خلفت خسارة المنتخب الوطني أول أمس ضد المنتخب المالي برسم مواجهات المجموعة الثانية من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم المزمع إقامتها بالبرازيل عام 2014، ردود أفعال متباينة حول الطريقة التي انتهجها الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش والأداء الذي قدمه رفقاء الحارس وهاب رايس مبولحي، حيث أن الكثير من الجماهير الجزائرية العريضة اعتبرت نتيجة الخسارة بهدفين مقابل هدف واحد مقبولة بالنظر للمجهودات المبذولة من اللاعبين، ويمكن التدارك في باقي المباريات لأنها جاءت في بداية المشوار وتأثيرها لن يكون كبيرا على حسابات المجموعة. غير أن البعض الآخر اعتبر النتيجة محبطة وتمثل خيبة أمل كبيرة، خاصة وأن الجميع كان يعول على الفوز بهذا اللقاء لأن التأهل إلى مونديال البرازيل يمر حتما عبر بوابة مالي المرشح الأول لاقتطاع تأشيرة المجموعة الثامنة، محملين الناخب الوطني السبب في الخسارة وذلك نتيجة الاختيارات التي انتهجها في هذا اللقاء. التنويه بمجهودات المجموعة واجب لكن ..! هذا واعتبر بعض المختصين والمتتبعين لشؤون المنتخب الوطني وحتى الكثير من مناصري الخضر، أن التشكيلة الوطنية هي المناسبة عموما للعب هذا النوع من المباريات، مؤكدين أن الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش أحسن الاختيار إلى حد بعيد في اختياراته، برغم الخسارة القاسية إلا أن هناك من أكد أنه يجب التنويه بالأداء المقبول للغاية خاصة في بداية الشوط الأول أين بدأ رفقاء فيغولي اللقاء ضاغطين على المنافس في منطقته و هذا بفضل المجهودات المقدمة من طرفهم سيما في ظل الظروف الصعبة التي جرى فيه اللقاء، وضف إلى ذلك أن المنتخب الوطني ضيع اللقاء بسبب أخطاء فردية لا يتحملها المدرب فطريقة تسجيل هدفي مالي يتحملها حسبهم المدافعين سيما وأنهما جاءا من كرتين ثابتين، وحتى مهاجمو الخضر كانت تنقصهم الفعالية كثيرا في انهاء الهجمات والفرص الكثيرة التي تحصلوا عليها كما هو الحال مع سليماني، فيغولي وقادير الذين تفننوا في تضييعها أمام المرمى المالي، وعدم استطاعة الخضر المقاومة من الناحية البدنية حتى النهاية أمام منتخب مالي الذي كسب معظم الثنائيات، وللأسف لم تحضر الفعالية، في حين حضرت الأخطاء الدفاعية، التي كانت قاتلة، لكن رغم كل الذي تقدّم، الثقة كبيرة في التدارك. خطة حاليلوزيتش لم تقنع والجانب البدني تفوق على الفني نعود للمباراة، حيث أن الكثير من المختصين أكدوا أن حاليلوزيتش أخطأ لحد كبير في اعتماد طريقة لعب بخطة 4-2-3-1، بينما لعب المنتخب المالي طيلة المباراة بخطة 4-4-2، سيما وأنّ مالي من الناحية الفنية متواضع جدا عكس المنتخب الوطني الذي يملك فنيات ممتازة في صورة فيغولي وبودبوز وقادير ومصباح، وعليه فتفضيل الناخب البوسني إجراء بعض التغييرات في مباراة أول أمس في الدفاع والهجوم لم تكن في محلها رغم أن الجزئيات التي لعبت عليها المباراة لم تكن على الجانب الفني بل على الجانب البدني، فدخول حشود كظهير أيمن كان سيفيد أكثر المنتخب الوطني في الهجوم وحتى إشراك سوداني مكان قادير أو بودبوز في الهجوم كان سيدعم القاطرة الأمامية أكثر. مباراة غامبيا فرصة للتدارك وتصحيح الأخطاء وأمام هذا الوضع لم يبق أمام المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش سوى التدارك في لقاء الجمعة المقبل أمام المنتخب الغامبي، لحساب مباراة العودة لتصفيات كأس أمم إفريقيا 2013 المقرر إجراؤها بجنوب إفريقيا، حيث أصبح الفوز فيها أكثر من ضروري حتى يستعيد المنتخب نشوة الانتصارات، ويعود المنتخب للسكة الصحيحة، ورغم أن هزيمة أمس تدخل ضمن منافسة تصفيات المونديال، إلا أن الفوز أمام غامبيا قد يرفع من معنويات بودبوز وزملائه حتى يعودون بقوة ويحققون التأهل لثاني مونديال على التوالي بعد نجاح أشبال الشيخ سعدان في ذلك سنة 2009.