تستقطب بلدية تاغيت التابعة لولاية بشار، صيف كل عام مئات الأشخاص المولوعين بممارسة «الاستحمام بالرمال» وهي طريقة تقليدية شائعة هناك، خصوصا في المناطق الجنوبية المتواجدة على مستوى كثبان «العرق الغربي»، وباتت ممارستها تشهد انتشارا واسعا بين الجنسين على مدار السنين، سيما بعدما أثبت أطباء فاعلية وجدوى الاستحمام بالرمال في العلاج من أمراض المفاصل والعظام. وبحسب شروحات مسؤول وكالة تعنى بتنظيم هذه (الاستحمامات الرملية)، فإنّ هذه «الحمامات» تستقطب نحو ألف شخص من مختلف مناطق الجزائر، يقصدون بلدة «تاغيت» في الفترة ما بين جويلية إلى غاية شهر أكتوبر، وأضاف متحدث باسم الوكالة المذكورة ل»السلام»، أنّه يتم إنشاء هذه الحمامات الرملية من خلال حفر فوهات كبيرة وسط الرمال الساخنة، ويُترك فيها المريض فيها لمدة زمنية معينة يتم أثناءها تغطية كافة جسمه بالرمال من الرجلين إلى غاية الذقن ويستثنى الوجه فقط، ويسمح الحمام الرملي علاوة على مزاياه العلاجية لبعض أمراض المفاصل والعظام بالتخلص من كل الأدران التي يفرزها الجسد بفعل التعرق، وذلك على حد ما أكده معتادون على هذا النوع الفريد من الاستحمام. وتشهد هذه الحمامات الرملية التي يمارسها السكان المحليون منذ عدة قرون، إقبالا مميزا من سكان المناطق الشمالية، ولمواجهة هذا التوافد تنوي بلدة تاغيت خلال السنة الجارية تنظيم نشاط سياحي متكامل من خلال برمجة إقامات تشتمل على الإيواء والإطعام والنقل والحمام الرملي، وذلك بهدف ضمان تكفل أحسن بممارسي هذه الحمامات، على حد تعبير مسؤول أضاف بأنه من شأن هذا النشاط المساهمة في ترقية المنتجات السياحية بالمنطقة، مثلما كونه يشكل موردا اقتصاديا هاما للعديد من سكان المناطق المجاورة. وأكد مختصون ل»السلام»، أنّ الحمامات الرملية بالكثبان الذهبية والساخنة بالمنطقة، لا يُنصح بها لبعض العلاجات، وغير مسموح بها البتة للمرضى المصابين بالأمراض القلبية والضغط المرتفع، لذا يحرص المرشدون السياحيون الذين يرافقون المرضى على مراقبة الشهادات الطبية لتفادي أي تعقيدات أو انعكاسات قد لا يُحمد عقباها، وتبعا لصرامة هذه التدابير لم يسجل أي حادث خلال المواسم الماضية، وبقيت هوية الاستحمام بالرمال كما كانت منذ عشرات السنين رائجة ومغرية برغم كل المعوقات والبعادات.