لم يجد سكان حي زموري بباركا فراج بولاية باتنة حلا لمعضلتهم، سوى تجديد ورفع مطالبهم التي لطالما تكررت مرارا للمسؤولين المحليين، حيث طالب هؤلاء المواطنون السلطات المحلية بالتكفل بانشغالاتهم ومشاكلهم التي وصفوها بالكارثية، خاصة ونحن في شهر رمضان، ومن بين الانشغالات التي أكد عليها المواطنون خاصة منها قنوات الصرف الصحي واهتراء الطرقات ناهيك عن الأوساخ التي تغزو معظم الحي. أبدى بعض سكان الحي تذمرهم إزاء الوضعية المزرية التي يعيشون فيها بسبب عدة نقائص في حيهم عقّدت من يومياتهم، على غرار غياب قنوات الصرف الصحي وتسرب المياه القذرة إلى السطح وما ينجم عنها من انتشار رهيب للروائح الكريهة التي تؤدي إلى عواقب وخيمة، ناهيك عن انتشار الحشرات اللاسعة والجرذان التي وجدت المناخ المناسب لتكاثرها، إضافة إلى أسراب البعوض والذباب التي تغزو المكان خصوصا في هذه الفترات الحارة، هذا مما أدى إلى تفاقم وضع الحي بسبب الحالة الذي آلت إليها شبكة القنوات. ويشتكي السكان من غياب مظاهر التنمية بمحيطهم السكني، والمتمثلة في غياب قنوات الصرف الصحي عن بعض مساكنهم مما أصبح الهاجس الأكبر للسكان. كما قال السكان إنهم باتوا يعيشون تحت الخوف الدائم من ظهور أوبئة تهدد سلامتهم الصحية بسبب الانتشار الفادح لمياه الصرف القذرة بالمكان. من جهة أخرى، تشكل الطرقات الرابطة بين الأحياء في حي “زموري” أحد النقاط السوداء التي باتت تهدد حياة السكان هناك، فعلى طول عشرات الكيلومترات من الطرقات المهترئة يتجرع سكان هذا الحي، مرارة الحياة إلى جانب الأوضاع الاجتماعية المزرية فيها أيضا، سكان الحي الذين لا يمكنهم الاستغناء عن التنقل إلى الأحياء الأخرى في ظل الغياب الكلي لمظاهر شبه الحضري يخضعون لمأساة حقيقية. وعبّر هؤلاء عن سخطهم جراء الوضعية الكارثية التي يعيشون فيها كما طالبوا الرجل الأول بالولاية إلى ضرورة النظر إلى حالهم وإخراجهم من طي النسيان، خاصة وأنه لم يعد يأمل كثيرا في التفاتة حيهم. وذكّر المشتكون الجهات الوصية أنّ الوضعية المزرية التي يكابدونها داخل حيهم فاقت السنين، مستنكرين إقصاء حيهم من مشروع إعادة التهيئة الحضرية، كما أورد هؤلاء أنّ معظم الشكاوي المتكررة لم تحرك الجهات المعنية ساكنا خاصة فيما تعلّق بإعادة تعبيد الطرقات التي اهترأت عن آخرها، حيث تتحوّل مع كل موسم لتساقط الأمطار إلى برك ومستنقعات مائية يصعب اجتيازها وتتحاشى المركبات المرور بها. وفي هذا الصدد يعاني هؤلاء المواطنون من جملة المشاكل التي نغصت من حياتهم وحولتها إلى جحيم حقيقي، خاصة فيما يخص الطرقات، إذ تتواجد في وضعية كارثية حتى بدون تساقط الأمطار، ناهيك عن عزوف الناقلين عن الدخول إلى الحي خوفا من تعرض مركباتهم إلى أعطاب فتزيدهم أعباء مالية إضافية هم في غنى عنها، وكذا مشكلة أخرى لا تقل أهمية عن الأخرى والتي تتمثل أساسا في تدهور قنوات الصرف الصحي، وهو ما أدى بالسكان إلى المطالبة من السلطات المعنية التدخل العاجل من أجل إنهاء معاناة دامت السنين.