غريبة هي تلك الإحصائيات المقدمة من طرف مصالح المياه في ولاية الجلفة، ففي حصيلتها السنوية المقدمة مؤخرا أمام الدورة العادية للمجلس الشعبي الولائي، إذ وفي الوقت الذي تؤكد فيه هذه المصالح أن نسبة الربط والتوصيل المتوسطة بشبكة المياه الصالحة للشرب قد بلغت 90 بالمائة، وأن حصة كل فرد من المياه قد ارتفعت إلى أكثر من 196 لتر في اليوم. حيث نجد أن هذه الأرقام إذا ما قورنت بالواقع اليومي مبالغ فيها وموجهة أساسا إلى الإستهلاك الإعلامي لاغير، وإلا فبماذا نفسر الأزمة الخانقة التي تعاني منها العديد من أحياء المدينة في التزود بالمياه الصالحة للشرب، وسط أزمة عطش حادة تضرب أحياء وسط المدينة ودفعت بسكانها إلى مراسلة والي الولاية، في العديد من المرات حتى اضطرهم الأمر إلى تعليق شكاويهم على حيطان الشوارع الرئيسية. إن إحصائيات مصالح الري أو المياه تفيد أن نسبة الربط والتوصيل قد قفزت من 80 بالمائة سنة 2004 إلى 90 بالمائة سنة 2010، بمعنى أن جميع المواطنين يتزودون بصورة منتظمة بالمياه غير أن الواقع المعيش يثبت العكس تماما، شأنها في ذلك شأن نسبة التوصيل والربط المتوسط بشبكة الصرف الصحي والتي ارتفعت من 79 بالمائة سنة 2004 إلى 89 بالمائة سنة 2010، خاصة بعد أن سجل القطاع ثلاث عمليات جديدة تخص إنجاز وتمديد القنوات الرئيسية للصرف الصحي بمسعد ،إلى جانب عملية أخرى تدخل في إطار برنامج الهضاب العليا لسنة 2007، وتتعلق بإنجاز وتمديد القنوات الرئيسية وشبكات الصرف للعديد من المراكز والتجمعات السكانية الكبرى كالجلفة، حاسي بحبح، عين وسارة ومسعد، زيادة على العمل من أجل تجديد قرابة 3150 متر طولي بقطر 1200مم بوسط مدينة عين وسارة وبطريق البيرين.