يبدي العديد من العاصميين ارتياحا كبيرا لتراجع الازدحام شيئا ما عن العاصمة سيما ضاحيتها الشرقية في الفترة الأخيرة، بفعل الأدوار التي لعبها الميترو وكذا الترامواي سيما بعد توسيع مداه بين الرويسو وبرج الكيفان، مما جعل سكان المدينة الأولى في البلاد يتنفسون الصعداء جراء زوال هاجس إضاعة ساعات للالتحاق بمناصب عملهم أو مقاعد الدراسة وفي سبيل العودة إلى بيوتهم أيضا. انقضت ثمانية أشهر عن افتتاح مترو الأنفاق بين الجزائر الوسطى وحي البدر بباش جراح على مسافة 9.5 كيلومتر، إذ تظهر حالة من الاطمئنان على محيا سكان بلديات: باش جراح، المقرية، حسين داي، سيدي امحمد والجزائر الوسطى. بدوره، أسهم افتتاح خط الترامواي الرابط بين برج الكيفان وشارع المعدومين "رويسو" بالعاصمة مرورا بعدة محطات لاڤلاسيار، المندرين وكذا محطة ميموني محمود، في تسهيل مأمورية التنقل على مواطني الناحية الشرقية، حيث صار بوسعهم التنقل في عشرين دقيقة فقط، ليتجنبوا بذلك آلام ومتاعب الازدحام المروري الذي يشهده الطريق السريع بين الجزائر العاصمة وضاحية باب الزوار على سبيل المثال لا الحصر. ويُنتظر أن تتلاشى النقاط المرورية السوداء في العاصمة نهائيا حال تمديد الميترو ليغطي 40 كلم تصل الدارالبيضاء بالدرارية في مطلع العام 2020، حيث تفيد مراجع رسمية أنّ الميترو سيضم محطات حي البدر - عين النعجة والبريد المركزي - ساحة الشهداء كمرحلة أولى، قبل أن يربط باب الزوار، براقي، شوفالي، الشراقة، أولاد فايت والدرارية، إذا ما سارت الأمور على النحو المرجو في غضون الثماني سنوات القادمة. ويُرتقب أن يُقلص المترو من ساعات الازدحام، على أن يستوعب 25 ألف مسافر كل ثلاث دقائق وعشرين ثانية، بمعدل يصل إلى أكثر من 60 مليون مسافر سنويا، ويشكّل المترو مكسبا هاما في الوقت بالنسبة لمستعمليه، بالنظر إلى صعوبة حركة المرور على مستوى الجزائر العاصمة واختناقها على أكثر من صعيد، ما يؤشر على إمكانية الضغط الذي تواجهه عديد البلديات في ضواحي العاصمة، خصوصا بعد استكمال التشغيل المقبل للترامواي بالمحطة المتعددة الأنماط بشارع المعدومين، ما قد يمهّد لإقلاع اقتصادي بعد طول احتباسات كتلك التي عايشها الجميع لفترات طويلة. ويبرز جليا أنّ المترو والترامواي سمحا بمنح جرعة جديدة لمنظومة الخدمات، تبعا لتركّز البنوك، الإدارات، المستشفيات وغيرها من المرافق في محيط العاصمة الجزائرية واستيعاب الأخيرة لما يربو عن الخمسة ملايين نسمة. ويؤكد متتبعون على أنّ استكمال الشطر المتبقي من المترو الأول من نوعه مغاربيا والثاني إفريقيا، سيوفر قيمة اقتصادية مهمة على صعيد الخدمات، سيما مع ما يلف العاصمة وضواحيها من زحام شديد، ما جعل الحجم الساعي الفعلي للعمل يتراوح بين 50 إلى 60 بالمائة حاليا، بسبب التأخرات وحكاية العطل المرضية، وهو ما يعني خسارة 40 إلى 45 بالمائة من الانتاجية، وطبعا فإنّ اختصار تنقل الساعتين في عشر دقائق، سيولّد قيمة مُضافة لا سيما في البناء، الأشغال العمومية، وغيرها من الميادين ذات الطابع الخدمي.