شهد بلدية بني مسوس انتشارا هائلا للبيوت القصديرية التي تشوه مظهر هذه المنطقة المتواجدة بقلب العاصمة، ما يجعل الحياة الكريمة لساكني هذه الأحياء أمرا شبه مستحيل، متكبدين ظروفها القاسية بسبب الفقر وانتشار الأمراض ومختلف أنواع الآفات، الأمر الذي حوّل يومياتهم إلى جحيم. يعد حي سيلاست من أكبر الأحياء الفوضوية بإقليم البلدية، الذي يعرف وضعية صعبة في غياب أدنى شروط الحياة وهو ما لاحظته »السياسي« من خلال الجولة التي قامت بها في المنطقة، حيث اشتكى المواطنون القاطنون بالحي أنهم يتحملون هذه الحالة المزرية منذ أكثر من 15 سنة، وهم يقطنون بالأكواخ المنتشرة بشكل عشوائي على أرضية وعرة، بسبب انحدارها ما يجعلها مهدّدة بانزلاق التربة في أية لحظة. أحياء لا تصلح للعيش الكريم بنيت أكواخ حي سيلاست من القصدير والصفيح ما جعلها هشة وغير صحية، حاملة في جدرانها رطوبة كثيفة تطلقها أسقف البيوت المصنوعة من الزنك، والتي تعد السبب الرئيسي لانتشار الربو والحساسية والأمراض الجلدية خاصة بالنسبة للأطفال والمسنين، وما جعل السكان في حالة استياء شديدة هو دخول مياه الأمطار والرياح الباردة إلى البيوت الذي تملأ الثقوب والتصدعات أسقفها، حيث أكد قاطنو الحي أن هذه البيوت القصديرية شديدة الحرارة صيفا والبرودة شتاء، ما جعلهم يعانون على مدار السنة، ناهيك عن حالة الطرقات الضيقة والمليئة بالحفر نتيجة عدم استوائها والمتكونة من البرك والأوحال بمجرد تهاطل الأمطار، ما يجعل التنقل بها صعبا، إضافة الى الانتشار الكثيف للأتربة والغبار صيفا، وحسب السكان فإن أسلاك الكهرباء الممدودة بين البيوت والعمود الكهربائي للطريق العام المجاور تتسبب في انقطاعات متكررة للتيار، بسبب ربطها العشوائي، إضافة الى مشكلة الماء الذي عوّض بالقارورات والبراميل التي يتكبدون عناء جلبها من أماكن متعددة. كما استاء القاطنون بالحي من قنوات صرف المياه القذرة المكشوفة تماما، وانعدام النظافة بالحي حيث تحيط به أكوام الأوساخ من كل جهة، بحكم انعدام مفرغات عمومية مما زاد من انتشار الروائح الكريهة والتعفن فانتشرت الكلاب والقطط المتشردة أما وجود الجرذان بالبيوت فقد تحول إلى أمر طبيعي لدى السكان، نظرا للقصب المنتشر بالحي ما ينبئ بوقوع كارثة إيكولوجية. انتشار واسع للآفات الاجتماعية وتخوف على مستقبل الأبناء أضاف القاطنون بالحي أن هذه البيئة لا تصلح لتربية أبنائهم تربية حسنة لأن المحيط الخارجي يؤثر عليهم بشكل كبير، وهو ما ساعد على انتشار الآفات الاجتماعية من تسرب مدرسي وتعاطٍ للمخدرات والسرقة، نتيجة الفقر والحرمان والانتشار الشديد للبطالة بين شباب الحي، الذي يقضي وقته في السعي وراء لقمة عيشه بالحرام، وقد أكد المواطن »فريد. غ« أنه لا يترك أبناءه بالخارج لوحدهم خوفا عليهم من الأخطار والتحرشات التى تحدق بهم من كل جهة، مضيفا أنهم تعبوا نفسيا من مجرد الدخول الى الحي ورؤية الفوضى التي يعيشونها منذ فترة طويلة