تعمد الكثير من ربات البيوت إلى الإفراط في تحضير الأطباق خلال شهر رمضان، وحتى بعض الرجال يفرطون في شراء الخبز بكميات كبيرة لتلقى بعد ذلك في المزابل، بالرغم من أن ذلك ينافي تعاليم ديننا الإسلامي. يلاحظ المتجول بأحياء كثيرة بالعاصمة خلال شهر رمضان، أحجام هائلة من النفايات المتراكمة أمام المنازل، وأنّ أغلب ما يتواجد بها هو بقايا وفضلات من الأطباق الرمضانية وحتى الخبز الذي يلقى في القمامات بكميات كبيرة، وهذا ناتج عن إفراط بعض العائلات في تحضير أطباق رمضانية فوق الحاجة وحتى اقتناء كميات كبيرة من الخبز التي تلقى في النفايات. ورغم أنّ ديننا الحنيف ينهى عن التبذير، إلاّ أنّ الكثيرين يفرطون في شراء مستلزمات رمضان لتتعرض للتلف وتكون نهايتها في المزابل عوض أن تكون صدقة جارية للعائلات المعوزة التي تكون بأمس الحاجة إلى طبق رمضاني يسد جوعها. تلك الصور تتكرر كل سنة عند قدوم شهر رمضان نتيجة الإسراف عند التسوق، حيث يكون همّ بعض العائلات هو تزيين الطاولة الرمضانية بمختلف أنواع الطعام وألذه، وهي تجهل أن تصرفها من مظاهر التبذير التي تؤدي إلى إلقاء فائض الطعام في القمامات. هذا الأمر أكدته إحدى ربات البيوت التي قالت إنها تحضر يوميا ما يفوق عن أربعة أطباق وأشارت خلال حديثها أنّ أغلبها يرمى، نظرا لعدم تمكن أفراد أسرتها من إكمالها لتعيد تحضير أطباق جديدة في اليوم الموالي. الإفراط في تناول الطعام يؤثر على صحة الصائم تتنوع الأطباق على الموائد الرمضانية، مما يثير شهية الكثير من الصائمين فيتناولون جميع ما يدغدغ معدتهم فلا يتحكمون في الأطباق التي يستهلكونها، وهو ما يعرضهم للإصابة بأمراض ومضاعفات صحية نتيجة الإفراط في تناول تلك الأغذية، خاصة أن الأمر لا يقتصر على مائدة الإفطار، بل ويمتد إلى مائدة السهرة التي تتنوع بالحلويات الكثيرة التي لا يستطيع الكثيرين تجاهلها، إلا أنهم قد يتعرضون لمضاعفات صحية نتيجة عدم تأقلمهم مع تغير النمط الغذائي خلال الأيام الأولى من رمضان. ومن بين الأمراض التي تصيبهم التخمة المعدية وعسر الهضم نتيجة عدم التزامهم بكمية الطعام التي تستطيع المعدة تقبلها، وهو ما يحملها فوق طاقتها فتحدث اضطرابات بالمعدة، وهذا ما أكدته الدكتورة سليمة بن دالي، حيث أكدت أن المستشفيات تعج بالصائمين الذين يصابون باضطرابات صحية بعد الإفطار، نتيجة الإفراط في تناول المتبلات والأطباق الحارة والغنية بالدهون، وهو ما يؤدي إلى الإصابة بالتخمة المعدية وتهيج القولون العصبي، نظرا لتراكم الغازات نتيجة زيادة نسبة التوابل والحار بالأطباق الرمضانية. كما أنّ كثرة الطعام تثير الزائدة الدودية ويتسبب في ارتجاع المريء وزيادة الحموضة، وهذا ناتج عن تغير النمط الغذائي عن الفترة العادية، ومن بين الأعراض أوجاع بالبطن وإمساك وشعور بالغثيان ودوار وضيق بالتنفس ناتج عن انقباض القولون.