تراجعت الجبهة الوطنية لتحرير الأزواد عن الإتفاق الذي وقعته نهاية ماي الماضي مع حركة أنصار الدين، من أجل إنشاء دولة إسلامية شمال مالي وخلف موجة رفض داخلية وخارجية، وأعلنت في بيان لها أن الإتفاق مازال قيد الدراسة. أكد بيان نشرته حركة الأزواد على موقعها الإلكتروني ووقعه بلال أغ الشريف أمينها العام، أن «الاتفاق المبدئي الموقع بين الحركة الوطنية لتحرير أزواد وجماعة أنصار الدين لا يزال موضوع دراسة بين الطرفين، وستشكل لجنة لمتابعته ومراجعة النقاط العالقة فيه». ولم يوضح البيان طبيعة الخلافات لكن المباحثات التي جرت في غاو خلال الأيام الماضية تعثرت على خلفية موضوع تطبيق الشريعة. وخلف هذا الإتفاق الذي وقع نهاية ماي موجة رفض داخل الحركة ومن عدة دول رفضت إقامة دولة إسلامية في شمال مالي. وتدعو أنصار الدين حليفة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إلى تطبيق الشريعة في كل أنحاء مالي، في حين أن الحركة الوطنية لتحرير أزواد تدافع عن قيام دولة مدنية ضمن حدود منطقة الأزواد الطبيعية الممتدة من شمال شرق إلى شمال غرب مالي. وسرعان ما شهدت المباحثات مأزقا بسبب إصرار أنصار الدين على تطبيق الشريعة. ونفى بيان حركة الأزواد وجود تحالف بينها وبين تنظيم القاعدة وقال «إن الحركة الوطنية لتحرير أزواد تستغرب وتستنكر ما جاء في بعض التصريحات والتقارير الإعلامية من محاولة الخلط المقصود بين أبناء الشعب الأزوادي وتنظيم القاعدة». كما أعلنت الجبهة أنها ماضية في تشكيل المجلس الانتقالي الذي سيشرف على المنطقة وسيعمل على إقامة حكومة وحدة وطنية. ويشهد نفوذ جبهة أزواد تراجعا على الأرض منذ أسابيع أمام أنصار الدين والقاعدة في شمال مالي الذي بات خارج سيطرة الحكم المركزي منذ نهاية مارس. وقال موسى أغ شريف من جانبه أن «لدى أنصار الدين قيادة تدير شؤون غاو وتمبكتو وكيدال» المدن الثلاث الكبرى في شمال مالي. وأضاف «نحن نحكم بالفعل باسم الإسلام».