دفع الإنفلات الأمني والصراعات في ليبيا السلطات الجديدة إلى تأجيل انتخابات المجلس التأسيسي التي كانت مقررة في 19 جوان الجاري، وأعلن أعضاء في المفوضية العليا للانتخابات الليبية أمس، أنّ انتخابات المجلس التأسيسي المقررة في 19 جوان سيتم تأخيرها إلى شهر جويلية وربما إلى ما بعد الشهر المذكور لأسباب لوجستية. وقال عضو في المفوضية رفض كشف هويته، أن قرار إرجاء الانتخابات اتخذ خصوصا لإفساح المجال أمام المرشحين الذين رفضت ترشيحاتهم لتقديم الطعون. وأضاف هذا المسؤول «تم اقتراح مواعيد عدة، ولكن في غالبية المشاورات طرح موعد العاشر من جويلية». وردا على سؤال عن احتمال إرجاء الانتخابات، اكتفى رئيس المفوضية العليا بالقول «سندلي بإعلان غدا أي اليوم خلال مؤتمر صحافي». وأوضح عضو آخر في المفوضية، أن قرار الإرجاء اتخذ بالتشاور مع خبراء في الأممالمتحدة يعملون مع المفوضية، وقد «اقترحوا علينا أن نختار موعدا خلال الأسبوع الأول من جويلية». وتدارك «ولكن إذا كنا غير جاهزين في هذا الموعد، فإن الانتخابات سترجأ مجددا إلى شهر أوت، أو إلى ما بعد رمضان». وتواجه ليبيا تحديات أمنية متزايدة من خطر إسلامي وميليشيات خارجة عن سيطرة الدولة وتهديدات من أنصار القذافي، عشية الانتخابات. وقد أثارت هجمات في الأيام الأخيرة على بعثة للسفارة الأميركية ومقر الصليب الأحمر وقافلة للأمم المتحدة في بنغازي، مخاوف من تنامي قوة الإسلاميين المتطرفين ومن بينهم تنظيم القاعدة. وهجوم الثلاثاء على البعثة الأميركية، الذي تبنته مجموعة إسلامية بحسب مصادر أمنية ليبية، نفذ غداة مقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة «أبو يحيى الليبي». وقال «كريم بيطار» مدير الابحاث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية إن «تكاثر الحوادث منذ شهرين يبعث على الاعتقاد أن الأمر لا يتعلق بأعمال معزولة فقط بل بتنامي قوة القاعدة التي تستفيد من الضعف الكبير للسلطة المركزية والتي يبدو أنها تتمتع بصلات عديدة في الغرب وفي شرق البلاد.