يشهد المنتخب الوطني لكرة القدم، ساعات قليلة قبيل المواجهة الحاسمة للخضر أمام مالي، أجواء رائعة لاحظها جميع من تابع تدريبات الخضر وسط تفاؤل كبير لدى اللاعبين، قبل أن يواجهوا اليوم المنتخب المالي في الساعة الثامنة مساء بتوقيت الجزائر. منذ وصولها إلى بوركينا فاسو أول أمس، أجرت العناصر الوطنية حصتين تدريبيتين تحت قيادة الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش استعدادا لمواجهة مالي اليوم، لحساب الجولة الثانية من تصفيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، وكانت الحصة الأولى بجوار الفندق الذي يقيم فيه المنتخب، وذلك بعدما أخذوا قسط من الراحة لدى وصولهم إلى العاصمة البوركينابية واغادوغو ظهر الجمعة. وشارك في الحصتين التدريبيتين كل اللاعبين تحت أنظار المحضر البدني سيريل موان الذي يتابع عن قرب اللاعبين الذين كانوا يعانون من إصابات على غرار رفيق جبور ومجيد بوقرة ومحمد أمين عودية، حيث قام رفقاء رياض بودبوز ببعض التمرينات الخفيفة كلمسات الكرة بالإضافة إلى الركض الاسترخائي، هذا وقد تميزت الحصة التدريبية لأول أمس بتفاؤل كبير لدى لاعبي المنتخب الوطني، والذين لا يفكرون سوى في العودة بالزاد كاملا من العاصمة البوركينابية واغادوغو. في حين أجرى أشبال البوسني آخر حصة تدريبية أمس في حدود الساعة السابعة ليلا، قبل أن يواجهوا اليوم النخبة المالية مساء اليوم بأرضية الرابع أوت بواغادوغو. سايدو كايتا: “رغم أننا سنلعب خارج القواعد هدفنا يبقى الفوز” أكد الدولي المالي سايدو كايتا لاعب نادي برشلونة الإسباني، أن مباراتهم أمام المنتخب الوطني الجزائري صعبة للغاية بالنسبة لهم، خاصة وأنها ستجرى خارج قواعدهم بعد قرار الاتحادية الدولية لكرة القدم، ودون جماهيرهم التي كانت تمني النفس بمشاهدتهم عن قرب في العاصمة المالية “باماكو” لأول مرة منذ نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012، والتي احتلوا فيها كما هو معلوم المركز الثالث. كما عبر كايتا عن تأسفه لكون زملائه أجبروا على اللعب في واغادوغو باعتبار أن الأوضاع الأمنية في مالي غير مستقرة، موضحا بأنهم سيبذلون كل ما في وسعهم من أجل تحقيق الفوز على أشبال وحيد حاليلوزيتش للمحافظة على كافة حظوظهم في التأهل. وأضاف يقول “رغم أننا سنلعب خارج الديار بسبب عقوبة “الفيفا” إلا أن هدفنا يبقى نفسه، حيث لا نفكر سوى في تحقيق الفوز والعودة للديار بكامل الزاد حتى نعود للسكة الصحيحة ونحيي أمال التأهل من جديد”. ”سنعوض هزيمة البينين أمام الجزائر” أما عن خسارة منتخب بلاده التي تعرض لها في اللقاء الماضي خارج الديار أمام منتخب البنين بنتيجة هدف مقابل شيء، صرح لاعب برشلونة أن الانهزام في كوتونو لم يكن متوقعا على الإطلاق ويصعب تجرعه، موضحا بأنه لابد من نسيان هذا الإخفاق والتركيز على لقاء الغد أمام الخضر من أجل اقتناص النقاط الثلاث، باعتبار أن لديهم الإمكانات اللازمة لتحقيق الفوز رغم صعوبة المأمورية التي تنتظره رفقة زملائه، وذلك بالرغم من أن آخر مواجهة بين المنتخبين والتي جمعت بينهما في كأس أمم إفريقيا 2010 بأنغولا عادت فيها الكلمة الأخيرة للخضر بهدف يتيم. كما أضاف كايتا في هذا الشأن بأنه لا يولي أهمية للقاءات السابقة التي جمعت بين المنتخبين لأنها من الماضي وتذكرها حاليا لا فائدة منه مهما كان الأمر، معللا ذلك بكون أن كل لقاء لديه خصوصياته وانهزامهم أمام المنتخب الوطني الجزائري في السابق لا يعني بالضرورة انهزامهم مجددا، واستطرد قائلا “نسعى لتعويض هزيمة البينين أمام الجزائر، لدينا الإمكانات للإطاحة بالخضر، وسنوظفها كاملة حتى نعوض خسارة كوتونو”. مصباح: “الضغط ازداد أكثر علينا مادام أننا سنلعب في ملعب محايد” يؤكد جمال الدين مصباح الدولي الجزائري والناشط في صفوف أسي ميلان الإيطالي أنه اعتاد على ضغط إفريقيا، رغم أنه لم يشارك كثيرا في أدغال القارة السمراء، وأشار مصباح بأنه مرتاح رفقة بقية العناصر والكل جاهز ومصمم على تحقيق نتيجة إيجابية. وأوضح مدافع ميلان أسي بأن التشكيلة الوطنية تتواجد في أحسن أحوالها النفسية مقارنة بالفريق المنافس، لكن ذلك لا يعني بأن التشكيلة ضمنت الفوز بل بالعكس، المهمة ستكون أصعب ببرمجة اللقاء في ملعب محايد والضغط سيكون عاليا على رفاقه أكثر لو خاضوا المواجهة في المالي، لأن ذلك جعل الجماهير الجزائرية تصر أكثر على تحقيق الفوز، وحتى التعادل لن يرضيهم، عكس ما كان عليه الحال لو لعبنا في مالي. ولهذا اعتبر مصباح الضغط هنا بواغادوغو أكثر من اللعب في بماكو، وحسب المدافع الأيسر للفريق الوطني، فإن الضغط موجود واللاعبين مطالبون بالحفاظ على الهدوء، لأن المشوار لايزال طويلا والتأهل إلى الدور الثاني لم يتحقق بعد وأردف: “علينا التركيز وعدم التفكير في الملعب الذي سنلعب فيه، نحن ندرك أن الضغط ازداد والجماهير الجزائرية أصبحت تطالب بالفوز، ونحن نعلم ما ينتظرنا، عكس ما كان سيكون عليه الحال لو لعبنا في العاصمة المالية بماكو”. جبور يطمئن بشأن إصابته ومشاركته في يد حاليلوزيتش أكد مهاجم المنتخب الوطني رفيق جبور أنه تماثل للشفاء من الإصابة التي تعرّض لها في الحصة التدريبية الأخيرة بالجزائر، وأشار مهاجم أولمبياكوس، أنّ مشاركته بيد الطاقم الفني لأنه من الناحية الصحية لا يشعر بأنه مصاب ويمكنه خوض اللقاء بصفة عادية، كما أكد أنه يرغب في المشاركة في لقاء اليوم والمساهمة في تحقيق الفوز”. ”أسعى للتسجيل ولا أعد بشيء” رفض مهاجم المنتخب الوطني رفيق جبور الحديث عن العقم الذي يعاني منه، وقال بأنه لن يَعِد مجددا بالتهديف، وفي حال المشاركة كأساسي سيعمل على المساهمة في تحقيق نتيجة إيجابية، حيث أكد أنه يسعى للتسجيل في مباراة اليوم. لكن في الوقت نفسه، لن يعد الجمهور الجزائري بأي شيء حيث قال “أنا سأعمل المستحيل من أجل التسجيل في مباراة اليوم إذا أشركني الناخب الوطني، لكن لا أعد الجمهور الجزائري بذلك بالرغم أنني أشعر أنني سأسجل لو أشارك في المباراة “.