عتاد حربي وأسلحة محظورة لمواجهة الاحتجاجات في “بلد الحريات“ كشفت فيديوهات تداولها محتجو حركة “السترات الصفراء” في فرنسا على صفحات موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” حجم العنف الذي مارسته الشرطة الفرنسية لقمع المتظاهرين منذ انطلاق حركتهم شهر نوفمبر الفارط احتجاجا على الزيادات في أسعار الوقود والضرائب باستعمال مختلف أشكال التعنيف من ضرب، ركل واستعمال عشوائي للغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه وحتى قاذفات رصاص الدفاع، وذلك بمباركة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وإيعاز من المسؤول الاول على وزارة الداخلية الفرنسية التي أحصت مصرع تسعة اشخاص وإصابة آلاف المواطنين بجروح في مشاهد أسقطت القناع عن النظام الفرنسي الذي طالما روّج لصور الديمقراطية واحترام حقوق الانسان. ص.بليدي اظهرت الفيديوهات “الفايسبوكية” التي وثّقت العنف الشٌرطي في فرنسا حالة لشاب فرنسي منخرط في حركة السترات الصفراء بترت يده اليسرى بعد اصابته من قبل عناصر الشرطة بقاذفات رصاص الدفاع “LBD” المعروفة بأسلحة “فلاش بول” ما استلزم خضوعه لعملية جراحية مستعجلة لبتر يده، كما تسبّب رصاص نفس القاذفة في اخترق اجسام عشرات المحتجين وإصابتهم بتشوّهات وقروح جلدية، وفق ما تظهره الفيديوهات المتداولة على “الفايسبوك“. في ذات السياق، نقلت الصحافة الفرنسية في 12 ديسمبر الفارط حالة المزارع جان مارك ميشو المنحدر من منطقة سيين إي مارن الذي اصيب بتهشّم الجانب الأيمن من وجهه بعد تعرّضه لطلقة من قاذفات رصاص الدفاع التي تسببت في فقدانه عينه اليمنى. هذا وتحدّثت تقارير اعلامية فرنسية عن تسجيل عشرات الشكاوى ضد الشرطة أمام المحاكم الفرنسية بسبب الاصابات الناجمة عن قاذفات رصاص الدفاع الذي يستعمل وفق شروط محدّدة نظرا لخطورة هذا السلاح الذي يطلق كرات مطاطية يبلغ قطرها 40 ميليمترا على بعد 50 مترا، حيث تعرف طلقات هذا السلاح ب “الصاعقة” نظرا لقدرتها على اختراق الجسم. ومن الفيديوهات الصادمة التي نشرها اصحاب “السترات الصفراء” وأثارت استياء كبيرا في فرنسا، فيديو نشرته مجموعة الكترونية تحمل اسم“مراقبي العنف الشرطي” يكشف تعامل الشرطة الفرنسية بإهانة وعنف ضد طلبة فرنسيين يدرسون في ثانوية “سانت إكزوبيري” في مدينة مونت لاجولي بمنطقة إيل دو فرانس، خرجوا الى الشارع للمطالبة بتعديل نظام القبول في الجامعات، حيث اجبروهم على الجلوس على ركبهم وأياديهم خلف رؤوسهم، واحيط الطلبة بعدد كبير من رجال الشرطة المدجّجين بالعصي، الخوذات والدروع الحديدية التي لا تستعمل سوى لقمع اكبر اعمال الشغب، كما تم توقيف 153 طلبا. هذا وأظهرت مختلف الفيديوهات الأخرى عناصر الشرطة الفرنسيين وهم يضربون المحتجين بكل عنف باستعمال العصي والركل وتفريق المتظاهرين باستعمال خراطيم المياه، كما تم تسجيل حالات كسر في الفك وغيبوبة بين صفوف حركة “السترات الصفراء” سببها استعمال “فلاش بول” في مشهد لم يحدث حتى في دول افريقيا. كما تداول محتجو “السترات الصفراء” مقطع فيديو آخر لامرأة فرنسية تبكي وتصرخ في وجه الشرطة خلال الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس، قائلة “انظروا ماذا تفعلون عليكم أن تخجلوا من أنفسكم لسنا مسلحين ولا نحمل أسلحة يجب أن تكونوا معنا من أجل الشعب من أجل الأمة من أجل فرنسا نحن لا نكرهكم.. الناس تموت يجب أن تخجلوا من أنفسكم نعلم أنكم لا تحبون هذا لكننا إخوتكم“. للإشارة، خلّفّت احتجاجات حركة “السترات الصفراء” في باريس أزيد من 2000 إصابة بين المتظاهرين وعناصر الشرطة مع تسجيل إرتفاع في الإصابات الخطيرة التي تسببت فيها اسلحة محظورة. العنف “عمل بطولي” من وجهة نظر ماكرون! رغم الانتقادات التي وجّهت لعناصر الشرطة الفرنسية في تعاملهم العنيف مع تحركات “السترات الصفراء“، إلا ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس الوزراء ايدوارد فيليب قدّما رسائل شكر وعرفان للشرطة الفرنسية واعتبرا ما قامت به في الشارع “عمل بطولي“، حيث قال رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب في تصريح استفز المحتجين “أحيي التحضير الجيد الذي قامت به قوات الأمن، كما أشكر كل من ساهم بوضع الخطة الأمنية التي نجحت“. هذا وحاولت نقابة الشرطة الفرنسية حفظ ماء الوجه بالانخراط في حركة “السترات الصفراء” وحمّلت نظام ماكرون ما يحدث في البلد، حيث قال ألكساندر لانغولا نقيب الشرطة في تصريح سابق لوكالة “نوفوستي” الروسية “الدولة تتعامل مع معظم أفراد الشرطة كالحيوانات، إنّ ساعات العمل طويلة جدا دون انقطاع وقد يرسلون في غيابنا أشخاصا ليست لديهم كفاءة في التعامل مع المحتجين“.