حذرت «لويزة حنون» الأمينة العامة لحزب العمال أمس، من تداعيات الفوضى التي تعيشها البلدان المجاورة على استقرار وأمن الجزائر، مؤكدة عدم التحاق حزبها بما يعرف باسم البرلمان الشعبي الموازي الذي يضم في كنفه أحزاب صغيرة بلا شعبية، على حد وصفها. ولدى ترأسها أمس، أشغال اجتماع اللجنة المركزية لحزبها بالعاصمة، انتقدت حنون من سمتهم «الساعين إلى استنساخ ثورات الربيع العربي بالجزائر وإحداث انحراف في البلاد»، طاعنة في المقابل في مصداقية وشرعية المجلس الشعبي الوطني الحالي بحكم أن 80 بالمائة من الشعب الجزائري ليس ممثلا فيه، مؤكدة أن حزبها ليس معنيا بمناصب المسؤولية فيه ولا بحقائبه الوزارية. وكشفت حنون عن تقديمها طعونا تخص التجاوزات الممارسة في حق حزب العمال إبان الانتخابات الأخيرة وبأدلة قاطعة على مستوى 11 ولاية لاستعادة 28 مقعدا في البرلمان الحالي على الأقل على حد تعبيرها -، مشيرة في السياق ذاته إلى عقم القرارات الأخيرة التي أصدرها المجلس الدستوري بخصوص خصم و إضافة بعض المقاعد بين مختلف الأحزاب. وعليه، دعت لويزة حنون إلى ضرورة تنصيب مجلس تأسيسي يصحح مسار البرلمان الجديد و ينهي التفسخ السياسي الذي تعيشه البلاد لحماية الأمة وصون مصالحها، مستغربة مواقف بعض نوابه اتجاه بعض قوانين الاستثمار على غرار قانون 51/49 بالمائة الذي إعتبروه غير مشجع للاستثمار في البلاد، قائلة أن هؤلاء النواب يعملون على خدمة مصالح شركات متعددة الجنسيات تنشط في البلاد، داعية في خضم حديثها إلى ضرورة تعميم كل الشركات الناشطة فوق التراب الجزائري، منادية في السياق ذاته بعدم المخاطرة بالانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، بحكم سعي هذه الأخيرة إلى استنزاف الثروات الجزائرية وإرهاق اقتصادها. في سياق آخر، نفت الأمينة العامة لحزب العمال ما تردد عن إمكانية تحالف حزبها مع حزب «الأرندي» بقيادة أويحيى مؤكدة أن ما يدور بينهما هو مجرد تنسيق مؤقت وظرفي لمعاينة الأوضاع والمستجدات الحالية للبلاد، وأكدت المتحدثة مواصلة نضالها مبدية استعدادها رفقة إطارات حزبها ومناضليها لخوض استحقاقات المحليات المقبلة. على الصعيد الخارجي، أبدت حنون تخوفها على مستقبل البلاد في ظل الفوضى العارمة التي تعيشها الجزائر خارجيا خاصة بحكم الإسقاطات التي يمكن أن تمس الجزائر جراء حالة الانسداد في كل من تونس ومصر والحرب الطاحنة في سوريا، ومحاولة بعض الدول الحاقدة على حد قولها مثل فرنسا إقحام الجيش الشعبي الوطني في غمار هذه المتاهات المفتعلة، خاصة بعدما أجهضت السلطة وأتباعها النتائج المنتظرة من انتخابات ال 10 ماي الأخيرة التي كانت ستكون بمثابة مناعة تحمي الشعب الجزائري من تداعيات الأحداث التي تحاصر الجزائر عن طريق البلدان المجاورة.