ملف تصنيف الموقع الأثري مازال قيد الدراسة يشكل موقع ” قاديوفاليا” بالضاحية الشمالية الشرقية لمدينة قصر الصبيحي بولاية أم البواقي، متحفا على الهواء الطلق لشواهد وآثار، تؤرخ لفترات زمنية وحضارات مرت على هذه المنطقة. وقد تم العثور، في وقت سابق على التسمية اللاتينية للموقع “قاديوفالا”، منقوشة على حجر أثري بالمدينة، وهي الكلمة المشتقة وفق المختصين من لقب لفارس بيزنطي اسمه الكامل “بريتانيكو قاديوفالا”، عمر وفقا لما وجد مكتوبا على النقيشة 81 سنة بالمنطقة. وقد أطلق على منطقة قصر الصبيحي بولاية أم البواقي تسمية “قاديوفالا”، التي تنتمي إلى حقبة زمنية ما تزال آثارها بارزة للعيان، في شكل بقايا مدينة رومانية وقلعة بيزنطية، يمكن للمار بها الوقوف على أطلالها الممسوحة، بأثر هندسة معمارية فنية، تدعو للتأمل في أدق تفاصيلها وجمالية تصميمها، سيما بقايا القلعة التي شيدت على مرتفع يطل على جبال وسهول وأراضي قصر الصبيحي الفلاحية. وعلى الرغم من غياب مرافق من شأنها توفير الراحة لزوار الموقع الأثري، وانعدام وثائق ومراجع على مستواه، تترجم الكتابات المنقوشة على الأحجار الأثرية، وتمكن من التعرف أكثر على تاريخ المنطقة”، إلا أن موقع “قاديوفالا” وجهة سياحية بإمتياز زادتها خضرة الطبيعة رونقا وجمالا. “قاديوفالا” معلم أثري يتجه نحو التصنيف يشتغل قطاع الثقافة بولاية أم البواقي، بالتنسيق مع دائرة الممتلكات الثقافية المحمية محليا، على ملف تصنيف موقع “قاديوفالا” الأثري من أجل ضمان حمايته من شتى أشكال الاعتداءات التي قد تطاله من تخريب وسرقة قطعه وأجزائه وفقا للمدير المحلي للقطاع علي بوزوالغ. إذ يعتبر موقع “قاديوفالا” الأثري، من أهم المواقع الأثرية بولاية أم البواقي، نظير الحضارات التي تعاقبت عليه، وتركت بصمتها على غرار الحضارتين الرومانية و البيزنطية”، لافتا إلى أن عملية حراسة وتنظيف الموقع تتكفل بهما دائرة الممتلكات الثقافية المحمية. وفي سياق العمل على تصنيف الموقع، قامت الدائرة الأثرية بأم البواقي التابعة للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية، بإعداد ملف يتضمن كل ما يخص عملية تصنيف الموقع. واستنادا لمسؤولة ذات الدائرة، مريم قبايلية، “ستتم قريبا إحالة هذا الملف على لجنة ولائية مكونة من عدة قطاعات، على غرار المديريات المحلية للثقافة والسياحة ومسح الأراضي ومحافظة الغابات برئاسة الوالي. وسيلي هذا الإجراء، تحويل الملف على اللجنة الوطنية لتصنيف الممتلكات الثقافية بوزارة الثقافة للنظر في إمكانية تصنيف هذا الموقع الهام بولاية أم البواقي. شكلت بقايا القلعة، الأعمدة وتيجانها، الأنصاب الجنائزية والتوابيت وغيرها، مما عثر عليه من قطع أثرية تعكس حياة الفرد قديما وقدراته في مجال الفن والهندسة المعمارية بموقع “قاديوفالا” والتي تم جمعها في مكان واحد متحفا على الهواء الطلق يرسم لوحة فنية من حضارة أزمان غابرة. وتعمل الدائرة الأثرية على جمع وإحصاء هذه القطع المتمثلة في عناصر معمارية كمرحلة أولية تمهد لعملية “الجرد الأثري”، و هي العملية التي يقوم خلالها الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية، بإعداد بطاقة هوية لكل قطعة أثرية، ليتم إدراجها لاحقا، في سجل الجرد العام الرقمي لدى الديوان، كخطوة أولى مهمة في عملية حفظ القطع، من السرقة والتهريب.