لم يجد الأطفال في ولاية المدية، من متنفس يخفف عليهم من ضغط الدراسة إلا مقاهي الأنترنت التي أصبحت مع مرور الوقت نقمة عليهم، هذه الأخيرة تشهد توافد الأطفال والقصر بأعداد كبيرة بعدما وجدوا فيها الملاذ الذي يلجِؤون إليه هربا من واقعهم المعيش، ذلك العالم الوردي الذي يبنون فيه الكثير من الآمال على جميع الأصعدة فالمهم هو الخروج من القوقعة التي يعيشون فيها، ولو أتى ذلك على حساب جيوب أوليائهم الذي اشتكوا كثيرا من ادمان أبنائهم على الأنترنت والتخوف مما يمكن أن يتربص بهم من مخاطر الانحلال وفساد الأخلاق. أطفال يدمنون على النت ويرهقون جيوب أوليائهم وفي زيارة لبعض مقاهي الأنترنت المتواجدة وسط مدينة المدية، تفاجئنا للأعداد الكبيرة من الأطفال الصغار الذي فاق عددهم الشباب، أين وجدنا أنظارهم مشدودة إلى شاشات الكمبيوتر. تقربنا من بعضهم للوقوف على مدى ارتباطهم الكبير بمقاهي الأنترنت والمواقع الإلكترونية، حيث قال أحدهم أنه مع مرور السنوات صار مدمنا عليها رغم الانتقاد الشديد الذي يواجهه من طرف الأهل، و خاصة أنها تلتهم أكبر جزء من وقته ومصروف جيبه الممنوح له من طرفهم و الذي يصل إلى 200 دج يوميا. مضيفا أن أهله يخافون من اصطدامه ببعض المواقع الإباحية التي تفسد الطباع والاخلاق. لكنه قال أن أكثر المواقع تصفحا من طرفه هي مواقع التواصل الاجتماعي من أجل ربط صداقات جديدة. كما صرح أخر أن الأنترنت هي بمثابة الأكسجين الذي يتنفسه ويختنق لو ابتعد عنها قليلا، حيث يقضي قرابة 4 ساعات في مقهى الأنترنت للترويج عن نفسه هناك بربط علاقات عبر الفايس بوك وتبادل الأفكار. أصحاب مقاهي النت: معظم الرواد من الحالمين بالهجرة ومدمني الألعاب وللتعمق في الموضوع أكثر التقينا بعض أصحاب مقاهي الأنترنت، حيث قال أحدهم أن زبائنه تتراوح أعمارهم بين 10 و 45 سنة والكثير منهم كغيرهم من الجزائرين يدمنون على الانترنت للهروب من الواقع والترويح على النفس. أما المواقع الأكثر زيارة من قبل الزبائن فهي المواقع الأوروبية بدافع الهجرة و الحصول على فرص عمل، أما الصغار فيقع اختيارهم على مواقع الألعاب الإلكترونية، مضيفا أنهم يحبون كثيرا الدردشة وبعضهم يتصفح المواقع الإباحية و يفعلون ذلك بشكل سري.. أي بتقليص حجم الشاشة كي لا يراهم أحد. وهناك من يفضل المواقع الدينية لاسيما الملتحين منهم، مؤكدا أن أصحاب مقاهي الأنترنت لا يستطيعوا مراقبة كل الزبائن وكشف أسرارهم، حيث صارت المواقع الإباحية تتصدر قائمة المواقع الأكثر تصفحا. وأن أكثر من 75 بالمئة من رواد الأنترنت يكتفون بمشاهدتها.. أي أنهم يأتون خصيصا لذلك، وأشار ذات المتحدث أن 86 بالمئة يسمح لهم أولياؤهم بالتوجه إلى مقاهي الأنترنت بمفردهم، وتبقى مسؤولية الوالدين ضرورية لفرض الرقابة على أبنائهم كما أن أصحاب مقاهي الأنترنت من الواجب عليهم عدم السماح لرواد الأنترنت بتصفح المواقع المشبوهة والإباحية داخل محلاتهم.