إنتفضوا عبر جل ولايات الوطن لتأكيد تجندهم من أجل الحراك الشعبي جدّد طلبة مختلف جامعات الوطن أمس، خروجهم إلى الشارع للمرة الثانية في ظرف أسبوع، في مسيرات سلمية حاشدة متحدين مرة أخرى الصيام و الحر، أكدوا من خلالها إصرارهم على رؤية مطالب الحراك الشعبي تتجسد قريبا على أرض الواقع من جهة، و رفضهم من جهة أخرى تنظيم رئاسيات تشرف عليها رموز النظام البوتفليقي، و وجوه محسوبة على عصاباته، كما أبرزوا أن رحيل الوزير الأول، عبد القادر بن صالح، و حكومة الوزير الأول، نور الدين بدوي، مطلب لا رجعة فيه،و حتمية لا بد منها. تجمع عدد كبير من طلبة مختلف جامعات العاصمة، صباح أمس أمام جامعة “بن يوسف بن خدة”، أين كان النفق الجامعي أو “غار حراك” كما بات يسمى مغلقا مرة أخرى من طرق قوات الأمن، قبل أن يقرروا الانطلاق في مسيرة حاشدة صوب البريد المركزي، الذي عرف إنزالا أمنيا كثيفا جدا حال دون بلوغ المتظاهرين ساحته من أجل الاعتصام فيها، واقع حال إظطر الطلبة إلى تغيير وجهتهم نحو قصر الحكومة، أين إصطدموا بتعزيزات أمنية هامة لقوات مكافحة الشغب حالت دون بلوغهم البوابة الرئيسية لمبنى الدكتور سعدان، حيث تم غلق الطريق بواسطة شاحنات الشرطة وسط تواجد قوي لأعوان الأمن بعين المكان، و في ظل إستمرار توافد سيول الطلبة صوب قصر الحكومة، زاد صخبهم و تعدادهم، فتمكنوا من كسر الحاجز الأمني و حققوا مبتغاهم بالإعتصام أمام قصر الحكومة بالجلوس أرضا، و في خضم ذلك عادت قوات الأمن للتدخل هذه المرة بإستعمال القنابل المسيلة للدموع من أجل تفريق المتظاهرين، الذين تضرر العشرات منهم بفعل “الكليموجان”، ليتدخل بعدها المسعفون من طلبة كليات الطب لتقديم الإسعافات الأولية لهم، و في ظل ذلك و بعد إبعادهم من محيط قصر الحكومة، حاول الطلبة العودة إلى البريد المركزي، و في طرقهم إلى هناك رددوا شعارات عدة أبرزها “دولة مدنية ماشي عسكرية”، “ما كاش الرئاسيات يا العصابات .. 4 جويلية نديرو مسيرات”،” خارجين خارجين كل ثلاثاء خارجين “، “Dégage حكومة المونتاج”،”بن صالح و بدوي Dégage”، “حكومة خاينة”. نفس المشاهد و الأجواء صنعها طلاب و بعض أساتذة جامعات العديد من ولايات الوطن، الذي تبنوا نفس المطالب و رفعوا تقريبا نفس الشعارات المتمحورة أساس حول رفض رئاسيات 4 جويلية، و المطالبة برحيل بن صالح، و كل رموز النظام،على غرار ما فعله على سبيل المثال طلبة جامعة ولاية سطيف، بجاية، و نظراؤهم بجامعة “مولود معمري” بتيزي وزو، البويرة، و بومرداس، وهران، و كذا طلبة جامعة “جيلالي اليابس” بسيدي بلعباس، و طلبة جامعات مستغانم، تلمسان، قسنطينة، باتنة، و عنابة. المحامون و الأطباء يجددون خروجهم إلى الشارع رفضا لرئاسيات 4 جويلية موازاة مع الطلبة، خرج المحامون و الأطباء في مظاهرات ومسيرات، في كل من تيزي وزو والبويرة، من أجل دعم الحراك الوطني، وللمطالبة برحيل الباءات وعدم تنظيم انتخابات تشرف عليها رموز العصابات، ففي البويرة نظم المحامون وقفة داخل مجلس القضاء، أما في تيزي وزو، فقد خرج المحامون في مسيرة بشوارع المدينة، حاملين شعارات تطالب بضرورة الخضوع لإرادة الشعب التي عبر عنها منذ 22 فيفري الماضي. كما خرج أمس المئات من عمال مؤسسة “سونلغاز” بتيزي وز، في مسيرة حاشدة للتعبير عن بقائهم أوفياء للحراك الشعبي، وللمطالبة بالاستجابة للائحة مطالبهم المهنية والاجتماعية. غلق مداخل “قصر الشعب” في برج بوعريريج بالآجر تم ليلة أول أمس، غلق جميع مداخل المبنى المعروف ب “قصر الشعب”، وسط مدينة برج بوعريريج، بالآجر كليا في خطوة مفاجئة أثارت حفيظة سكان الولاية و الجزائريين عمامة، علما أنّ هذا المبنى غير المكتمل البناء الذي يضم عدة طوابق، إشتهر منذ في بداية الحراك الشعبي يوم 22 فيفري المنصرم باستخدامه من المتظاهرين لرفع شعاراتهم وكذلك إنزال “التيفوهات” كل جمعة على جدرانه.