قلب خطاب رئيس الجمهورية بولاية سطيف عشية الانتخابات التشريعية والذي دعا فيه للمشاركة بقوة في الانتخابات، وكذا قوله بأن حزبه معروف، كل التوقعات في هذا الاقتراع من حيث تسجيل نسبة تصويت أعلى وكذا حصد الأفلان لأغلبية المقاعد. وكشف حجم المشاركة في الانتخابات التشريعية والذي فاق كل التوقعات، أن خطاب الرئيس بوتفليقة الذي دعا فيه إلى المشاركة بقوة في الانتخابات لأنها تمثل منعرجا حاسما في تاريخ البلاد كان له أثر كبير على سلوك المواطنين. ونقلت التلفزة الوطنية وحتى الفضائيات الخاصة الوطنية والدولية تصريحات المواطنين يوم الانتخاب يقولون فيها أن أهم ما دفعهم للتصويت هو خطاب رئيس الجمهورية الذي حملهم مسؤولية مستقبل البلاد في ظل الظروف التي تعرفها المنطقة من تدخلات خارجية غير بريئة. وكانت التوقعات عشية هذا الموعد الانتخابي تجتمع على «رأي واحد» هو أن هذه الانتخابات ستشهد واحدة من أضعف نسب الاقتراع منذ الاستقلال أدنى من تلك المسجلة عام 2007 والتي كانت في حدود 35 بالمائة. وأكد وزير الداخلية بعد إعلان النسبة النهائية للمشاركة أول أمس، والتي بلغت 42.90 أن الجزائريين تحملوا مسؤوليتهم التاريخية وقرروا التحكم في مصيرهم بأيديهم. وتشير النتائج المحققة في ولاية سطيف بالذات والتي كان بها الخطاب ما لا يدع مجالا للشك بأنه أثر تأثيرا مباشرا على الناخبين، حيث أن رئيس الوفاق عبد الحكيم سرار الذي ترشح على رأس قائمة جبهة المستقبل لم ينجح في الوصول إلى البرلمان رغم شعبيته بالمنطقة وحصد الأفلان 8 مقاعد بالولاية. وكانت أحزاب اعتبرت قول الرئيس للمواطنين أن حزبه معروف في إشارة للأفلان رغم تأكيده أنه لا يدعو للانتخاب لأي حزب دعما غير مباشر لجبهة التحرير. ويعد عبد العزيز بلخادم الأمين العام للأفلان أول مستفيد من هذا الفوز، حيث كان ومازال في وضع لا يحسد عليه بسبب خياراته في قوائم الترشيحات الخاصة بالحزب، وكان بلخادم يرد على معارضيه الذين طالبوا برأسه عشية الموعد بأن ينتظروا نتائج الانتخاب للحكم على خياراته. وكان الأفلان ظهر منكسرا وهو يدخل الانتخابات، حيث لم يكن أحسن المتفائلين يتوقع أن يبقي في الريادة. وينتظر أن تخمد ثورة المعارضة داخل جبهة التحرير الوطني بعد محافظة الحزب على موقعه كقوة سياسية أولى في الانتخابات، وأكثر من ذلك رفع عدد مقاعده أكثر من العهدة المنتهية التي شغل فيها 136 مقعد في الغرفة الأولى للبرلمان.