يجب أن نفقه في هذا المقام أنه لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار، والإصرار هو الثبات على المخالفة والعزم على المعاودة، وقد تكون هناك معصية صغيرة فتكبر بعدة أشياء وهي ستة: بالإصرار والمواظبة مثاله: رجل ينظر إلى النساء، والعين تزني وزناها النظر، لكن زنا النظر أصغر من زنا الفرج، ولكن مع الإصرار والمواظبة تصبح كبيرة، إنه مصر على ألا يغض بصره وأن يواظب على إطلاق بصره في المحرمات، فلا صغيرة مع الإصرار. استصغار الذنب مثاله: تقول لأحد المدخنين: اتق الله.. التدخين حرام ولقد كبر سنك، يعني قد صارت فيك عدة آفات: أولها: أنه قد دب الشيب في رأسك. ثانياً: أنك ذو لحية. ثالثاً: أنك فقير. فهذه كلها يجب أن تردعك عن التدخين. فقال: هذه معصية صغيرة. السرور بالذنب فتجد الواحد منهم يقع في المعصية ويسعد بذلك أو يتظاهر بالسعادة، وهذا السرور بالذنب أكبر من الذنب، فتراه فرحاً بسوء صنيعه، كيف سب هذا؟ وسفك دم هذا؟ مع أن (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر). أو أن يفرح بغواية فتاة شريفة، وكيف استطاع أن يشهر بها مع أن الله يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}. (النور 19). أن يتهاون بستر الله عليه قال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: (يا صاحب الذنب لا تأمن سوء عاقبته، ولما يتبع الذنب أعظم من الذنب إذا عملته، قلة حياءك ممن على اليمين وعلى الشمال وأنت على الذنب أعظم من الذنب. وضحكك وأنت لا تدري ما الله صانع بك أعظم من الذنب. وفرحك بالذنب إذا ظفرت به أعظم من الذنب. وخوفك من الريح إذا حركت ستر بابك وأنت على الذنب ولا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذنب). المجاهرة أن يبيت الرجل يعصي والله يستره فيحدث بالذنب، فيهتك ستر الله عليه، يجيء في اليوم التالي ليحدث بما عصى وما عمل!! فالله ستره وهو يهتك ستر الله عليه. قال: (كل أمتي معافى إلا المجاهرون، وإن المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا. وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عليه). أن يكون رأساً يقتدى به فهذا مدير مصنع أو مدير مدرسة أو كلية أو شخصية مشهورة، ثم يبدأ في التدخين فيبدأ باقي المجموعة في التدخين مثله، ثم بعدها يبدأ في تعاطي المخدرات فيبدأ الآخرون يحذون حذوه. هكذا فتاة قد تبدأ لبس البنطلون الضيق يتحول بعدها الموضوع إلى اتجاه عام. وهكذا يكون الحال إذا كنت ممن يُقتدى بك، فينطبق عليك الحديث القائل: (من سنّ في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء). [مسلم].