شدّد بوعبد الله غلام الله وزير الشؤون الدينية والأوقاف أمس، على أنّ المرجعية الدينية باتت مستهدفة من تيارات كثيرة، كاشفا بالمقابل عن برنامج خاص تسعى مصالحه لتنفيذه برسم شهر رمضان المقبل. وبرسم منتدى إذاعي، ألّح غلام الله على أنّ واجب وزارته يقوم على ترسيخ الوعي لدى الشباب والتمسك بالقيم الإسلامية، في نسق أراد منه الوزير إبداء امتعاضه من الانتشار الكبير للفتاوى المستوردة، التي لا تراعي المذهب المالكي المتبع في الجزائر، والتي تأتي من مرجعيات دينية خليجية أو مصرية ليست على اطلاع على الواقع أو البيئة الجزائرية، لكن مع ذلك فالجزائريين يقبلون على فتاويها نظرا لانعدام البديل الذي يثقون فيه أمامهم. ويبقى الإشكال الحاصل حسب كثير من المتتبعين للشأن الدعوي في الجزائر، يكمن في غياب مرجعية دينية عليا ممثلة بمفتي للجمهورية، يعود إليه المواطنون ويراعى فيه «فقه الواقع» و»خصوصية» المجتمع الجزائري، سيما وأنّ الفتاوى تتغير بتغير الزمان والمكان، ولا يمكن استنساخ فتاوى في دول أخرى وإسقاطها على الحالة الجزائرية دون مراعاة لخصوصية البيئة الجزائرية ومرجعيتها المستمدة من المذهب المالكي منذ قرون. ويحمل تصريح الوزير حول استهداف المرجعية الدينية في الجزائر تلميحا صريحا إلى الجدل المثار حول الفتاوى المستوردة، أو ما يعرف بفوضى الفتاوى التي تشهدها الساحة الدعوية في الجزائر، فالكل أصبح يتجرأ على الفتوى دونما أدنى وازع أو رادع، واختلط على الناس الأمر، فصاروا يلجؤون إلى فضائيات عربية للبحث عن إجابات لتساؤلاتهم، وهذه الفضائيات تستضيف شيوخا يفتون الناس في شؤونهم دونما أدنى اطلاع على واقعهم. وبتأكيد الوزير في تصريحه على استهداف المرجعية الدينية، فإنه يكون قد وضع أصبعه على الداء، لكنه في المقابل عجز عن الإتيان بالوصفة التي تحفظ للجزائريين مرجعيتهم الدينية المتوارثة جيلا بعد جيل منذ قرون، والحل في نظر بعض المتابعين للشأن يكمن في استحداث منصب مفتي الجزائر، الذي سال بشأنه حبر كثير في الصحافة، ونقل عن الوزير سابقا تصريحات تفيد بأن الملف موجود على طاولة الرئيس. وكشف غلام الله أن وزارته خصصت برنامجا وطنيا لإحياء شهر رمضان الكريم، من خلال إلقاء الدروس والمواعظ، كما سيشهد موسم الطاعة لهذا العام تنظيم طبعة جديدة من المسابقة الدولية للقرآن الكريم، بحضور نوعي من المشاركين، حيث أفاد الوزير أن ما يقرب من 50 وفدا من الدول الإسلامية والجاليات الإسلامية، أكدت حضورها في المسابقة، وستختم بمنح الدورة بجائزة الجزائر الدولية لحفظ القرآن. كما أشار الوزير أن مسابقة هذا العام ستصحبها مسابقة أخرى، لحفظة القرآن الصغار، كما أن بعض جمعيات المساجد ستقوم بالتكافل الاجتماعي في رمضان حسب ظروف كل ولاية إضافة إلى جمع زكاة الفطر، وفيما يخص المساجد فهي مفتوحة للمصلين والراحة في المسجد ليست ممنوعة. وعن دور قطاع الشؤون الدينية في توعية الشباب بأخطار المخدرات، ألح الوزير على أهمية مؤسسة المسجد في توعية الشباب بمخاطر المخدرات والإدمان عليها، داعيا الأئمة إلى إعطاء دروس في التحسيس والتوعية، وأكد على دور الأسرة التي تتحمل مسؤولية كبيرة في تجنيب أبنائها من هذه الآفة.