تتسبب سياسة الترقيع و"البريكولاج" التي تنتهجها سلطات بلدية سكيكدة، في تأزيم وضعية الطرقات الرئيسة بالمدينة وخلق مشاكل أكبر مما هي، حيث أدت أشغال تهيئة قنوات صرف المياه الصحي الجارية على مستوى مدخل المدينة بحي عيسى بوكرمة المعروف بحي "السيسال"، إلى أزمة اختناق مروري. كما أدت أشغال رفع آلاف الأطنان من الطمي التي غمرت ذات الحي خلال الشتاء الفارط، إلى تدهور وضعية الطرقات، التي هي أصلا عبارة عن حفر وبرك وبحيرات خاصة الطريق المحادي لمركز التكوين المهني، بينما يشهد حي 20 أوت 55 عمليات حفر كبيرة لتهيئة قنوات المياه الصالحة للشرب، أدت إلى خلق حالة من الفوضى في حركة المرور، لاسيما أيام الخميس والإثنين اللذين تقام فيهما الأسواق الأسبوعية، ناهيك عن انفجار قنوات الصرف الصحي، التي حوّلت أجزاء من الطريق الرئيس إلى نهر، وهي نفس الوضعية التي تعرفها أغلب أحياء المدينة على غرار حي الإخوة بوحجة وحي الأمل. كما تتسبب أشغال إعادة تعبيد الطريق الخلفي لحي الممرات وأشغال ترميم طريق الميناء، في أزمة كبيرة في حركة المرور داخل المدينة، مما أرهق مستعملي الطرقات وخاصة أصحاب السيارات الصفراء، الذين اشتكوا كثيرا من الوضعية المزرية للطرقات بالمدينة، وهو ما جعل العديد منهم يرفضون نقل المسافرين في اتجاهات كثيرة بعد أن تحولت إلى كابوس حقيقي لهم؛ سواء بسبب الاكتظاظ أو بسبب صعوبة السير. ويتخوف العديد من سكان المدينة السياحية من تأثير هذه الوضعية على موسم الاصطياف المقبل، خاصة أن مديرية السياحة تراهن هذه السنة على أن تجعل ولاية سكيكدة من بين الوجهات المفضَّلة للسياح الجزائريين والأجانب.