الدولة لا تتكفل إلا ب10 بالمائة من المصابين أكثر من 200 ألف شاب جزائري مصابون بمرض ازدواج أو انفصام الشخصية، هذا ما كشف عنه المختص في الأمراض العقلية الدكتور شاكلي محمد، مؤكدا أن ما توليه الدولة للتكفل بهذه الشريحة لا يتجاوز 10 بالمائة من الإمكانات الحقيقية التي يجب أن تتوفر في ظل غياب المرافق الضرورية في المستشفيات التي لا تتوفر سوى على 5000 سرير . * كما كشف النفساني عوامري كريم، أن الكآبة بدورها تحولت من أشد الأمراض النفسية ملازمة للجزائريين، خاصة عند الشباب والمسنين. وأضاف، أن انفصام الشخصية هو حالة اضطراب نفسية وعقلية تصيب الإنسان وتحدث تغييرا كبيرا في أنماط التفكير والسلوك والوجدان مما يؤدي إلى اختلاط الحقيقة بالوهم وبناء أسلوب حياة لا ينسجم مع الواقع . * وأوضح أن الفصام هو حالة مرضية يجب ألا تدعو للخوف أو الخجل أو الإحساس بالذنب من قبل الأهل، فهو حادثة طبيعية مثلها مثل أي مشكلة حياتية قدرية تعترضنا، ويجب مواجهتها بكل شجاعة ومحاولة علاجها والوقاية منها والتخفيف من وطأتها على الأسرة والفرد، وهو لا يسبب ألما عضويا لكنه يسبب معاناة نفسية شديدة تجعل المريض يحس بالغربة وانقطاع الصلة بالعالم، فهو يجد نفسه غير قادر على فهم الآخرين. ويضيف المختص، أن المرض يكثر حدوثه بين عمر 20 و40 سنة ويحدث في كل الطبقات الاجتماعية وفي المدن والأرياف ويصيب الذكور والإناث على حد سواء . * وكشف المتحدث أن مرض الفصام ينتشر بشكل كبير بين أوساط المراهقين والشباب وله عدة أسباب أولها وراثية حيث يحدث هناك تهيّؤ عند الشخص للإصابة بالمرض، كما يحتاج لعوامل أخرى لإظهاره، على غرار المشاكل النفسية التي تحدث تغيرات كيميائية حيوية في الدماغ تؤدي إلى اضطرابات في الوظائف النفسية وبالتالي ظهور السلوك المرضي والاضطراب النفسي. كما تلعب شخصية الأم دورا كبيرا في تربية الطفل، فالأم التي تزرع في نفوس أطفالها المشاعر السلبية والخوف والتردد والشعور بالعداء تجاه الآخرين وبرودة العاطفة والتنافس على امتلاك الأشياء المادية، هذا السلوك يجعل الأطفال مهيئين وراثيا للاستجابة للمرض، كما تعتبر مرحلة الشباب والمراهقة تربة خصبة لتنامي أمراض الفصام، فعدم القدرة على انجاز ما تتوقعه الأسرة والمجتمع من الشاب يؤدي إلى تزايد الضغوط على التحاقه بالدراسة والعمل ودخول أجواء التنافس مما يشعره أنه محاط وعند مفترق الطرق، فإن كانت شخصيته متينة ولا توجد تهيئة وراثية، فإنه سيكون قادرا على متابعة المنافسة والدخول في معترك الحياة مثابرا على طموحاته رغم ما يتعرضه من إحباطات، وإن كانت شخصيته مهيأة وراثيا للمرض فسيبتعد عن المجتمع ويعيش في عزلة مع أوهامه وتخيلاته المرضية . * كما أكد المختص في علم النفس، الدكتور عوامري كريم، أن للمصابين بالفصام عدة أعراض تتمثل في تغيرات في الشخصية تحدث ببطء لا يلاحظها المقربون له، الانسحاب الاجتماعي حيث يعزل الشخص نفسه عن الآخرين ساعات وأياما لوحده، الإحساس بالخوف حيث يشعر المريض بعدم الأمان والشك في كل شي حتى من أهله . بالإضافة إلى التراجع الدراسي، الأفكار الخاطئة والتوهمات، ثورات من النرفزة والعنف يصاحبه أرق شديد مع هلوسة . * ومن بين الوسائل العلاجية التي اقترحها المختصون تنمية الوازع الديني عند الشباب، بالإضافة إلى تهيأت الرفقة الصالحة ومساعدتهم على تجاوز عقبات الحياة، بالإضافة إلى الابتعاد قدر الإمكان عن توجيه كافة أنواع الألفاظ المشينة والتوبيخ للأطفال وخاصة المراهقين، ونصح المختصون الأولياء بمصاحبة أطفالهم ابتداء من سن الثانية عشرة أي عند بداية مرحلة المراهقة .