لاقتناء أفضل وأجود أنواع التوابل أضحت محلات بيع البهارات الواقعة وسط مدينة تبسة منذ أيام لاسيما شوارعها العتيقة وأزقتها الضيقة الوجهة الأولى والمقصد الرئيسي للعائلات التبسية وحتى من مختلف ولايات شرق البلاد وكذا المهجر لاقتناء أفضل وأجود أنواع التوابل. مرام. م ويجد الزائر لتيفاست العتيقة حيث تنبعث روائح البهارات التقليدية من المحلات المختصة في بيعها نفسه “مجبرا” على شراء كميات منها بعد أن تأسره مناظر عرضها على الزبائن في أكياس قماش من نوع “خيشة” (نوع من الكتان يستخدم عادة في صناعة الخيام والحقائب) تحافظ على النكهة وعلى طاولات مزدانة بمختلف الأنواع والألوان. ويتم عرض تشكيلات من التوابل والبهارات والأعشاب المحلية والمستوردة على غرار الكركم والكزبر والحبة السوداء وزريعة البسباس وجوزة الطيبة وحبة الحلاوة ورأس الحانوت وفلفل الزينة أو الفلفل الأحمر الحار والحلو وغيرها بطريقة مغرية تستقطب الزبائن. كما تتوفر ذات المحلات على مختلف مستلزمات المطبخ التبسي التقليدي الأصيل والذي لا يختلف كثيرا عن باقي مطابخ ولايات شرق الوطن كالفريك والمرمز والشعير الخاصين بتحضير طبق “الشربة أو الجاري” إضافة إلى مختلف النباتات الطبية والعطرية والزيوت المستخلصة والمياه المقطرة. **مهنة متوارثة من الأجداد إلى الأحفاد منذ عدة سنوات قال أحمد جلالي وهو صاحب مجموعة محلات مختصة في بيع البهارات والتوابل بتبسة، “أسعى إلى الحفاظ على مهنة أجدادي المختصين في بيع البهارات والتوابل منذ أزيد من قرن من الزمن وتوريثها لأبنائي” وهو ما جعل من “محلات أولاد جلالي” بعاصمة ولاية تبسة علامة مسجلة ومطبوعة في ذاكرة مواطنين من داخل وخارج تبسة يقصدونه لشراء توابل الشهر الفضيل. وأضاف نفس المتحدث “أقوم بجلب مختلف البهارات والتوابل والأعشاب من مختلف ولايات الوطن كما أقتني بعضها من المستوردين وأجلب البعض الآخر من دول الشام والخليج”، موضحا أنه يقوم فيما بعد بعرضها بطريقة تسر نظر الزبائن وتجذبهم ألوانها وروائحها الزكية. كما يعمل أحمد منذ الساعات الأولى لليوم بمعية شقيقه بكد وجد والابتسامة لا تفارق محياه على إسداء النصائح لزبائنه حول كيفيات استخدام البهارات وحفظها حتى تحافظ على جودتها ونكهتها خاصة فيما تعلق ببعض التوابل غير المعروفة والشائعة. وأضاف ذات المتحدث بأن “محلات بيع التوابل والبهارات المتواجدة بكل أحياء تبسة تشهد إقبالا طيلة أيام السنة إلا أن محلاته وبشهادة زوارها تعرف حيوية وازدحاما كبيرين تحضيرا لشهر رمضان الكريم بسبب توفرها على كل ما يتطلبه تحضير الأطباق الرمضانية التقليدية والعصرية على حد سواء”. كما أشار ذات المتحدث إلى أنه “يتم انتقاء الأشخاص الذين يقومون بمهمة البيع بدقة والذين يكونون في العادة من أفراد العائلة ويخضعون لفترات من التدريب للتعرف على الأعشاب والبهارات وكيفية استخدامها بغية الإلمام بالمهنة ومساعدة الزبائن وتقديم النصائح لهم خاصة في حالات العلاج بالأعشاب الطبية”. هذا واعترفت مليكة صاحبة 57 سنة بجودة التوابل بالمحلات المذكورة “لقد دأبت على اصطحاب ابنتي ذات 23 عاما لاختيار التوابل حتى أمكنها من التعرف عليهم وعلى استعمالاتهم” متطرقة إلى جودتها وأسعارها التي تعد في متناول الجميع. وأضافت ذات المتحدثة بأنها “تقصد وسط مدينة تبسة لاقتناء كل مستلزمات مطبخها طيلة السنة ولاسيما أثناء التحضير لشهر رمضان المعظم أو حفلات الزفاف” مضيفة بأنها “تستفيد أيضا من النصائح المقدمة من طرف عمال المحلات حول كيفية استخدام بعض المعروضات”.