا تطاق، مما يجعل حياتهم مستحيلة. أبناؤهم الصغار مرضى طوال السنة وآخرون مهددون بالموت في أية لحظة إضافة إلى تلك الأوضاع المزرية التي يعيشون فيها، فقد أكدوا لنا أن أطفالهم مرضى طوال السنة نتيجة البرد القارص شتاء والحرارة المرتفعة صيفا، وما زاد الطين بلة هو الانتشار الواسع للأوساخ التي تجلب الأمراض والأوبئة بالنظر للفقر الذي ألم بهم، إذ لا يذهبون إلى الطبيب خوفا من غلاء الأدوية هذا من جهة، أما من جهة أخرى فإن الأطفال مهددون بالموت المحدق بهم، فإلى جانب المرض والأوساخ فإن جدران البيوت مهددة بالسقوط في أية لحظة، وهذا مثلما حدث بحر السنة الماضية إذ تم انتشال جثة طفل يبلغ من العمر 6 سنوات من تحت كومة من الأحجار والطوب نتيجة انهيار أحد الجدران عليه بالنظر لقدمه واهترائه، وكثيرة هي الجدران القديمة والمهترئة بالحي مما يجعله خطرا محدقا بجميع الأطفال الذين يلعبون هناك. حياتهم بائسة وغياب للسلطات عند النظر إليهم تتذكر أحد القرى النائية بجنوب الصومال حتى أن الزائر للحي يظن نفسه في دولة هي الأفقر في العالم كله، بالنظر لحياة أولئك العائلات البائسة وانعدام النظافة وكذا الأوساخ المتراكمة أمام أكواخهم وعند خط السكة الحديدية المجاور للحي، مما يؤكد الغياب الكلي للسلطات المعنية التي لا تزال تتفرج على الوضع دون تحريك أي ساكن بالرغم من قرارات الهدم لتلك البيوت وترحيل العائلات إلى سكنات لائقة، إلا أنهم لا يزالون يأملون النظر في وضعيتهم وإغاثتهم من الهم الذي يعيشون فيه.لكن الغريب في الأمر هو أن هذا الحي مجاور لمحطة نقل المسافرين التي بدورها لم تسلم من الاهتراء والحفر العميقة التي ألمت بالمكان، إضافة إلى نقص التنظيم، مما يجعل الزائر للولاية يندهش عند رؤية تلك البيوت القصديرية والبيوت الأخرى الآيلة للانهيار. وفي الجهة الأخرى بالمحاذاة للحي تم إنشاء الحي الإداري الجديد الذي يضم العديد من المديريات التابعة للولاية، إذ أن القادم إليه ينتعش بالروائح الكريهة للأوساخ، حيث أن الكثيرين اندهشوا من الغياب الكلي للسلطات الولائية والبلدية وإغفاله عن ترحيل تلك العائلات إلى سكنات لائقة، ومن خلال منبر “السلام” فإن أولئك العائلات يناشدون والي الولاية للتدخل العاجل والنظر في وضعيتهم المزرية، خاصة أن لديهم أطفال صغار ورضع لا يحتملون غضب الطبيعة، وهم يأملون أن يتم النظر في وضعيتهم في أقرب الآجال الممكنة.