»ألقوا بالثورة إلى الشارع يلتقطها الشعب» .. هكذا نادى بن مهيدي لاندلاع الثورة التحريرية التي كانت بكرة الثورات الشعبية التي قام بها الجزائريون، والتي قلبت موازين القوى في الجزائر وعجلت بطرح القضية الجزائرية في المحافل الدولية وهيئة الأممالمتحدة، التي سمعت أهات شعب عانى الويلات من الاستعمار الغاشم والاستبداد ..هي ثورة جاءت استجابة لتوجيهات لجنة التنسيق والتنفيذ لمجموعة 22 بعد المصادقة على قرارات مؤتمر «الصومام». معركة الجزائر بطولة أبرزت أسماء من خيرة أبناء الجزائر من أمثال حسيبة بن بوعلي، على لابوانت، العربي بن مهيدي ويوسف بن خدة، وغيرهم من الأسماء التي كتبت التاريخ بدمائها الطاهرة وأثبتت عبقرية وعزيمة جيل أراد أن يضع للاستبداد حدا، ويثبت رغبة الجزائريين في تحقيق الريادة والسيادة الوطنية لتكون العاصمة الأم شاهدة على كلمة الشعب الواحد في تفجير الثورة والقيام بعمليات فدائية، لأبطال خططوا وأثبتوا عبقرية شباب نادوا للحرية والاستشهاد في سبيل أن تكون الجزائر مسلمة. هي ثورة خلدها الإيطالي الكبير جيلو بونتيكورفو عام 1966 من خلال فيلم قدمه باللونين الأبيض والأسود، اعتبر أضخم فيلم من ناحية التكلفة، كما حقّق نجاحًا كبيرًا استمر لسنوات لاحقة رغم منع عرضه في فرنسا طوال 40 سنة، فيلم أكسبته الأحداث الحقيقية والبطولية لمعركة الجزائر شهرة منقطعة النظير، حيث يروي فترة من فترات كفاح الشعب الجزائري في العاصمة إبّان ثورة التحرير الوطني الكبرى من بطولات شعبية ضد الاستعمار الفرنسي، والذي نال جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية عام 1966، وجائزة النّقد خلال مهرجان كان في نفس السّنة، كما حصد ثلاثة أوسكارات سنتي 1967 و1969 كأحسن فيلم وأحسن إخراج وأفضل سيناريو. وهو ما يثبت عظمة الثورة الجزائرية وصداها وسط أكبر القوات العسكرية الأجنبية، وهي المعركة التي أنصفت الحرب ومنحتها القوة والصلابة والتغير الجذري من الكفاح السياسي إلى الكفاح المسلح لشهداء آمنوا أن الحرية لا تأتي إلا بالقوة، هي العمليات العسكرية التي قام بها الثوار في «كازينو لاكورنيش» للقضاء على الفرنسيين وفي الهجوم على الأماكن التي كانت تعرف إقبال عدد كبير من الفرنسيين و المعمرين وعمليات تصفية حسابات، للقضاء على الخونة الذين باعوا وطنهم و»الخاوة» من أجل الفرنسي الغاشم مثل فروجي. لا يمكن للأقلام أن تعبر عن عظمة معركة الجزائر التي مثلت كفاح شعب قمع كثيرا من أجل الحرية، والذي راح ضحيته مليون ونصف المليون شهيد وأبرياء آخرون، ليهبوا الجيل الجديد الاستقلال والحرية التي طالما دافعوا عنها بالنفس والنفيس لتبقى ذكراهم راسخة لخمسين سنة بعد الاستقلال وتبقى للأبد. «ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون».