إنهم يسيحون في الشوارع وأزقتها بحثا عن ضالتهم. فهناك من يختص في جمع قطع الأخشاب فقط، وهناك من يجمع "الكارطون" فحسب، بينما آخرون يفضلون جمع القطع الحديدية والبلاستيكيةولكن وللاسف هناك من يقتات من المزابل...هي ليست بالعداة الجديدة وانما انتشرت بصورة مخيفة هذه الايام بعد ان اصبحت المزابل تزخربمختلف انواع الماكولات الناتجة عن"لهيف"بعض الاسر التي دشنت منذ بداية رمضان مهرجان التبذير أطباق كاملة تعيل عائلات في المزابل وعمال النظافة مستاؤون أطباق كاملة من الأطعمة والمأكولات المكلفة...كميات هائلة من الأغذية الطازجة والمصنعة ومن أنواع الخبز والحلويات، ترمى يوميا في مزابل الجزائريين منذ دخول شهر رمضان..هي مشاهد وقفنا عندها خلال جولة قادتنا عبر شوارع العاصمة حيث لاحظنا امتلاءالحاويات بالأكياس البلاستيكية المتدفقة بفضلات الأغذية وعلب حلوى صالحة للاستهلاك،بإمكانها ''أن تلبي حاجة عائلات بأكملها من مستلزمات فطورها'' الا ان الامر المثير للانتباه هو عدم خلو المزابل من الاكياس خلال اليوم وذلك راجع الى الالقاء بكل هذه الكميات من الفضلات في أي وقت ودون أدنى احترام للمواقيت المخصصة لذلك فكل فرد يخرج من البيت يلقي معه كيسا'' دون الاخذ بعين الاعتبار النشاط المتواصل العمال المتواصل حيث تسببت تصرفات المواطنين غير الحضارية، في تأخير وخلط مهمة العمال حيث تدوم الدورية الواحدة عدة ساعات. فكانت مؤسسة “نات كوم”قد سطرت برنامجا خاصا بشهر رمضان جندت من خلاله 300 عون نظافة إضافي لضمان العمل باستمرار طوال فترات اليوم خصوصا في الأحياء التي تعرف حركة كبيرة بوسط العاصمة . حيث دعمت صفوف عمال جمع النفايات بإضافة 300 عون نظافة و إضافة 45 شاحنة و 3000 صندوق للجمع المسبق للنفايات لوضعها في الأحياء التي تعرف كثافة سكانية . و بالإضافة إلى المساحات و الشوارع التي كان أعوان “نات كوم” مكلفين بتنظيفها في الأيام العادية سيقومون خلال شهر رمضان بتنظيف المناطق المحيطة بالمساجد و الأسواق ثلاث مرات في الأسبوع . و رغم هذا التجنيد الا أن عمال “نات كوم” “يلقون صعوبات في الميدان ذلك أن معظم سكان الأحياء لا يحترمون توقيت إخراج النفايات المنزلية” فهذا المشكل زاد حدة في فصل الصيف و في شهر رمضان ازمة الخبزفي المزابل وليس عند الخبازين وزيادة على تصرفات البعض الغير الحضارية، يعتبر بعض المواطنين الجزائريين هذه المناسبة العظيمة مناسبة للشراء المفرط للمواد الغذائية وفترة مميزة للتبذير بكل أنواعه، حيث يتهافت الصائم خلال شهر رمضان خصوصا في الأيام الأولى من الشهر الفضيل على مختلف المأكولات التي تباع، فلا يمر يوم حتى يجرف المواطن الجزائري معه كل ما يصادفه في طريقه سواء خلال جولته في السوق أو في طريق العودة الى البيت ولعل اهم الصور التي تتكرر يوميا في الشوارع الجزائرية خلال الشهر ، ترى المواطن الجزائري محملا بمختلف أكياس الخبز، حيث يشتري ما لا يعد ولا يحصى من هذه المادة، وترى أنه يشتري أكثر مما تحتاج إليه عائلته من الخبز، إلى جانب مجموعة معتبرة أخرى من أنواع الخبز التقليدي الذي يشتهي أكله قبل الإفطار · وبالطبع، فإن مصير هذه الأكياس المتكدسة من الخبز، الذي يزخرف بأنواعه المختلفة مائدة رمضان العائلات الجزائرية لمدة وجيزة لا تتجاوز نصف ساعة أي خلال الإفطار فقط، حيث يكتفي الصائم الجزائري الذي لا تسع طاولته كل ما حضر من أطباق مختلفة إلى جانب العدد الهائل من أنواع الخبز التي اقتناها قبل وقت الإفطار بالنظر إلى كل هذه الأنواع التي لا تستطيع معدة الإنسان العادي استيعابها في يوم واحد، فترى أطباق صرفت عليها آلاف الدينارات تلقى حتفها في مزبلة المنزل، بينما تتكدس أكياس الخبز الذي يتحول بطبيعة الحال إلى ”خبز يابس” الذي يوضع جنب المنازل وفي مختلف الشوارع بعد أن أصبح استهلاكه من المحال، خصوصا وأن المواطن الجزائري في رمضان لا يرضى إلا بالخبز الجديد وبمقاربة بسيطة نجد ان الحديث الان عن ازمة خبزعبر مخابز الوطن ليس له جدوى بمجرد ان نقترب من بعض ان لم نقل كل المزابل الكل يشتكي الغلاء...فمن اين تمتلا المزابل؟ يتهافت المواطن الجزائري، خلال شهر رمضان، على مختلف أنواع المواد الغذائية التي لا يستهلكها بشكل كبير في الأيام العادية، وتسيطر هذه الظاهرة على الشارع الجزائري خصوصا في الأيام الأولى من شهر الصيام، حيث يستمتع الصائم الجزائري بشراء مختلف أنواع المواد الغذائية، وما يصنع الحدث في هذا هو كميات الخبز المتراكمة بأنواعه والتي يتفنن في تجميعها في أكياس الحاجيات قبل الفطور وفي أكياس النفايات بعد الفطور · الا ان الامر الذي لاحظناه خلال جولتنا هذه هو اسمرار الحديث عن الاسعار فلازال هاجس ارتفاع أسعار المواد الغذائية مسيطرا على أحاديث الناس لارتباطه بضرورات الانفاق الاستثنائية لأغلب العائلات حيث تزامن هذا الشهر المبارك مع عديد المناسبات التي تتطلب هي الأخرى مصاريف كبرى ولتزايد الاقبال واللهفة أحيانا على عديد البضائع مما يتسبب في ارتفاع أسعارها واختفائها من الأسواق . عن هذه الهواجس لازالت الحركية داخل أسواق العاصمة في ما يشبه الكر والفر بين المستهلك والتاجر أسواق تزخر بكافة المنتجات من خضر وغلال ولحوم اختلفت ألوانها لكنها اتفقت على عنصر واحد وهو ارتفاع الأسعار جعلت المستهلك يراجع حساباته . ورغم الحديث عن وفرة الانتاج الفلاحي، فإن الأسعار لم تهدأ وواصلت صعودها بشكل ملفت جعلت المستهلك مندهشا ومحتارا بين احتياجات قفته وما تقبض يمينه. فقد شهدت اللحوم ارتفاعا صاروخيا بلغ كما واصلت الأسماك ارتفاعها وأصبح السمك صعب المنال. وحدث ولا حرج عن أسعار الفواكه حيث ماعدا اسعار الخضر التي استقرت نوعا ما المستهلك الذي تلقى ضربات قاسية من هذه الأسعار أصبح يجري عمليات حسابية كثيرة قبل التوجه الى السوق وعندما يصل، فإنه يحاول اقامة موازنة بين ميزانيته وشهواته. السيد امين خرج من السوق ببعض الثمار مؤكدا أنها غالية الثمن. وأكد أن الأسعار المعروضة وليست في متناول الجميع أما السيد محمدي ، فأكد وجود ارتفاع في أسعار مختلف المواد جراء كثرة الطلبات. وبين أن المستهلك يضطر الى اقتناء حاجياته مهما ارتفع السعر. وعن كيفية التوفيق بين الأسعار والامكانات أكد السيد محمدي أنه يعتمد محاولات اقتصادية تعتمد التقليص من الكميات خصوصا وأن شهر رمضان بالنسبة إليه ليس موسم الاستهلاك. وفي المقابل دعامحمدي الجهات المعنية الى مراقبة الأسواق خصوصا الفوضوية ومراقبة الأسعار والجودة داعيا الى تنظيم الأسواق على غرار المدن الأوروبية . تفادي اللهفة فبالرغم من الجميع يشتكي غلاء الاسعار في رمضان الا اننا نجد ان مزابلنا تمتلاء عن اخرها خلال هدا الشهر.فمن اين يا ترا؟والغريب في الامر ان كل المزابل تشهد هده الظاهرة حتى تلك المتواجدة بالاحياء الفقيرة قالت السيدة كريمة وهي ربة عائلة ان التبذير والإفراط بالمأكولات والمشروبات ظاهرة خطيرة صارت تهدد الأسرة الجزائرية فالكثير من العائلات تقوم بشراء وتحضير كميات كبيرة من الطعام بكافة أنواعه (لحوم- خضراوات-فواكه-حلويات...الخ))وتقوم بإعدادها وطبخها وتحضيرها لتناولها على وجبة الإفطار ولكن الذي يحدث وبكل أسف أن هذه الأسر لا تستهلك ربع هذه الكميات الكبيرة التي قامت بشراءها وتحضيرها ويتم رمي الباقي في القمامة مستهترين اما السيدة رشيدة فقالت : العامل النفسي الذي لا يؤثر إلا على الجزائريين، ومن خلال العامل البيولوجي والذي هو الجوع، تجد الصائم يسارع إلى اقتناء مختلف أنواع الخبز، فمن الخبز العادي الذي يباع في المخبزات إلى خبز السميد والكسرة والمطلوع وخبز بالزيتون وخبز الشعير وخبز تونس وخبز لبنان وخبز بالأعشاب و”ليفيسال” و”سكوبيدو” وغيرها من أنواع الخبز التقليدية منها والعربية والغربية منهاليكون مصيرها المزبلة