يخوض المنتخب الوطني لكرة القدم سهرة غد الجمعة (20.30 سا) لقاء العودة بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة برسم الدور التصفوي الثاني لكأس أمم إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا، في موعد يراهن عليه الخضر للتصالح مع الجماهير الوفية وتعويض الأنصار عن مرارة الإخفاق الأخير ضدّ مالي. وعشية المواجهة المرتقبة أمام غامبيا، كشف وحيد حاليلوزيتش الناخب الوطني أمس، عن الكثير من الأمور المتعلقة بالمنتخب الوطني إضافة إلى الأسباب الرئيسية التي أدت إلى الهزيمة في مباراة السبت الفارط أمام المنتخب المالي، وذلك من خلال الندوة الصحفية التي عقدها في المركب الرياضي محمد بوضياف بملعب 5 جويلية. وبدا الناخب الوطني من خلال حديثه جد متفائل، مؤكدا أن المنتخب يسير في الطريق الصحيح، بالرغم من أن هناك عدة ثغرات ونقائص سيتم تداركها في الأيام القادمة ومتحملا في نفس الوقت مسؤولية الهزيمة كاملة، أمام مالي في المباراة السابقة. "طالب بالتركيز على مواجهة غامبيا لأنها الأهم حاليا ونسيان مالي" هذا وقال الناخب الوطني إنه طالب لاعبيه بنسيان مباراة مالي التي انهزم فيها رفقاء سليماني بهدفين مقابل هدف في واغادوغو الأحد الماضي، خاصة وأنهم مقبلون على لعب مواجهة مختلفة عنها تماما وتدخل في إطار التصفيات لمنافسة أخرى غير منافسة كأس العالم، حيث قال في هذا الشأن: "لقد طلبت من اللاعبين فور العودة إلى الجزائر بضرورة نسيان خسارتنا أمام مالي والتركيز على ما هو أهم حاليا، لأننا بصدد لعب لقاء أمام فريق مختلف، لأن ما يهمنا حاليا هو المرور للدور الأخير من أجل التأهل لنهائيات كأس إفريقيا 2013". "سأستغل ردة فعل اللاعبين من أجل كسب اللقاء" كما أكد حاليلوزيتش أنه سيسعى لاستغلال ردة فعل أشباله الإجابية للفوز بمباراته أمام غامبيا سهرة الغد بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة على الساعة الثامنة والنصف ليلا، وذلك بمحاولة شحن للعودة إلى سكة الانتصارات خاصة وأن الظروف ستكون مختلفة تماما عما كانت عليه بمالي بقوله: "سنحاول العمل على تجنب أي مفاجأة، وأعلم أن الضغط سيكون كبيرا على اللاعبين في هذه المواجهة، لكن سنعمل على توظيف رد فعل اللاعبين بعد خسارة مالي، للفوز أمام غامبيا، خاصة وأن الكثير منهم لم يهضم بعد الطريقة التي خسرنا فيها اللقاء. "خسرنا معركة ولم نخسر الحرب" وفي رده على سؤال يتعلق بحظوظ المنتخب الوطني بعد خسارة الأحد الماضي أمام المرشح للمرور إلى الدور الأخير من هذه المجموعة رد حاليلوزيتش بكثير من الثقة والتفاؤل، مبديا تأكده من أن الخضر لا زالوا في أحسن رواق لاقتطاع تأشيرة مونديال البرازيل: "لو نظرنا إلى وضعية المنتخب مقارنة بالمنتخبات الأخرى لوجدنا أنه رغم الخسارة إلا أن ذلك لم ينقص شيئا من حظوظنا في التأهل" مضيفا: "لقد خسرنا المعركة لكني أقولها إننا لم نخسر الحرب"، معترفا في نفس الوقت بالصعوبات التي تنتظره رفقة تشكيلته في باقي المباريات بقوله: "ورغم ثقتي الكبيرة في المجموعة إلا أنني سجلت نقائص كبيرة وقف عليها في اللقاء الأخير". "طلبت من اللاعبين بتمريرات في الأرض لكنهم طبّقوا العكس" لما سُئل الناخب البوسني عن السبب الذي كان وراء اعتماده اللعب في مباراة مالي الأخيرة على الكرات الطويلة والعرضية بدل اللعب بالطريقة نفسها التي تم انتهاجها في لقاء رواندا، علل أن السبب في ذلك يعود للاعبين أنفسهم: "نعم حتى أنا لم أفهم السبب، قبل المباراة طلبت من اللاعبين الاعتماد على التمريرات في الأرض وفي الأرجل، لأن الكرات القصيرة هي الحل الوحيد لبناء الهجمات في ظل البنية المورفولوجية الكبيرة للاعبي المنافس، لكني حقيقة تفاجأت بمشاهدة العكس في اللقاء"، مشيرا صراحة إلى أن هناك بعض اللاعبين لم يحترموا تعليماته: "ربما هناك بعض اللاعبين تعمدوا عدم تطبيق التعليمات". "إصابات اللاعبين المتفاوتة حتمت عليّ التريث لتحديد التشكيلة النهائية" وبخصوص مباراة الغد والعناصر المحتملة التي سيقع عليها اختياره للاعتماد عليها في هذه المواجهة أكد حاليلوزيتش أن معالم التشكيل الأساسي الذي سيدخل بها لم تتضح بعد: "لحد الساعة لم أتمكن من الحسم في أمر العناصر التي سأدخل بها اللقاء"، موضحا في نفس الوقت أن السبب الرئيسي يعود إلى إصابات بعض اللاعبين والتي قال إن البعض منها متوسط الخطورة والبعض الآخر مجرد إصابات خفيفة، على حد قوله: "نعم والسبب يعود إلى الإصابات المتفاوتة التي تعاني منها بعض العناصر، والتي تحتم علينا الانتظار للحسم في التشكيلة النهائية". "لاعب مثل كادامورو سيقدم الاضافة" وتطرق المدرب الوطني خلال ندوته التي نشطها أمس بقاعة المحاضرات محمد بوضياف بالعاصمة، للحديث عن الياسين بن طيبة كادامورو مدافع ريال سوسيداد الاسباني، الذي غادر المنتخب الوطني في بداية التربص الذي سبق المباراة الودية أمام النيجر بعد الإصابة التي تعرض لها، وهذا في الوقت الذي كان يتحدث فيه عن غياب الحلول في مباراة مالي واضطراره للدفع بلاعب محوري في صورة بوزيد، بدل حشود للعب على الجهة حتى يكسب الصراع على الكرات العالية أمام المنتخب المالي الذي يمتاز مهاجموه بالقوة المورفولوجية الكبيرة، حيث قال بشأنه: "خسارة كادامورو ضيعت علي بعض الحلول، حقيقة لاعب مثله كان سيعطينا الكثير من الحلول ويقدم لنا إضافة كبيرة في مثل هذا النوع من المباريات". "كان بإمكاننا قتل المباراة بفرصة سليماني" كما قال المدرب حاليلوزيتش إنه كان بإمكان الفريق قتل المباراة من خلال الفرصة الذهبية التي ضيعها المهاجم إسلام سليماني في الدقيقة 20، حيث وبعد الضغط الرهيب الذي مارسه أشباله بعد الهدف كان بإمكانهم قتل المباراة وحسم الأمور بإضافة الهدف الثاني، وأضاف الناخب الوطني بخصوص ذلك أن نقص التجربة كان وراء تضييع المهاجم سليماني لهدف ثاني حيث قال مصرحا: "كان بإمكان المهاجم سليماني أن يتقدم بالكرة ويضعها في الشباك، ولكن بحكم نقص التجربة والتسرع حال دون إضافة الهدف الثاني وحسم الأمور لصالحنا"، كما لم يخف المدرب البوسني أن اللاعب سليماني يعاني كثيرا من الناحية البدنية، حيث لعب بروح قتالية في الشوط الأول، ولكنه لم يستطع المواصلة على نفس المنوال، وظهر عليه إرهاق كبير قبل نهاية المباراة. "المستوى كان مقبولا والخصم كان أقوى بدنيا" كما لم يخف الناخب الوطني من خلال الندورة الصحفية أن مستوى الفريق بشكل عام كان مقبولا إلى أبعد الحدود، بالرغم من أن هناك ثغرات سيتم تداركها في المباريات القادمة، كما اعترف المدرب بقوة الخصم من الناحية البدنية مقارنة باللاعبين الجزائريين، حيث قال إن هناك لاعبين ماليين يتمتعون بمنفولوجية قوية ويعتمدون على الكرات العالية التي تلقينا من خلالها الهدفين حيث قال في هذا الصدد: "من خلال مشاهدتي للشريط المسجل، لاحظت أننا لعبنا بشكل مقبول عموما بالرغم من بعض النقائص، كما لاحظت أيضا أن الخصم كان أقوى منا من الناحية البدنية". "اخترت بوڤرة بدافع الخبرة التي تفتقر إليها الكثير من العناصر" كما دافع الناخب الوطني عن خياراته بإقحام المدافع المحوري مجيد بوڤرة بالرغم من عدم إشراكه في المباريات السابقة، حيث قال إن اختياره للمدافع كان بدافع الخبرة في الميادين الإفريقية باعتباره من أقدم اللاعبين مقارنة بالعناصر الأخرى، وفي هذا السياق أكد الناخب البوسني أن نقص التجربة في المنافسات الإفريقية عند بعض اللاعبين في صورة فيغولي وبودبوز حال دون تقديم الثنائي للإضافة اللازمة، واللعب بنفس المستوى الذي أداه الثنائي في المبارايات السابقة حيث قال مصرحا: "اخترت بوڤرة لأني أعلم بتجربته الواسعة في الميادين الإفريقية، عكس بعض اللاعبين الذين لم يظهروا بمستواهم الحقيقي بسبب الافتقار إلى التجربة". "هناك أسباب كثيرة للهزيمة..لكنني أتحمل المسؤولية كاملة" كما تحمل المدرب حاليلوزيتش مسؤولية الهزيمة أمام المنتخب المالي كاملة، حيث أكد أن هناك أخطاء ارتكبها وسيتداركها ويتفادها في المباريات السابقة، ولكنه لم يخف أن هناك أسبابا كثيرة جعلت من مهمة الفوز أمرا صعبا كانحياز الحكم إلى الخصم في الكثير من الفرص، بالإضافة إلى عدم احتساب ركلتي جزاء شرعيتين، بالإضافة إلى الظروف المناخية الصعبة كارتفاع درجة والرطوبة العالية التي صعبت من تحركات اللاعبين داخل الميدان، كاشفا في نفس الوقت أن بعض اللاعبين أصيبوا بتسممات غذائية بسبب الأكل الذي تناوله عشية المباراة، حيث قال في هذا الصدد: "أتحمل مسؤولية الهزيمة كاملة، ولكنني أعلمكم أننا واجهنا ظروفا قاسية من ناحية المناخ والإقامة، إضافة إلى الحكم الذي كان خارج الإطار". "هناك شخص ينتظر التعثر من أجل فتح باب الانتقادات" كما فتح المدرب الوطني حاليلوزيتش النار على المدرب السابق للمنتخب الوطني رابح سعدان بطريقة غير مباشرة وبدون ذكر اسمه، سعدان الذي انتقد الناخب البوسني من خلال التصريحات التي أدلى بها لبعض الوسائل الإعلامية ، حيث قال المدرب حاليلوزيتش إن هناك أشخاصا ينتظرون خسارة الفريق في كل مرة من أجل فتح باب الانتقادات التي لا تأتي بأية نتيجة.