عرفت ولاية ميلة خلال الأشهر الأخيرة نقصا حادا في وسائل النقل التي تعمل على مستوى خط ميلة قسنطينة والخطوط التي تربط عاصمة الولاية بالبلديات المجاورة، خصوصا منذ بداية التسجيلات الجامعية. يشهد موقف سيارات الأجرة بمحطة المسافرين باتجاه قسنطينة وكذا محطة الحافلات على الخط الرابط بين الولايتين اكتظاظا كبيرا وهذا بشكل يومي، خصوصا من طرف الطلبة الجامعيين الذين يتنقلون من الولاية المذكورة نحو قسنطينة، حيث لا يزال المئات من الطلبة يزاولون دراستهم الجامعية بها، كما يجد المسافرون الذين يتنقلون إلى ميلة قادمين من قسنطينة خاصة الطلبة والعاملين في شتى المجلات صعوبات كبيرة للعودة مساء إلى بيوتهم في الساعات الأخيرة من النهار للنقص الكبير في سيارات الأجرة في محطة النقل الجماعي لسيارات الأجرة بالمحطة القديمة بقسنطينة، ما يحتم على المواطنين التوجه إلى سيارات “كلونديستان” ودفع ضعف قيمة النقل إلى 200 دينار أو أكثر بثلاث أضعاف. وزد على هذا المعاملات السيئة التي يلاقونها من هؤلاء وحتى التحرشات التي تلاقيها الفتيات حيث يكون أغلبهن من الطالبات، أين أكدت بعضهن أنه لا حيلة لهن سوى استعمال هذا النوع من النقل غير الشرعي للرجوع إلى ميلة، طالبين مديريتي النقل في ولايتي “ميلة - قسنطينة” التدخل من أجل إنهاء هذه المعاناة. في سياق متصل يشتكي سكان بلدية القرارم ولاية ميلة من نقص وسائل النقل الجماعي على مستوى الخط الذي يربط هذه البلدية وعاصمة الولاية، حيث يتزاحم السكان على مجموعة من الحافلات منذ حلول فصل الصيف ليعرف الموقف اكتظاظا كبيرا، وتعطل قضاء مصالح المواطنين سواء الموظفين أو طلاب الجامعات الذين يقصدون المدينة لاستخراج مختلف الوثائق الإدارية. وهذا نتيجة انقسام الناقلين إلى مجموعتين تعمل على مستوى الخط والأخرى تعمل لنقل المصطافين إلى مختلف الشواطئ والرحلات الاستجمامية، وحسب تصريحات السكان فإن النقص الحاد لوسائل النقل أجبرهم على الاستعانة بسيارات “الفرود” الذين يستغلون هذه الوضعية لزيادة ثمن “الكورس” خاصة في المساء مطالبين بتدخل المصالح المعنية. كما لم يخف قاطنو بلدية ميلة تذمرهم من بعض أصحاب النقل الجماعي ما بين الأحياء، وهذا بسبب الطريقة البدائية التي لازال يسير بها هذا النوع من النقل، وهو بعد تخصيص فترة زمنية محددة للانطلاق وانتظار امتلاء الحافلة. يُشار أن مديرية النقل على مستوى الولاية بشرت سكان ميلة بقرب انطلاق عمل حفلات النقل الحضري على غرار باقي المدن، وهو ما سيخرج المدينة من أزمة النقل ولو بشكل نسبي.